أُسرة المَقريّ
د. إسماعيل حامد
تُعد تلك الأسرة من أشهر الأسرات التي عملت بمهنة التجارة عبر دروب ومسالك الصحراء، وكان أفراد هذه الأسرة يقومون بدور الوساطة التجارية بين التُجار والأسواق في شمال الصحراء من جانب، والأسواق والمراكز التجارية الكبرى في ممالك السودان الغربي وجنوب الصحراء حيث أسواق الذهب، وساهموا بدور كبير في تنشيط التجارة الصحراوية.
وينتسب لأسرة المقري عددٌ من الأعلام البارزين خلال التاريخ الوسيط، لعل من أهمهم وأبرزهم: المؤرخ المعروف المقري.
وساهمت أسرة المقري في ازدهار تجارة الملح والذهب، وصارت من أهم البيوت التجارية التي ساهمت في هذه التجارة بشكل منظم، وتنسب تلك الأسرة التجارية للمقري الجد، وهو جد المؤرخ المعروف المقري،
ويعتقد المؤرخون أن هذه الأسرة بدأت دورها وأعمالها التجارية بدءًا من القرن السابع الهجري/القرن الثالث عشر التجاري، أي قبل سقوط مملكة غانة بحوالي قرن من الزمان. وكان للتجارة من بيت المقري ممثلون تجاريون بمدينة ولاتة، أو ايولاتن، التي كانت تشكل محطة تجارية مهمة عبر التجارة بين شمال الصحراء وجنوبها، وكان عملهم في ولاتة منذ أيام خضوعها لسلطان الحكام في غانة.
ولقد شهدت أسرة المقري سقوط مملكة غانة على يد شعب الصوصو، وشهدوا هجرة العلماء والتجار المسلمين من كومبي صالح عاصمة غانة القديمة الى مدينة ولاتة بعد سقوط دولة غانة، ومن ثم سيطر حكام الصوصو على آراضي غانة.