عاجل
السبت 24 أغسطس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
البنك الاهلي
فن الدبلوماسية بروتوكول وإتيكيت استخدامات الورود

فن الدبلوماسية بروتوكول وإتيكيت استخدامات الورود

من أهمِّ بروتوكولات استخدام الورود بالمناسبات الحكوميَّة أو الاجتماعيَّة أنَّه عند وصول الضَّيف إلى المطار، سواء كانت زيارة دَولة أو زيارة رسميَّة، يبدأ الطفل بتقديم باقة من الورود إلى الضَّيف بمختلف المُسمَّيات (سُلطان، ملك، أمير، رئيس جمهوريَّة، رئيس وزراء) أو الدَّرجات الخاصَّة على اختلاف نَوْع الزيارة والَّتي قد تكُونُ هي الأولى للضَّيف. فالاثنان (الطفل، الورود) يُمثِّلان صفة النَّقاء والشفافيَّة والحُب والسَّلام، سواء الطفل وكذلك المعاني الكثيرة للورود، وكان بالإمكان تقديم الورود من قِبل الأطفال ذوي الأعمار الكبيرة، ولكن أكَّدت المدارس الدبلوماسيَّة المتخصِّصة في فنِّ البروتوكول والإتيكيت خلال استقبال كبار الشخصيَّات بضرورة توافر هاتَيْنِ المفردتَيْنِ (الطفل لا يتجاوز العمر عن (12) عامًا، والورود باللَّونيْنِ الأبيض والأحمر فقط).



 

بدأت الكليَّات الأجنبيَّة المتخصِّصة بالتصميم، وخصوصًا التصميم الداخلي، تضع اللَّمسات الجميلة مع الأكاديميَّة المتخصِّصة بالدبلوماسيَّة، مستعِينةً بخبراء عِلْم النَّفْس، حيث أظهرت الأبحاث أنَّ الورود لدَيْها القدرة على تحسين مزاجنا، وتقليل التوتُّر، بالإضافة إلى الطَّاقة الإيجابيَّة، والتعبير عن مشاعر المَحبَّة والصَّفاء والإخاء. فليس من المعقول استقبال كبار الشخصيَّات بباقة ورد صفراء أو مجموعة من الألوان غير المتناسقة، والَّتي لا تُعبِّر إطلاقًا عن الترحيب.

 

اتَّفق خبراء البروتوكول والإتيكيت على أنَّ الورود هي لُغة من لُغات الحُبِّ، ورسولُ الاحترام والتقدير بَيْنَ الطرفيْنِ ومعبِّرة بطِيب الاشتياق وهي عالَم واسع، ويعكس فنَّ وحضارة وثقافة شعوب، بالإضافة إلى أنَّه يعكس كاريزما الشَّخص وثقافته وبيئته، وانتقاؤها بدقَّة يعكس مدى ونسبة الحُب والاهتمام بالآخر، حيث تتبارى المدارس الدبلوماسيَّة بوضعِ أُسُس حديثة وراقية بفنِّ إتيكيت اختيار وتقديم الزهور وألوانها الجميلة (الأحمر، الوردي، الزهري أو الوردي، الأصفر، الأبيض، البرتقالي.. وغيرها من الألوان).

 

ويؤدِّي عددُ الورود دَوْرًا جوهريًّا في إيصال المعنى للطَّرف الثاني، فتقديم وردة واحدة يعني الكثير في قاموس الحُب والعشَّاق، فالوردة الواحدة تكاد تختزل عبارات وجُملًا وكلمات كثيرة، والحُب الصَّافي لا يحتاج للكثير من الكلام. أمَّا إذا أردتَ أن تقدِّمَ باقة من الورود فعددُ الورود يتعلَّق بعادات وجنسيَّات من تقدّم إِلَيْه الورود، ففي أميركا يبدو من الأفضل دومًا تقديم باقة من (12) وردة، أمَّا في أوروبا فلا يوجد أيُّ اهتمام بعددِ الورود.

 

ويؤكد خبراء البروتوكول والإتيكيت أنَّ ثقافات وعادات البُلدان تختلف من مكان إلى آخر، فالورد الجوري والأقحواني والقرنفلي يأتي بألوان مختلفة ومعانيها الإيجابيَّة وحُسن النيَّة مهمَّة في اللقاءات الرسميَّة وتوقيع الاتفاقيَّات. أمَّا في المجال الاجتماعي الشَّخصي فإذا كان الشخص الَّذي تُقدَّم إِلَيْه الورود من إحدى الدوَل الآسيويَّة فتجنَّب اختيار اللون الأبيض؛ لأنَّها ترمز إلى المناسبات الحزينة، إذ إنَّ الأبيض هو لون الحداد في العديد من تلك الدوَل.

 

كثيرًا ما تتَّفق المدارس المتخصِّصة بمعاني ودلالات ألوان الورود وكميَّاتها وعددِها والمناسَبة الَّتي سوف تُعبِّر عن مشاعرك وحُبك واحترامك للطرف الثاني، حيث تخطف المدارس الدبلوماسيَّة المتخصِّصة هذه المعاني وترسل باقات ورد مختلفة الألوان. مثال ذلك، تبعث بعددٍ قليل إلى السَّفير أو الدبلوماسي الجديد الَّذي يباشر عمله ترحيبًا به، ولا ترسل له عند انتهاء مهمَّته.

 

هناك عدَّة أشكال لباقات الورود عند استخدامها: قد تكُونُ مستوية توضع على الطاولة بحيث لا يزيد ارتفاع الورود على (15 سم) (في توقيع الاتفاقيَّات، حضور جلسة مفاوضات رسميَّة، مناقشة رسائل الدكتوراه، الماجستير.. وما شابَه ذلك) ـ باقات ورود محمولة باليد (استقبال كبار الشخصيَّات، حفل تخرج، خطوبة، ترقية، عيد ميلاد، ولادة أطفال، عيد الزواج وعيد الحُب.. وما شابَه ذلك) ـ باقات وردة تكُونُ مرتفعة على شكل عمودي ومثبَّتة بقطعة إسفنج أو سلَّة أو وعاء خاصٍّ (عمليَّة جراحيَة ناجحة، بيت جديد، منصب كبار الشخصيَّات، اعتذار وما شابَه ذلك) ـ باقات ورود محمولة ذات لونيْنِ فقط بالمناسبات الوطنيَّة كالجندي المجهول أو على جثمان وفاة أحَد كبار الشخصيَّات ـ باقات ورد محدودة العدد وبسيطة الشكل (دائريَّة، أو بيضويَّة توضع على الطاولة خلف أو بجانب كبار الشخصيَّات. وأخيرًا بدأت مدارس التصميم الداخلي بإدخال الورود على كثير من المجالات، سواء ورود طبيعيَّة أو صناعيَّة كالَّتي توضع في الكيك أو تُنثر في «كوشات» الزواج الَّتي شاع استخدامها بالفترة الأخيرة.

 

وفي الختام الورود هديَّتنا المميَّزة في مُعْظم المناسبات، إلَّا أنَّ لهذه الورود معاني يجِبُ عَلَيْنا أن نعرفَها كَيْ نختارَ الباقة واللَّون المناسِب لها من دُونِ أيِّ خطأ يُسيء من فهمنا أو يُظهرنا بمظهر غير لائق، حتَّى في الاعتذار يرسل أجمل باقة للتعبير عمَّا حدَث لغرضِ التسامح.

 

دبلوماسي سابق والرئيس التنفيذي للأكاديمية الدولية للدبلوماسية والإتيكيت  

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز