عاجل
الجمعة 19 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

دراسة بريطانية تكشف تأثير تطور نهر النيل على ازدهار مصر القديمة

نهر النيل
نهر النيل

سلط موقع 0indy10، ملحق صحيفة "إندبندنت" البريطانية، الضوء على اكتشاف تأثير تطور نهر النيل على ازدهار مصر القديمة.



 

وذكر الموقع، أنه على مصر القديمة أن تشكر نهر النيل على النجاح الذي حققته بفضل دوره خلال الفترة الزمنية التاريخية.

 

وأشار الموقع إلى توضيح دراسة علمية أجرتها جامعة ساوثهامبتون أنه على الرغم من كون نهر النيل أحد أكبر الأنهار فى العالم ولعبه دورا رئيسيا فى حياة المصريين القدماء، إلا أنه لا يعرف سوى القليل عن استجابته للتغير المناخى خلال عصر الهولوسين.

 

وكتب المشاركون فى الدراسة: "التغيرات المناخية والبيئية شكلت المناظر الطبيعية لوادى النيل المصري على مدى 11500 عام الماضية، بما فى ذلك حضارة مصر القديمة. ما يعنى أن تطور النهر خلال مصر القديمة يمكن أن يكون هو ما ساعد المجتمع الفرعونى على الازدهار."

 

وأوضح العلماء: "تقع مواقع التراث العالمى التابعة لليونسكو مثل معابد الكرنك والأقصر شرق نهر النيل الحالى ومعابد العبادة الملكية والمقابر على حافة الصحراء الغربية ــ وهى أماكن كانت مرتبطة فعليا وأسطوريا بالمناظر الطبيعية النهرية."

 

وأردفوا: "بالإضافة إلى ذلك، من المحتمل أن البيئة المتغيرة أثرت أيضا على الاقتصاد الزراعي الإقليمى، والذي كان له أهمية بالغة لنجاح الدولة المصرية القديمة."

ونوه الموقع بأن هناك نقص كبير فى الأبحاث المتعلقة بالنهر، ولا يكاد يوجد أى بحث حول كيفية إعادة تشكيل نهر النيل مع مرور الوقت، مما يعنى أن هذه الدراسة تمثل خطوة كبيرة فى هذا المجال. ولكن هذا يعنى أيضا أن هناك نقصا فى البيانات المطلوبة لإجراء عمليات إعادة بناء موثوقة لتطور نهر النيل.

وفى محاولة للتغلب على هذه الفجوة التكنولوجية، سعى الفريق للحصول على المعلومات بأنفسهم، وفق الموقع البريطاني.

 

وأوضح دومينيك باركر، فنى الآثار فى جامعة ساوثامبتون وأحد المؤلفين المشاركين فى البحث العلمى: "لقد قمنا بحفر 81 بئرا، العديد منها يدويا، فى جميع أنحاء وادى النيل بالقرب من الأقصر ــ وهى سابقة حقيقية فى مصر".

 

وأضاف "باركر": "باستخدام المعلومات الجيولوجية الموجودة داخل النوى، وتأريخ الرواسب باستخدام تقنية تسمى التلألؤ المحفز بصريا، تمكنا من تجميع تطور المشهد النهرى معًا".

 

ثم اكتشفوا أنه منذ ما يقرب من 4000 عام، تعرض نهر النيل لتغيير مفاجئ وكبير فى سلوكه وبيئته، فبعد أن كانت ضيقة جدا لمدة 7500 عام، تغيرت.

 وتم ترسيب كميات كبيرة من الرواسب فى قاع الوادى، مما أدى إلى بناء مجرى النهر والمساعدة فى استقرار السهول الفيضية المحيطة وزيادة حجمها بشكل كبير.

وأوضح بنجامين بنينجتون، زميل زائر فى الجغرافيا وعلوم البيئة بجامعة ساوثامبتون ومؤلف مشارك فى هذا البحث: "سيؤدى توسع السهول الفيضية إلى توسيع مساحة الأراضى الصالحة للزراعة فى وادى النيل بالقرب من الأقصر (طيبة القديمة) بشكل كبير وتحسين خصوبة التربة عن طريق ترسيب الطمى الخصب بانتظام".

بحسب الموقع، ليس من المؤكد ما الذي دفع إلى هذا التغيير، لكن الباحثين يعتقدون أن له علاقة بالصحراء، وتحولها إلى المساحة الرملية التي نعرفها اليوم. وكذلك بالطبع المستوطنات البشرية فى المنطقة.

يبدو أن التحول إلى نهر النيل قد حدث بالضبط تقريبا عند التحول من المملكة القديمة إلى الدولة الحديثة، وهو الوقت الذي مرت فيه الحضارة المصرية بفترة من الازدهار والإنجاز لم يسبق لها مثيل.

وحذر بنينجتون: "لا يمكن استنتاج روابط سببية محددة بين هذا التحول وأى تطورات اجتماعية معاصرة، لكن التغييرات فى المشهد الطبيعى تعد مع ذلك عاملا مهما يجب أخذه فى الاعتبار عند مناقشة مسار الثقافة المصرية القديمة".

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز