دراسة تؤكد نجاح تقنيات الذكاء الاصطناعي في التنبؤ بمدى الاستجابة لبروتوكولات علاج السرطان

كشفت دراسة طبية حديثة عن نجاح تجربة لاستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في إنشاء أول نظام حوسبي من نوعه للتنبؤ باستجابة مريض السرطان للعقاقير وبروتوكولات العلاج المستخدمة، وبالتالي إمكانية تغيير استراتيجيات العلاج.

 

وذكرت الدراسة، التي نُشِرَت اليوم الخميس، في مجلة "ناتشر كانسر" الطبية، أن هذا النهج الجديد القائم على الذكاء الاصطناعي، الذي يستند إلى التعبير الفردي للخلية في التخطيط الشخصي لعلاج الأورام ويحمل اسم "PERCEPTION"، يغوص بشكل أعمق في فائدة دراسة عوامل النسخ داخل الخلايا الذي يظهر في الجينات التي تترجم المعلومات الوراثية إلى وظائف فسيولوجية. 

 

ويقول البروفيسور سانجو سينها، أستاذ مساعد في برنامج العلاج الجزيئي للسرطان في "معهد سانفورد بيرنهام بريبيز" في بريطانيا، "مع وجود أكثر من 200 نوع من السرطان وتفرد كل نوع منها، تظل الجهود مستمرة لتطوير علاجات الأورام الدقيقة التي تمثل تحديًا صعبًا. فقد كانت معظم التركيزات على تطوير تحليلات التسلسل الجيني لتحديد التحولات في الجينات المعنية بالسرطان، ثم محاولة مطابقة العلاجات التي قد تعمل ضد تلك التحولات".

 

وأضاف سينها: "الورم كائن معقد ويتطور باستمرار، لكن بواسطة استغلال الذكاء الاصطناعي وعلم الأورام أمكن معرفة مدى استجابة الخلايا للعلاج ومراقبة ظهور أي مقاومة له. والقدرة على مراقبة ظهور المقاومة هي الجزء الأهم في التقنية المستخدمة، لأن هذا سيسمح للعلماء بتعديل الاستراتيجية العلاجية حال مواجهتها لعقبات تعوق وصولها لهدفها في التغلب على الورم".

 

وأكد الباحثون أن هذه التقنية الجديدة تظهر أن المعلومات على مستوى الخلية الفردية يمكن استخدمها لتطوير وتوجيه علاجات مستهدفة لكل ورم، ويأملون في تشجيع اعتماد هذه التقنية في العيادات لتوفير المزيد من البيانات التي يمكن استخدامها لتطوير وتحسين التقنية للاستخدام السريري.

 

وأضافوا: "الهدف هو إنشاء أداة سريرية يمكنها توقع مدى استجابة مرضى السرطان للعلاج بطريقة منهجية. ونأمل أن تشجع هذه النتائج على إجراء المزيد من الدراسات المماثلة، في وقت أقرب مما هو متوقع".