عاجل
الجمعة 7 مارس 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
البنك الاهلي

صعود تقنيات الذكاء الاصطناعي يزيد المخاوف بشأن مهنة الصحافة

   مع الصعود المتزايد بتقنيات الذكاء الاصطناعي بمختلف المجالات، تتزايد المخاوف من تأثير هذه التقنيات الحديثة على الكثير من المهن ومن بينها مهنة الصحافة، حيث برزت مؤخرًا أدوات حديثة تعمل على المساعدة في تحرير النصوص الصحفية والتقارير الإخبارية.



وتستخدم أدوات الذكاء الاصطناعي على نطاق واسع بغرف الأخبار في جميع أنحاء العالم؛ لتحويل الملفات الصوتية لنصوص وتلخيصها وترجمتها وتقديم الأخبار والمحتوى الصوتي وغيرها.

ففي بداية عام 2023، أعلنت مجموعة أكسل سبرينجر الألمانية أنها ستخفض عدد الوظائف بصحيفتي "بيلد" و"دي فيلت"، موضحة أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يحل محل بعض من صحفييها، الأمر الذي آثار قلقًا واسعًا ومخاوف منذ ذلك الوقت بعد أن أثبت الذكاء الاصطناعي الإنشائي، القادر على إنتاج النصوص والصور؛ استجابة لطلب بسيط بلغة يومية.

وخلال العام الماضي، قام موقع "رابلر" الفلبيني بإنشاء علامة تجارية موجهة للجمهور الشباب من خلال تحويل مقالاته الطويلة إلى قصص مصورة ورسومات وحتى فيديوهات، حيث كان للذكاء الاصطناعي دور في مساعدة أو تحويل غرف الأخبار، فهو كان أحد الأسئلة التي طُرحت في مهرجان الصحافة الدولي في مدينة بيروجيا الإيطالية الذي اختتمت فاعلياته أمس، حيث اتفق المهنيون بوسائل الإعلام المختلفة المشاركة في المهرجان على أن مهنتهم يجب الآن أن تركز على المهام التي تقدم الأشياء الحقيقة المتعلقة بالمشاعر والحالات الإنسانية.

وبالنظر للنواحي العملية في كيفية استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي بالصحافة، فقد أصبح برنامج "شات جي بي تي" منذ أواخر عام 2022 الأداة التي صممتها شركة "أوبن إيه.آى - OpenAI" الأمريكية، المعني بتنفيذ مجموعة من المهام الكتابية لقدرته على تحديد الأخطاء الكتابية وتصحيحها، وهو ما بات الآن متاحًا بغرف الأخبار الصغيرة التي مكنت الصحفي من سرعة تحرير وإنجاز الخبر ووصوله للقارئ في أقل وقت ممكن؛ لضمان سرعة نقل الحدث. وعلى سبيل المثال، استفادت منصة التحقيق الكولومبية "Cuestion Publica" من مهندسين قاموا بتطوير أداة يمكن من خلالها التعمق في الأرشيف والعثور على معلومات خلفية ذات صلة في حالة حدوث أخبار عاجلة، ولكن العديد من منظمات الإعلام تقع في أخطاء جسمية إذ لا تقوم بإنشاء نماذج اللغة الخاصة بها، التي تمثل نواة واجهات الذكاء الاصطناعي، وقالت بروفيسور بجامعة أمستردام ناتالي هيلبرجر "إن هذا الأمر بات ضروريًا للغاية حتى نحصل على تكنولوجيا آمنة وموثوقة". ووفقًا لتقدير أصدرته دورية "إيفري بيكسل" خلال العام الماضي، فإن الذكاء الاصطناعي قد أنشأ كمية من الصور في عام واحد بنفس كمية التصوير الفوتوجرافي خلال 150 عامًا مضت، بجانب وجود العديد من المحتويات الضخمة للأخبار بما في ذلك الفيديوهات المزيفة والصور وغيرها. 

ولذلك، حث المشاركون بفعاليات مهرجان الصحافة على الحاجة الملحة إلى أن تتعاون منظمات الإعلام والتكنولوجيا لمواجهة التهديد بشكل ملحوظ من خلال إنشاء ما يسمى بـ"التحالف من أجل أصالة ومصداقية المحتوى" الذي يسعى لوضع معايير مشتركة. وفي هذه الصدد، أطلقت منظمة حقوق الإعلام "مراسلون بلا حدود" ميثاق باريس حول الذكاء الاصطناعي والصحافة في أواخر العام الماضي ، وقالت سوفي هويت مديرة عالمية للأخبار للابتكار التحريري والذكاء الاصطناعي بوكالة (فرانس برس): "إن أساس عملنا هو جمع الأخبار والتحقيق الميداني وسوف نعتمد لفترة من الوقت على المراسلين البشريين".

وأضافت "على الرغم من أن ذلك قد يكون بمساعدة الذكاء الاصطناعي..وحول مسالة تقنين استخدام التقنيات التكنولوجية ودور القانون في تنظيمها".

من جانبه..قال أولي زاكريسون رئيس استراتيجية الذكاء الاصطناعي والأخبار بالإذاعة السويدية العامة "إن هناك نقاشًا جادًا مستمرًا حول هل يجب عليك تحديد محتوى الذكاء الاصطناعي أم يجب أن يثق الناس في علامتك التجارية؟"، موضحًا أن التنظيمات لا تزال بمراحلها الأولى في مواجهة تكنولوجيا متطورة باستمرار.

ولا يزال السجال واسعًا بين مختلف أطراف الإعلام العالمي بين مؤيد لفكرة استخدام الذكاء الاصطناعي مثل وكالة الأنباء الأمريكية (AP)، وصحيفة لموند الفرنسية اليومية، ومجموعة بريسا الإسبانية التي تضم صحف "البيس EL PAÍS" و(AS)، وبين صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية التي رفعت في ديسمبر الماضي دعوى قضائية ضد شركة (OpenAI) ومستثمرها الرئيسي مايكروسوفت بتهمة انتهاك حقوق الطبع والنشر. ويبقى السؤال مفتوحًا، هل مع الإمكانيات المحدودة في صناعة الإعلام والسباق للحصول على المزيد من المتابعين والجمهور، سيعتبر التعاون مع التكنولوجيا الجديدة أمرًا حتميًا ومغريًا، أم أن المقاومة لهذه التقنيات ستزداد اتساعًا؛ حرصًا على إنقاذ مصداقية منافذ الصحافة والإعلام التي تواجه معضلة حقيقية في هذا الشان.  

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز