عاجل
الأحد 4 أغسطس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

فرع ثقافة الفيوم يستغيث بوزير الثقافة.. تردي الواقع الإداري والثقافي المؤلم 

الدكتور أحمد هنو
الدكتور أحمد هنو

في الوقت الذي تسعى فيه الدولة المصرية إلى استكمال برنامج رئيس الجمهورية وتوجيه الحكومة في العمل على بناء عقل الإنسان والاهتمام بوصول المنتج الثقافي لمستحقيه وعمل وزارة الثقافة جاهدة على وضع خطط وبرامج ثقافية وفنية تساهم فى تحقيق هذا التوجية الرئاسي، باعتبار أن بناء العقل جزء أصيل من بناء المجتمع، ولذلك نجد أن وزير الثقافة الدكتور أحمد هنو يعكف جاهدا منذ يومه الأول لتوليه حقيبة وزارة الثقافة على الوقوف على طبيعة الأمور، من خلال لقاءات مكثفة وجولات مفاجئة للعديد من القطاعات والهيئات التابعة للوزارة.



 

وكذلك نجد ضمن هذه الهيئات التعرف على المواقع الثقافية التابعة للهيئة العامة لقصور الثقافة وهى الأذرع الرئيسية لوزارة الثقافة فى كل المحافظات من خلال قصور وبيوت ومكتبات أفرع الثقافة بها والتي يبذل الكاتب محمد عبدالحافظ ناصف نائب رئيس الهيئة جهدا فى الوقوف على طبيعة واستراتيجية العمل الثقافي بها.

 

 

ومع دخول العديد من القصور والمواقع الثقافية يجدر أن نشير إلى أن فرع ثقافة الفيوم يعانى مع دخول قصر ثقافة الفيوم مرحلة الإحلال والتجديد منذ عام 2021 فى حين أنه سبق وأن تم ترميمه من بند الصيانة غير الجسيمة مرتين ولكن مع وجود إهمال وسوء إدارة دخل فى مرحلة الصيانة الجسيمة وتوقف العمل به إلى الآن، ولأكثر من زيارة سابقة للسيدة رئيس إقليم القاهرة الكبرى وشمال الصعيد الثقافي، للوقوف على طبيعة العمل بفرع ثقافة الفيوم، والسعي لمناقشة الوضع الإداري والثقافى إلا أن حال الفرع ومواقعه الثقافية يعاني من وجود مشكلات متراكمة دون حل جزري لها.

 

 

 

تدور معاناة فرع ثقافة الفيوم ما بين مشكلات إدارية وثقافية وفراغ إداري فى العديد من المناصب القيادية بالفرع منها عدم وجود مدير لإدارة الشؤون الثقافية بالفرع، كما أن المحتوى الثقافى المقدم يراه البعض غير مناسب مع الفئة العمرية المستهدفة والاستعانه بغير المتخصصين، وأغلب القيادات والكفاءات والخبرات تم تكسيرها، وتقديم الأنشطة الثقافية والفنية بشكل شكلى وليس واقعى كما هو مفترض أن يصل وينعكس على رفع الوعى الثقافي والمعرفي للجمهور، وهو ما يطرح تساؤلات حول ما هي الرسالة أو المشروع الثقافي الذي قدمه فرع ثقافة الفيوم. 

 

كما يمر فرع ثقافة الفيوم، بمعاناة شديدة تصل إلى 6 سنوات منذ عام 2019. 

من عدم المرور أو المتابعة من قبل المدير العام للفرع أو الوقوف على طبيعة عمل المواقع الثقافية التابعة للفرع، والذي تضم 14 موقعا ثقافيا، مما يؤدى إلى تراخي العمل الإداري، وانعكاساته على تراجع النشاط الثقافي بالعديد من المواقع التابعة للفرع، والوصول إلى ما يراه البعض من إغلاق العديد من المواقع الثقافية دون رقابة أو محاسبة من أحد.

 

كما استغاث العديد من العاملين وكذلك مثقفين وأدباء وفنانين من المتعاملين مع فرع ثقافة الفيوم حول طبيعة ما يدور بالفرع، وتقدموا بالعديد من الشكاوى والمذكرات للهيئة العامة لقصور الثقافة ولكن دون جدوى مما أوصلهم لحالة من اليأس من إصلاح الأوضاع بالفرع.

 

أطلال ثقافية 

 

ويرى مجموعة من مثقفي وأدباء الفيوم أن فرع ثقافة الفيوم تحول خلال السنوات الستة إلى أطلال إدارية وأنشطة ثقافية معلبة بكل ما تعنيه الكلمة، حيث عطلت خلالها الفعاليات الثقافية الحية التي كانت تقوم بأدوار التواصل الفعال مع الرواد وجمهور الثقافة بمختلف طبقاته وأعماره، ولم تتبقى غير الانشطة الشكلية الورقية المفرغة من الوعي ومن المضمون ومن الجمهور. 

 

كما أن أي متابع للعمل الثقافي في الفيوم منذ افتتاح قصر الثقافة الجديد كان بوسعه أن يرى ويرصد مدى الزخم والفعالية الثقافية للأنشطة الأدبية والفكرية والفنية، ويقيس تلك الفعالية بمقياس أعداد الرواد المترددين على المواقع الثقافية، وبالمدى الجغرافي الذي تتمدد عليه مساحة تلك الأنشطة والفعاليات وبقدرة الجهاز الثقافي على الذهاب بها الى أقصى وأبعد قرى الفيوم.

 

في مقابل الوضع الذي صارت إليه كل المواقع الثقافية بالفيوم- وترصده يسبر التساؤلات والدهشة حول أين تقارير لجان المتابعة في الهيئة العامة لقصور الثقافة وإقليم القاهرة الكبري وشمال الصعيد الثقافي التي من المفترض أن تتابع معاناة المواقع الثقافية بالفرع من ترى إداريا يصل إلى غلق تام لبعض المواقع خلال ساعات العمل، وغياب أعداد كبيرة من الإداريين، وانصراف بعضهم الآخر دون إذن، وتراجع شبه شامل في منظومة العمل الإداري والثقافي حتى في شكله الروتيني.

 

والمدقق في متابعات الفعاليات الثقافية التي أصبح يشترط أن تجرى في معظمها صباحا خلال الدوام اليومي الوظيفي، يكتشف بسهولة أن الجمهور متلقي الخدمة الثقافية هو الغائب المزمن، وأن حضور الفعاليات صار يقتصر على إداريي المواقع دون حتى عمالها، وأن الخروج بالأنشطة والفعاليات الثقافية خارج حيز مقار الثقافة المحدود إلى مراكز الشباب والنوادي والمدارس والجمعيات صار كأنه مستبعد أو محظور!

 

أما من يدقق فسوف يكتشف من أول وهلة أن المواد الثقافية المقدمة في الفعاليات "المسلوقة" لسد الخانات على الورق لا تتناسب مع الفئات العمرية التي تتلقاها، وقد وصل هذا الأمر إلى حد فضائحي كأن يقدم كتاب "أهوال يوم القيامة" لابن كثير، وقصص الكاتب يوسف فاخوري "حكايات الغريب" لاطفال دون العاشرة!

 

وبالمثل بالنسبة لباقي الأقسام، ففي جانب "التثقيف العلمي" على سبيل المثال تقدم محاضرات عن مراحل نمو الكتكوت، ونحن نعيش عصر الانفجار العلمي والتقني والمعلوماتي! وبالمثل تقدم أندية العلوم مشروعات "علمية" عبقرية مثل فقاسة البيض!..إلخ.

 

ناهيك عن الأقسام التي أصيبت بالتوقف التام كأقسام المواهب ونادي ادب الطفل وغيرهما، والسبب الوحيد المعروف وراء هذا التردي هو الخلل الإداري الذي يعكس عدم الرؤية والخبرة الكافية الذي حدث نتيجة استبعاد الكوادر ذات الخبرات من كل أقسام الثقافة في فرع ثقافة الفيوم تقريبا.  

 

وهو ما جعل البعض يريد أنه لأكثر من ثلاث سنوات أعلنت أغلب المكتبات التابعة للفرع الثقافي خروجها من الخدمة الثقافية، فلم تعد هناك أية انشطة تنفذ في المكتبات، ولا أي مجهود قليل أو كثير يبذل من أجل استقطاب رواد جدد ولا على الأقل الرواد القدامي ولا نشر عادة القراءة ومحبة واحترام الكتاب.

 

كما نجد أن أدباء ومثقفين بمحافظة الفيوم أنهم ضجوا وأحبطوا بسبب منع إدارة فرع ثقافة الفيوم لأي ندوات لمناقشة الكتب ولأي محاضرات تدور حول إصدارات المطابع، بما في ذلك مناقشة الكتب التي تصدرها الهيئة العامة لقصور الثقافة نفسها، وهناك حالات لا تعد شهودها من أدباء ومثقفي المحافظة احياء لتعنت إدارة الفرع وعنادها وإصرارها على رفض ندوات ومحاضرات مناقشة الكتب!

 

وقام الكثير من الأدباء والكتاب بتقديم شكاوى للهيئة العامة لقصور الثقافة، خصوصا وان بعضهم صار هدفا للاقصاء من قبل إدارة الفرع التي تنشر شائعات كاذبة حول من تستهدف عقابه منهم بأنه غير مرغوب فيه. وقد دارت آخر موقعة  بين الأدباء وبين إدارة الفرع حول مطالبتهم بتوفير منفذ كتب لبيع إصدارات هيئة قصور الثقافة في الفيوم، خصوصا وأن الفيوم تكاد تكون المحافظة الوحيدة بين محافظات الجمهورية التي لا يتوافر بها منفذ بيع كتب لأي دار نشر عامة أو خاصة بما في ذلك الهيئة العامة للكتاب. 

 

وأدى إصرار إدارة الفرع على إغلاق منفذ الكتب مع الإصرار على إلغاء معرض الكتاب السنوي الذي كان يقام في قصر ثقافة الفيوم انفضاض كثير من الادباء والمثقفين عن أنشطة الفرع.

 

ولم يكن إلغاء أنشطة ومحاضرات مناقشة الكتب وإعادة فتح منفذ بيع الكتب هما المعركتان الوحيدتان اللتان نشبتا بين أدباء ومثقفي الفيوم، كان من بينها كذلك معركة استجلاب وعاظ من منطقة منطقة اوقاف الفيوم لينفذوا برامج محاضرات وندوات في موضوعات هي من صميم انشطة الادباء والمثقفين مثل الشعر والأدب والترجمة!. وكان من نتائج ذلك إصدار قرار من إدارة الفرع بالتضييق على انشطة الادباء واستبعادهم من القوافل الثقافية الخاصة بمشروع "حياة كريمة" ذات المكافات المجزية!.

 

أما على مستوى الجانب الإداري فحدث ولا حرج، فمحصولنا من المعارك الشخصية التي خاضتها إدارة الفرع ضد الكوادر الثقافية في الفيوم - والنسائية منها بالذات - محصول باهظ وبلغ من تعنت الإدارة مع الكوادر التي تخشى منافستها على موقع مدير الفرع حدا يشبه النكات، ومغزى النكتة كان دائما تحويل الكادر الثقافي المستهدف من إدارة الفرع إلى الشؤون القانونية والتوصية ضده لمجازاته وتعطيل ترقيته، وهو ما دفع العديد من الكوادر الثقافية الثقيلة وذات الخبرة في الفيوم إلى الهروب عن طريق الانتدابات والنقل للمواقع البعيدة، والنجاة بصمت في ظل موجات التحقيقات والمضايقات والجزاءات المستمرة.

 

وليست تلك هي نهاية المشكلات التي بلغت ذروتها إلى ممارسة إدارة الفرع للرقابة على صفحات الفيس بوك الخاصة بالعاملين والأدباء وعمل اسكرينات بمنشوراتهم ورفعها إلى الجهات الأعلى والتهديد بتقديمهم بسببها للنيابة العامة!. وهي ما دفع الأدباء إلى ردع الإدارة بموجات من المنشورات التي تضج بالسخرية والانتقاد مما اثر بشدة على سمعة العاملين في الفرع بين رواده، وعلى علاقتهم بالفرع وأنشطته.

 

وكانت موقعة تحليل المخدرات من آخر المهازل التي تعرض فيها العاملين بالفرع لكيد وتعنت الإدارة، وبطل هذه الواقعة اكثر من سبعين موظفا حصلوا على الترقية التي تشترط عمل تحليل للمخدرات في مختبر طبي لا تحدده اللوائح، لكن الإدارة اشترطت على السبعين موظفا ان يقوموا بالتحليل في مختبر بعينه يكلف التحليل فيه مئات الجنيهات لكل موظف، مع رفض مخاطبة "صندوق مكافحة المخدرات" لعمل التحليل اسوة بما يحدث في كل الافرع والاقاليم الثقافية في مصر تقريبا، خصوصا وان الرسوم التي يتقاضاها الصندوق يسيرة وفي متناول يد الموظف محدود الدخل. 

 

وأدى هذا الوضع إلى إثارة ريبة الموظفين المترقين مما دفع بعضهم إلى القيام بالاتصال المباشر بالصندوق والاتفاق مع ادارته واطباءه على القيام بالتحليل، وبالفعل قام الصندوق بالتحليل للسبعين موظفا في اليوم الذي تحدد لذلك، لكن إدارة الفرع لم تمرر ما حدث لمن قام بالاتصال بالصندوق والاتصال معه، ولا يزال الموضوع قيد التحقيق في الشؤون القانونية حتى الآن!.

 

لم يعد سرا تقريبا لدى كل العاملين والأدباء والرواد في فرع ثقافة الفيوم أن هناك غياب لدور للثقافة في محافظة الفيوم، وعدم متابعة من قبل إدارة الفرع والإقليم والهيئة العامة لقصور الثقافة والتي تتطلب تدخل سريع وعاجل من قبل وزارة الثقافة للوقوف على الأمر وعمل جوله تفقديه واتخاذ إجراءات عاجلة لإصلاح ما يمكن إصلاحه، علما بأن "بوابة روز اليوسف" ليس طرفا بل تضع هذه المعلومات والشكاوى والمستندات أمام وزارة الثقافة والجهات المختصة للتحقق منها، حفاظًا على المال العام.

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز