عاجل
السبت 6 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

"الإغدرلي" يحرس المسجد الأقصى حتى وفاته.. خوفًا على حزن النبي

حسن الإغدرالي
حسن الإغدرالي

حسن الإغدرالي الذي توفى وعمره ٩٣ عامًا أخر جندي عثماني، غادر المسجد الأقصى، ليس إلى بلاده، بل إلى قبره.



 

 

كان الأغدرالي أخر جندي في دولة الخلافة العثمانية، قد ظل يحرس المسجد الأقصى في مدينة القدس الشريف بفلسطين المحتلة إلى عام ١٩٨٢، إلى أن توفى عن عمر ٩٣ عامًا.

 

 

 وعندما سألوه بعد عقود وهو مازال كالطود الشامخ لماذا لا يغادر مكان حراسته؟.. أخبرهم أنه يخشى أن يحزن النبي محمد ﷺ  على تركه حراسة أولي القبلتين الشريفين المسجد الأقصى المبارك.

 

ويروي الصحفي التركي الراحل إلهان برودكجي قصة أخر جندي عثماني في حراسة المسجد الأقصى، قائلًا: كنت اعمل بالصحافة عندما قمت مع بعض رجال الأعمال والسياسة الأتراك بزيارة إلى القدس المحتلة عام ١٩٧٢، وكانت مهمتي أن ارافق هذه البعثة للتغطية الصحفية،  وقد استغرقت الزيارة أربعة أيام زرنا خلالها الجانب الفلسطيني والإسرائيلي.

 

 

وفي اليوم الرابع والأخير، نظم لنا المسؤولون رحلة لزيارة بعض المناطق التاريخية والدينية، وكنت حينها متلهفًا لزيارة المسجد الأقصى، وبالفعل دخلت الأقصى وكنت متأثرًا تملكتني فرحة غامرة لدخولي له أول مرة وحزنا شديدًا لضياعه من أيدينا، وعندما صوبت كاميرتي لألتقط بعض الصور لفت نظري في إحدى زوايا الفناء، رجل يقف تحت لهيب الشمس سنه فوق التسعين يرتدي بزة عسكرية رُقعت أكثر من مرة، فسألت المرشد المرافق لنا من هذا الرجل العجيب.

 

 فأجابني هذا الرجل منذ زمن بعيد وهو يقف في نفس المكان من الصباح حتى المساء ولا يتكلم مع أحد، أظنه مجنونا، فدفعني فضولي كصحفي أن اقترب منه وأتحدث إليه، وبالفعل دنوت منه وألقيت عليه السلام وإذا بالمفاجأة التي نزلت على رأسي كالصاعقة، رد علي السلام باللغة التركية.

 

وارتعدت من داخلي إنه تركي، تركي ماذا يفعل هذا الرجل هنا وما الذي جاء به من الأناضول إلى هذه البلاد اليتيمة البعيدة، فاقتربت منه أكثر وأكثر وقلت له يا عماه من أنت وماذا تفعل هنا؟، فأجابني بصوت يفوق جسده المتهالك: يا بني أنا العريف '' حسن الأغدرلي '' قائد مجموعة الرشاش الحادية عشرة السرية الثامنة الكتيبة السادسة والثلاثين من الفرقة العشرين من الجيش العثماني وقد تعرضنا لهجوم من الإنجليز في الحرب العالمية عند منطقة قناة السويس وتشتت جيش الخلافة العظيم وتقطعت أوصاله نتيجة الضربات التي وجهت له من كل مكان وانتهى الأمر بهزيمتنا.

 

 

 واحتل الإنجليز القدس، ولم يتبقَ فيها سوى الوحدة الخاصة بنا، ولم يسمح الإنجليز لأحد غيرنا من جيش الخلافة بالبقاء في القدس لحراسة المسجد الأقصى وكنا ثلاثة وخمسين رجلا فقط وقد أمرنا قائدنا ألا نترك أماكننا حتى يعود الأقصى لدولة الخلافة من جديد.

 

ومرت الأيام والسنون ومات جميع رفاقي ولازلت هنا وحدي انتظر عودة جيش الخلافة لتحرير المسجد الأقصى.

وواصل حديثه إلى الصحفي التركي إلهان برودكجي قائلًا: "يا بني... عندما تعود إلى الأناضول اذهب إلى قرية سنجق توقاد، فهناك ضابطي النقيب مصطفى الذي أودعني هنا حارسًا على المسجد الأقصى، ووضعه أمانة في عنقي... قبّل يديه نيابة عني وقل له: "سيدي الضابط، إن العريف حسن الإغدرلي رئيس مجموعة الرشاش الحادية عشرة، الحارس في المسجد الأقصى، ما زال قائمًا على حراسته في المكان الذي تركته منذ ذلك اليوم، ولم يترك نوبته أبدًا... وإنه ليرجو دعواتكم المباركة".

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز