عاجل
الأربعاء 1 يناير 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
البنك الاهلي
بسيوني.. قائد أحلام مدرسة الاحترام الكروية

بسيوني.. قائد أحلام مدرسة الاحترام الكروية

في عالم كرة القدم يوجد نجوم من نوع خاص، نجوم غير اعتياديين، دخلوا عالم الأضواء والشهرة من باب نادر الوجود في هذا الزمان، كان ولا يزال عمادهم الأساسي العرق والجهد والاحترام، ربما على عكس ما هو شائع في غالب الأحيان، ومن بين هؤلاء يقف متفردا النجم الكبير عبد الحميد بسيوني المدير الفني الحالي لفريق طلائع الجيش، متفردا بأخلاقه الرفيعة المعروفة عنه منذ ظهوره على الساحة الكروية كنجم وهداف كبير لنادي الزمالك، وها هو الآن يسير على نفس المنوال كمدرب، مصمما على ترسيخ مدرسة الاحترام والاخلاص، التي لها من يقدرها.



مؤخرا واجه بسيوني ناديه السابق الزمالك في الدوري، وتعادل بهدفين في مباراة ممتعة وشيقة، عكست مدى الكفاح الذي يسير على دربه ذلك المدرب، فبأقل الامكانيات مع طلائع الجيش كان لبسيوني الغلبة الفنية والإدارية والتكتيكة أمام العملاق الأبيض، وهنا تكمن قيمة وحجم مدرب موهوب متمكن من أدواته بشكل كبير، أدوات ساعدته على تحقيق أحلام كانت في الماضي القريب شبه مستحيلة، فمع طلائع الجيش توج بسيوني ببطولة السوبر المصري للمرة الأولى في تاريخه في يوم 21 سبتمبر 2021، بعد الفوز على الأهلي بركلات الترجيح 3-2.

المسيرة مستمرة، يدعمها إدارة واعية، تعي تماما حجم وقيمة أفرادها العاملين بداية من الجهاز الفني وعلى رأسه عبد الحميد بسيوني، ومرورا باللاعبين الموهوبين الطامحين لتحدي الظروف والإمكانيات خصوصا المادية المحيطة بمنافسيهم والتي تعلو عليهم في كثير من الأحيان، وليس بنهاية الجهاز الإداري المتفاني بإخلاص وحب شديدين، حب مستمد من اسم المؤسسة العسكرية المنضوي تحت لوائها النادي الكبير المعروف بانضباطه والتزامه على الصعيد الرياضي بشكل عام، وليس في كرة القدم فحسب، وإلا ما وجدنا مواهب دولية عملاقة ترفع راية مصر في مختلف البطولات والدورات الأولمبية المتعاقبة.

في عالم كرة القدم، حيث تتقلب الأحوال وتتغير الظروف بسرعة، يبرز دور المدرب كقائد حقيقي يقود فريقه نحو النجاح، ولكن ما الذي يميز المدرب الناجح عن غيره، خاصة في ظل الظروف الصعبة والتحديات التي تواجه أي فريق؟ هناك تكمن قيمة ونضوج المدير الفني عبد الحميد بسيوني، ذلك المدرب المتميز فهو أكثر من مجرد شخص يوجه اللاعبين في الملعب، بل هو مهندس يصمم خطط اللعب، وفيلسوف يزرع القيم والروح المعنوية في الفريق، وعالم نفس يفهم شخصيات اللاعبين واحتياجاتهم.

في الأوقات الصعبة، يظهر بريق المدرب الحقيقي، عندما تتراكم الإصابات، وتتوالى الهزائم، وعندما يتزايد الضغط من الجماهيري والإداري، يصبح على المدرب أن يتخذ قرارات صعبة وحاسمة، لتبقى صفات المدرب الناجح في الظروف الصعبة مفادها الرؤية الثاقبة التي يجب أن يتمتع المدرب برؤية واضحة لأهداف الفريق وطموحاته، وأن يكون قادرًا على تحديد المشاكل وحلولها بسرعة، فضلا عن الشخصية القوية، فشخصية المدرب القوية هي أساس نجاحه، كما يجب أن يكون قادرًا على فرض احترامه على اللاعبين، واتخاذ القرارات الصعبة دون تردد.

من بين السمات المرونة، فيجب أن يكون المدرب قادرًا على التكيف مع الظروف المتغيرة، وتغيير خططه وتكتيكاته حسب الحاجة، والقدرة على التواصل، فبالتواصل الفعال مع اللاعبين والجهاز المعاون والجهاز الإداري يتوافر مفتاح النجاح، كي يجب أن يكون المدرب قادرًا على شرح أفكاره بوضوح، والاستماع إلى آراء الآخرين، وأخيرًا القدرة على تحفيز اللاعبين على تقديم أفضل ما لديهم، حتى في أصعب الظروف، لبناء روح جديدة بشكل دائم.. كلها صفات تتوافر في المدرب عبد الحميد بسيوني الذي يصمم في كل ظهور له، منذ أن كان لاعبًا وحتى الآن على فرض احترامه على الجميع بمن فيهم منافسوه، هكذا يكون المدرب القائد الذي يصنع الفارق.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز