عاجل
الأربعاء 13 نوفمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
البنك الاهلي
 "تسونامي".. فزاعة مواقع التواصل الاجتماعي

"تسونامي".. فزاعة مواقع التواصل الاجتماعي

انتاب الشارع السكندري حالة من الخوف والذعر، فور الإعلان عن احتمال إصابة عروس البحر الأبيض المتوسط بموجة تسونامي التي قد تؤدي إلى إغرقها، الأمر الذي أسهم في زيادة مساحة حلقات النقاش والجدال حول مدى صحة هذه المعلومة، ومصادر نشرها، ومدى إمكانية استعداد محافظة الإسكندرية لمواجهة مخاطر تسونامي في حال ثبوت صحة هذه  المعلومة. 



انتشار الأخبار المفجعة والعنوانين التي تضخم الحدث، خاصة على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي وعدد من المواقع الإخبارية، كان كفيلا لبث الرعب في قلوب المواطنين، نظرا لما تحمله تفاصيل الخبر من أهوال العبارات القوية والمخيفة، وبرغم انتشار تلك الأقاويل، وانشغال الشارع المصري عامة والسكندري خاصة بالاهتمام والحرص على متابعة الأحداث للوقوف على آخر مستجدات أخبار الزلازل وتسونامي.

الأمر الذي دفع عددا من الخبراء والعلماء والأكاديميين في مجال علم التغيرات المناخية والمخاطر الطبيعية، لتوضيح الصورة الحقيقية بالشكل العلمي وعرضها على الرأي العام، بهدف التصدي للشائعات والمعلومات المغلوطة المتداولة، بالإضافة إلى بث رسائل تطمئن قلوب الكثيرين من الذين أصابهم الرعب فور انتشار خبر تسونامي البحر الأبيض المتوسط.  

 أوضح المتخصصين بمجال علوم البحار والحد من مخاطر التسونامي، العديد من النقاط والمعلومات الهامة حول هذا الأمر، التي جاءت كالتالي:  تنشأ الموجات البحرية القوية "تسونامي" من حدوث اضطرابات هائلة في قاع البحر "تحريك عمود المياه"، وذلك نتيجة لأسباب وعوامل متعددة منها: حدوث زلزال قوي تتعدى درجته ٧ أو ٨ ريختر، وفي أعماق المياه تصل كحد أدنى إلى نحو ٣٠٠٠ متر، أو كنتيجة للبراكين القوية أو الانهيارات الأرضية تحت الماء، كما أنها تنتج عن سقوط النيازك والأشياء الضخمة على الكوكب، مما يؤدي إلى دفع كميات هائلة من الماء نحو الساحل على شكل موجات عاتية قد يصل ارتفاعها إلى عشرات الأمتار، لتضرب المدن بمياه قد تصل لحد إغراقها. 

تتابع الدولة بكل مؤسساتها المعنية تداعيات مخاطر التغيرات البيئية المتوقعة، حيث يعد مركز الحد من المخاطر البحرية بالمعهد القومي لعلوم البحار والمصايد، على اتصال دائم بالشبكة الدولية للإنذار المبكر لأمواج التسونامي بالبحر المتوسط، للوقوف على كل التغيرات أولا بأول، لذا  بات من الضروري علينا أن نستعد لأي أحداث طارئة حتى ولو كانت احتمالات ذات نسب ضعيفة، وذلك من خلال تضافر جهود الجميع  "مؤسسات وأفراد"، والتعاون معا من أجل زيادة الوعي بمخاطر "تسونامي"، والاستعداد لمواجهتها، خاصة وأن السواحل الشمالية وبخاصة مدينة الإسكندرية، لها تاريخ مع هذه الموجات القوية "تسونامي"، والتي سبق ومرت بها في عامي ٣٦٥م وأيضا فى عام  ١٣٠٣م ، نتيجة وقوع زلازل بقوة تعدت ٨ ريختر. وعلى هذا فالزلزال التي تعلو درجاتها عن  ٨ ريختر  تعتبر مؤشر لحدوث تسونامي بعد ٣٠ إلى ٤٠ دقيقة. 

أيضا استعدت الدولة بالتعاون مع الجهات المختصة لإنشاء نظام التحذير المبكر من التسونامي، الذي  يتكون من شبكة مكونة من عدة أجهزة لرصد قياس مستوى سطح البحر وحركة قاع البحر، كما أننا بصدد تركيب إنذارات صوتية بطول الشواطئ تقوم بتنبيه روادها بالاخلاء السريع الآمن، بالإضافة إلى تنظيم الحملات التوعوية بشكل دوري لتعريف السكان بمخاطر التسونامي وكيفية التصرف في حال حدوثه، فضلا عن وضع خطط للإخلاء الآمن، من خلال تحديد مسارات آمنة لخروج السكان من المناطق المعرضة لخطر التسونامي في أسرع وقت ودون أي معوقات.

ختامًا.. اتخذت الدولة العديد من الإجراءات الاحترازية وكل التدابير لحماية سواحلها، من خلال عمل مشروع مصدات الأمواج، فضلا عن حصول الإسكندرية على شهادة دولية في الحد من مخاطر التسونامي من اللجنة الحكومية لعلوم المحيطات باليونسكو، وذلك بعد تحقيقها  كل المعايير الدولية للجاهزية في التعامل مع موجات التسونامي، لذا؛ أهيب الجميع بعدم الانسياق وراء الشائعات والمعلومات المجهولة المصدر، والتي تتداول عبر مواقع التواصل الاجتماعي وعدد من المواقع الإلكترونية، ويجب علينا جميعا أن نحرص على أخذ المعلومة من مصدرها الرئيسي والجهات المتخصصة، علما بأن ظاهرة المد والجزر من الظواهر الطبيعية التي تحدث باستمرار على مدار العام، وأنه ليس هناك  مؤشرات أو إنذارات لحدوث الزلزال.  كما اوضحت المتابعة اليومية التي تتم من قبل مراقبي الشواطئ أنه لم يتم رصد أي ظاهرة أو علامة غير طبيعية تنذر بالخطر.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز