عاجل
الإثنين 22 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

ندوة بمعرض مكتبة الإسكندرية الدولي تشيد بالجهود المصرية الرائدة في التصدي للتغير المناخي

 أشاد المشاركون في ندوة "التغيرات المناخية وتحديات الموارد المائية في مصر"، التي انعقدت اليوم الأحد، ضمن فعاليات البرنامج الثقافي لمعرض مكتبة الإسكندرية الدولي للكتاب في نسخته التاسعة عشر، بالجهود المصرية الرائدة في التصدي للتحديات المرتبطة بالتغيرات المناخية.



وشارك في الندوة رئيس الإدارة المركزية للسياحة والمصايف بالإسكندرية الدكتور محمد عبد الرازق، ونائب رئيس المعهد القومي لعلوم البحار الدكتورة سوزان الغرباوي، وقدمها عضو مجلس نقابة الصحفيين بالإسكندرية الدكتورة هدى الساعاتي.

وقالت الدكتورة هدى الساعاتي إن التغيرات المناخية صارت تحديا كبيرا على أجندة الحكومات الدولية، ولم يعد الحديث عنها نوعا من الرفاهية، لأنها أحد العوامل المؤثرة على ارتفاع درجات الحرارة بشكل غير مسبوق وكذلك الاضطرابات الجوية التي تشهد كثافة في الأمطار.

وأشادت بالجهود الرائدة التي تبذلها الدولة المصرية لتخفيف حدة المخاطرة المتعلقة بالتغيرات المناخية، ومنها الاستراتيجية الوطنية لتغيرات المناخ 2030، إلى جانب بعض المشروعات المتعلقة بحماية الشواطئ من النحر مثل التي تجري حاليا في الإسكندرية خاصة بعد تعرض المدينة الساحلية لتقلبات مناخية صعبة خلال السنوات الأخيرة.

بدوره، تحدث الدكتور محمد عبدالرازق عن تأثير التغيرات المناخية على شواطئ محافظة الإسكندرية، مشيرا إلى أن التقديرات العالمية الدولية التي كانت ترصد التغيرات خلال الحقبة الزمنية الأخيرة أفادت بأن الحياة البحرية هي أكثر ما يتأثر بتغير المناخ نتيجة الاحتباس الحراري.

ولفت إلى تقرير التقييم الصادر عن الفريق الحكومي الدولي المعني بتغير المناخ، الذي قدم أدلة قوية على أن الاحترار العالمي على مدى القرن الماضي يرجع بالدرجة الأولى إلى الأنشطة البشرية مثل حرق الوقود الأحفوري، وإزالة الغابات، مما أدى إلى انصهار كميات كبيرة من الجبال الجليدية ورفع منسوب المياه في البحار.

وأضاف أن سجلات درجات الحرارة من عام 1850 أفادت بأن الكرة الأرضية ارتفعت درجة حرارتها بمقدار 0.8 درجة مئوية في المتوسط، كما أشارت التركيزات العالمية لغاز ثاني أكسيد الكربون إلى ارتفاع من 280 جزءا في المليون في المتوسط بمنتصف القرن التاسع عشر عند بداية الثورة الصناعية، إلى 388 جزءا في المليون في بداية القرن الحادي والعشرين، ومن المتوقع أن يستمر الاتجاه نحو الاحترار العالمي بارتفاع متوسط درجة الحرارة بمقدار 2.5 إلى 4.7 درجة مئوية في عام 2100 بالمقارنة بمستويات عصر ما قبل الصناعة.

وأوضح أن تلك المتغيرات تنبئ بارتفاع منسوب سطح البحر بمقدار 0.18 إلى 0.79 من المتر، لافتا إلى أن ذلك قد يؤدي إلى حدوث خلل بيئي وتأثير مؤكد على الحياة البحرية، إذ كلما زادت نسب المياه عن معدلاتها الطبيعية، تأثرت نسب ثاني أكسيد الكربون والاكسجين وأثرت في الحياة البحرية.

وحذر من التصرفات السلبية البشرية التي أثرت على البيئة البحرية مثل الصيد الجائر وإزالة الشعب المرجانية، مشيدا بجهود الجهات المعنية المصرية في هذا الصدد؛ إذ أصدرت قوانين صارمة وعقوبات قوية على الأشخاص الذين يتم ضبطهم، لا سيما أن الدراسات التي أجريت كشفت أنه خلال 50 عاما من الآن قد يحدث تدهور كبير في حالة الشعاب المرجانية الموجودة بالمناطق التي تعاني من مشكلات بيئية بسبب الإنسان، موضحا أن مصر بدأت إنشاء محميات طبيعية يمنع فيها الصيد الجائر أو أي تصرفات سلبية لحماية الحياة البحرية.

وتطرق إلى تأثر مدينة الإسكندرية بالتغيرات المناخية عندما تعرضت قبل إلى موجات من التقلبات الجوية وخروج أمواج البحر للطريق وانهيار أجزاء من الكورنيش، وتدخلت الدولة سريعا وبدأت الهيئة المصرية لحماية الشواطئ في إجراءات حماية ساحل الإسكندرية من التآكل والنحر وارتفاع منسوب سطح البحر من خلال مد ألسنة للحماية البحرية.

من جانبها، قدمت الدكتورة سوزان الغرباوي شرحًا تفصيليًا عن التغيرات المناخية وآثارها على البيئة، قائلة إنه يعتبر تغيرًا مؤثرًا وطويل المدى في معدل درجات الحرارة وأنماط الطقس، وهو ما يشهده العالم حاليًا من خلال تغير أنماط الفصول على غير المعتاد.

وأشارت إلى أن العالم وصل لتلك المرحلة من التغيرات المناخية نتيجة بعض العوامل؛ منها ما يسمى بتغير مفعول الدفيئة، وهي ظاهرة يحبس فيها الغلاف الجوي بعضا من طاقة الشمس لتدفئة الكرة الأرضية، بينما تساهم انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في مضاعفة هذه الظاهرة أثناء حرق الوقود بالمصانع وغيرها، إضافة إلى إزالة الغابات بشكل واسع.

وأوضحت أن الغلاف الجوي بدأ يرتفع درجات حرارته بشكل كبير وتسبب فيما يعرف بالاحتباس الحراري التي شكلت ما يشبه الصوبة الزجاجية التي حالت دون خروج الحرارة الزائدة من الغلاف الجوي، ونتج عنها حرائق غابات وعواصف وفيضانات وأعاصير وغيرها.

وتابعت أن درجة الحرارة ارتفعت خلال القرن الماضي حوالي 0.7 درجة مئوية، فيما يعتقد أن مستوى سطح البحر ارتفع بين 10 و15 سنتيمترا، لافتة إلى أنه رغم أن مصر ليست من الدول المتسببة في التغيرات المناخية إلا أنها من الدول التي تأثرت بعواقبها، خاصة بعد ارتفاع منسوب سطح البحر قرب دلتا النيل ما يعرض المساحات الزراعية للخطر، بجانب تأثر المياه الجوفية وتمليح التربة.

ولفتت إلى أنه نتيجة لارتفاع مستوى سطح البحر بسبب التغير المناخي، ستزداد نسبة الملوحة وتمتد في المناطق الساحلية، مبينة أن المعهد القومي لعلوم البحار والمصايد أجرى دراسات يمكنها توقع نسب الأراضي المفقودة في حالة ارتفاع البحر لمنسوب معين ووضع السيناريوهات التي يمكن أن تحدث للتعامل معها وتلافي حدوثها.

جدير بالذكر أن معرض مكتبة الإسكندرية الدولي للكتاب في نسخته التاسعة عشرة يشهد مشاركة 77 دار نشر مصرية وعربية، ويمتد خلال الفترة من 15 يوليو حتى 28 يوليو الجاري، وذلك بالتعاون مع الهيئة المصرية العامة للكتاب واتحادي الناشرين المصريين والعرب.

وقد أعلن مدير مكتبة الإسكندرية الدكتور أحمد زايد عن إطلاق جائزة مكتبة الإسكندرية للقراءة تحت شعار "عش ألف عام مع القراءة"، وذلك خلال كلمته الافتتاحية لمعرض مكتبة الإسكندرية الدولي للكتاب، موضحا أن الجائزة سنوية وموجهة لكل أطياف الشعب المصري، وتختص بالفئة العمرية من 18 حتى 40.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز