عاجل| هل فعلتها المخابرات الأمريكية والروسية؟.. تصريحات "الشرع" تثير الجدل
عادل عبدالمحسن
بين طيات كلماته ربما تظهر فصول ما حدث خلال 11 يومًا أطيح خلالها بنظام الرئيس السوري بشار الأسد، عنما قال أحمد الشرع، القائد العام للإدارة السورية الجديدة، إن بلاد حريصة على وجود علاقات وثيقة مع روسيا.
الغزو الإسرائيلي للأراضي السورية
وأشار الشرع إلى أن إسرائيل تخطط لغزو عسكري لسوريا ردًا على الوجود الإيراني المتزايد، الأمر الذي قد يؤدي إلى مزيد من زعزعة الاستقرار في المنطقة.
ومع ذلك، فإن الإطاحة السريعة بنظام الأسد وانسحاب القوات الإيرانية من سوريا حالت دون حدوث هذا السيناريو، مما ساعد على تقليل التوترات في الشرق الأوسط.
السؤال الذي يطرح نفسه، هل تعاونت المخابرات الروسية والأمريكية في الإطاحة بنظام الأسد مقابل عدم قيام الكيان الصهيوني بغزو الأراضي السورية، حتى لا تضطر روسيا والولايات المتحدة إلى فتح جبهة جديدة مباشرة هذه المرة على الأراضي السورية؟
تصريحات "الشرع" الأخيرة تنم على شيئًا ما قد حدث وبدأت تتكشف فصوله وألغاز أن تضحى روسيا بالنفوذ الإيراني بإسقاط الأسد، واحتفاظ روسيا بقاعدتي حميميم الجوية وطرطوس البحرية على شواطئ البحر المتوسط.
وفي مقابلة أجريت معه مؤخراً، قال أحمد الشرع، المعروف باسم أبو محمد الجولاني، إن المشروع الإيراني الذي ينفذ في سوريا منذ 40 عاماً، انهار في 11 يوماً فقط، مشيرًا إلى أن إيران سعت إلى استخدام سوريا كنقطة انطلاق لتوسيع نفوذها في الشرق الأوسط، لكن التقدم السريع لقوى المعارضة أدى إلى الإطاحة بنظام بشار الأسد وتدمير المخططات الإيرانية.
وأكد الشرع أن إيران ساهمت بشكل فعال في انتشار إنتاج وتهريب الكبتاجون في سوريا، الأمر الذي أصبح مشكلة خطيرة للمنطقة. ووفقا له، فإن الثورة الإيرانية لم تصدّر إلى سوريا الأيديولوجية فحسب، بل صدرت أيضا إنتاج المخدرات غير المشروع، مما أثر سلبًا على المجتمع والاقتصاد السوري.
ووفقا للمحللين، استثمرت إيران بشكل كبير في دعم نظام الأسد وتعزيز نفوذه في سوريا.
وتشير التقديرات إلى أن طهران أنفقت ما بين 30 مليار دولار و35 مليار دولار على البنية التحتية العسكرية واللوجستية في البلاد.
لكن التقدم السريع لقوى المعارضة وإسقاط الأسد أدى إلى خسارة هذه الاستثمارات وإضعاف مكانة إيران في المنطقة.
ويشير المراقبون الدوليون إلى أن سقوط نظام الأسد كان بمثابة ضربة خطيرة لطموحات إيران الجيوسياسية في الشرق الأوسط.
وكانت طهران تأمل في استخدام سوريا كطريق عبور إلى البحر الأبيض المتوسط وخط دفاع أول في المواجهة مع إسرائيل، لكن التغيرات السريعة في سوريا أجبرت إيران على إعادة النظر في استراتيجيتها في المنطقة.
وعلى ضوء هذه الأحداث، دعا الشرع المجتمع الدولي إلى إعادة النظر في سياسته تجاه سوريا ورفع العقوبات المفروضة على البلاد.
وأكد أن السلطات الجديدة تسعى جاهدة لتحقيق الاستقرار واستعادة الاقتصاد، فضلاً عن تحسين العلاقات مع دول الجوار والغرب.