
يوم الشهيد.. يوم العزة والكرامة وتخليد البطولات
إن الشهادة أسمى درجات الفداء، وأعلى مراتب التضحية، لا ينالها إلا من أخلص لله، وجاد بنفسه دفاعًا عن دينه ووطنه. وقد كان شهداء مصر، عبر تاريخها المجيد، الدرع الحصين والسيف القاطع فى مواجهة كل معتدٍ تسوّل له نفسه المساس بأمنها واستقرارها.
إن «يوم الشهيد» ليس مجرد مناسبة عابرة، بل هو يوم تتجدد فيه معانى الوفاء والعزة، نستذكر فيه تضحيات رجالٍ أوفياء نذروا أرواحهم لتظل راية الوطن خفّاقة. فهو يومٌ يذكّرنا بأن مصر لا تُصان إلا بعزائم أبطالها، ولا تُحمى إلا بسواعد رجالها، الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه.
الشهداء.. أحياءٌ عند ربهم
لقد اختص الله الشهداء بمنزلةٍ رفيعة، فهم أحياءٌ عند ربهم يُرزقون، كما قال –سبحانه وتعالى:
{وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِى سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ} (آل عمران: 169).
فهؤلاء الأبطال لم يرحلوا عنّا، بل خلّدوا أسماءهم فى سجلّات المجد، وتركوا بصماتهم على صفحات التاريخ، نورًا يُهتدى به، وقدوةً للأجيال القادمة.
٩ مارس.. يوم الوفاء لشهدائنا الأبرار
لقد خُصّص يوم التاسع من مارس من كل عام ليكون «يوم الشهيد»؛ تخليدًا لذكرى الفريق عبدالمنعم رياض، رئيس أركان حرب القوات المسلحة، الذي ارتقى شهيدًا فى ٩ من مارس ١٩٦٩، وهو فى قلب الميدان، بين جنوده، مقدمًا نموذجًا فريدًا للقائد الذي يقدّم روحه فداءً لوطنه.
فى ذلك اليوم، وأثناء متابعة الفريق رياض لسير العمليات العسكرية شرق القناة، استهدفه قصفٌ غادر من قوات العدو الإسرائيلى، ليُتوَّج شهيدًا فى ميدان العزة والشرف، فكان استشهاده لحظة فارقة، ليس فقط فى تاريخ العسكرية المصرية، بل فى وجدان كل مصري، إذ جسّد معنى القيادة الميدانية الحقيقية، والتضحية المطلقة من أجل مصر.
التكريم المستحق لأسر الشهداء
إن أقل ما يُقدَّم لأسر الشهداء هو العرفان بجميلهم، فهم من قدّموا أغلى ما يملكون –أبناءهم وأحبابهم– ليظل الوطن آمنًا مستقرًا. وقد حرصت الدولة المصرية، قيادةً وحكومةً وشعبًا، على تكريم أسر الشهداء، سواءً من خلال الرعاية المستمرة، أو عبر المبادرات التي تعزز مكانتهم فى المجتمع، إيمانًا بأنهم جزء لا يتجزأ من نسيج الوطن.
تحية إجلال لرجال القوات المسلحة والشرطة
إن رجال القوات المسلحة والشرطة هم خط الدفاع الأول عن الوطن، وهم الذين يقفون سدًّا منيعًا فى مواجهة الإرهاب، والتحديات التي تستهدف أمن مصر واستقرارها. فتحية إجلال وإكبار لكل جندى وضابط يحمل روحه على كفه، يقف على الثغور، ويؤدى واجبه بشرفٍ وإخلاص.
رسالة إلى جنود مصر البواسل
إلى أبطالنا فى القوات المسلحة والشرطة، اعلموا أنكم امتدادٌ لسلسلةٍ طويلةٍ من الأبطال الذين سطّروا بدمائهم أنصع صفحات التاريخ. أنتم الحماة، والعين الساهرة، والسيف الذي يضرب كل من تسوّل له نفسه النيل من هذا الوطن. فكونوا على العهد، واثقين بأن تضحياتكم ستظل وسام شرف فى سجلّات التاريخ.
دعوة للتكاتف خلف قواتنا المسلحة
إن مسؤولية الدفاع عن الوطن لا تقتصر على الجنود وحدهم، بل هى واجبٌ على كل مصري مخلص، فالاصطفاف خلف القوات المسلحة والشرطة، ودعم جهود الدولة فى مواجهة التحديات، هو السبيل الوحيد لصون أمن مصر واستقرارها. فدماء الشهداء أمانة فى أعناقنا، ولن تذهب سُدًى، بل ستظل وقودًا لمسيرة البناء والتنمية، ودليلًا على أن مصر، بعون الله، ستظل عصيّة على كل معتدٍ أو متربّص.
رحم الله شهداءنا الأبرار، وحفظ الله مصر، وأدام عليها نعمة الأمن والاستقرار.