انتبه.. المنظومة بها "خلل"

وقعت علينا جميعا فاجعة طعن طالب لزميله بيكين داخل إحدى لجان الثانوية العامة - التي يفترض أنها مؤمَّنة - ببورسعيد كالزلزال، ليس فقط بسبب كون الحادث مروعا بل يرتقي للمأساة التي تتطلب من كل القائمين على التربية والتعليم في مصر الوقوف والتحقيق والعمل على سد “الخلل”، ولكنه أيضا كشف للكافة جليا أن هناك "خللا" كبيرا في تأمين لجان امتحان الثانوية العامة.

كيف لنا أن نصدق التصريحات التي خرجت من وزارة التربية والتعليم، قبل بدء الامتحانات بفترة - ولا تزال تقال - من أنها مؤَمَّنة تأمينا كاملا، ولا يمكن لأي طالب أن يدخل اللجنة بأي شيء ما خلا المسموح به، فهل سكين المطبخ مسموح بدخوله؟

 

سيدي وزير التعليم.. أعرف تمام المعرفة أنك حملت المسؤولية منذ أيام ولا تتحمل ذلك الخلل، ولست مسؤولا عنه، ولكني أدق أمامك ناقوس خطر، لكي تحذر من تكرار هذا "الخلل".

 

فمن يمكن أن يدخل اللجنة بسكين مطبخ طبعا يمكن أن يدخل بتليفون وساعة ذكية وسماعة، وإذا أراد طبنجة، بل متفجرات، ولك يا سيدي أن تتخيل كيفية تناول المواقع العالمية لخبر كهذا.

 

ولا أرى أن المسؤولية تقع فقط على رئيس اللجنة أو المراقبين الذين سمحوا لطالب بدخول اللجنة بسلاح أبيض مجرَّم حمله بحكم القانون وحدهم، بل تقع قبلهم على وكيل وزارة التربية والتعليم في المحافظة الباسلة الذي اكتفى بكلام موظفيه حول أن "كله تمام يا أفندم" دون التأكد من عدم وجود "خلل" في منظومة التأمين، واتضح أن “كله خلل يا أفندم”.

 

وفي النهاية أتمنى من الوزير القائم على الجهة المنوطة بالإشراف على تعليم أبنائنا، وأقول الإشراف، لأنها تقريبا تخلت عن التعليم في المدارس الذي انتقل الى السناتر والأون لاين، أن يعمل على إعادة التعليم في المدارس وإعادة الهيبة للمعلم فعلا، لأن معاناتنا فعلا بدأت عندما تخلت المدارس عن دورها، وخصوصا في المرحلتين الإعدادية والثانوية.

 

ولا يخفى على سيادتكم أن دويلة صغيرة اسمها قطر تحتل المرتبة التاسعة عالميا في جودة التعليم بمعلمين مصريين، والإمارات المرتبة الثالثة عشر عالميا وأيضا بمعلمين مصريين.. وبالمناسبة ليس فيهما دروس أو سناتر.. وربنا معاك.