عاجل
الأحد 9 مارس 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
البنك الاهلي
ارحمونا يرحمكم الله

ارحمونا يرحمكم الله

"ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء"، مقولة تنطبق على حال سائقي سيارات الأجرة "الميكروباص"، الذين لم ينتهكوا قانون المرور فقط، بل وصل بهم الأمر  إلى أنهم انتهكوا قانون الإنسانية، حيث يقوم السواد الأعظم من السائقين بعدة ممارسات خاطئة غير مبررة تسببت في استياء كبير لدى الركاب، بالإضافة إلى أن تكدس الشوارع بالركاب يترك تأثيراً سلبياً على حركة المرور بالشوارع والميادين، مما يؤثر على الصورة الجمالية والحضارية للمحافظة. 



يشهد قطاع سيارات الأجرة تجاوزات واختراقات كبيرة، حيث يستغل البعض حاجة الركاب الملحة للوصول إلى وجهاتهم، مستغلين أيام الأعياد وأوقات الذروة خاصة أثناء خروج الموظفين وطلبة المدارس والجامعات، وقام بعض سائقي سيارات السيرفيس بمضاعفة الأجرة أو زيادة قيمتها بشكل غير مبرر، بالإضافة إلى عدم الالتزام بخطوط السير المحددة لهم من قبل المرور، فضلا عن تقطيع وتجزئة المسافات، من خلال تقسيم خط السير الواحد إلى محطتين أو ثلاث محطات، وتقاضي الأجرة عن كل محطة على حدة، بدلاً من الأجرة  المقررة والمحددة للخط بأكمله، مما يؤدي إلى إطالة مدة الرحلة، وتزايد التكلفة على الركاب وإرهاقهم ماديًا. 

 

 

يبرر بعض سائقي سيارات الأجرة أنهم يلجأون إلى هذه الحيل والممارسات الخاطئة، نتيجة الظروف الاقتصادية الصعبة وارتفاع تكاليف المعيشة، بالإضافة إلى زيادة سعر الزيوت، وكماليات وقطع غيار السيارات، مما جعلهم يعوضون هذا الارتفاع من خلال التحايل على قانون المرور من أجل تحقيق المكسب الكثير والسريع، دون النظر إلى الأضرار المترتبة على ذلك.  

 

 

في النهاية.. خطوات كثيرة من الممكن أن تساهم في مواجهة هذه الممارسات المخالفة لقانون المرور، ولتكن البداية من الراكب الذي يتحتم عليه أن يعي حقوقه التي كفلها له القانون، وكيفية تقديم الشكوى في حال تعرضه للاستغلال، وعلى صعيد آخر لا بد من السعي نحو تطوير وسائل النقل العام لتخفيف الضغط على سيارات الأجرة "الميكروباصات" وتقليل فرص استغلال الركاب، فضلًا عن نشر الكمائن المرورية المتحركة في الميادين والشوارع الرئيسية والحيوية، خاصة في أوقات الذروة وتكدس الركاب، بهدف ملاحقة المخالفين من السائقين، والتأكد من مدى التزامهم باستخدام العدادات وتطبيق التسعيرة الرسمية والالتزام بخط السير، كما يجب وضع لوحات إرشادية واضحة تحدد خطوط السير وأسعار الأجرة في جميع المواقف بالمحافظة. 

 

 

ختامًا.. يجب على الجهات المعنية تكثيف وتشديد الرقابة وتطبيق العقوبات الصارمة على المخالفين من سائقي سيارات الأجرة، بهدف الحد من تفاقم هذه المشكلة التي أصبحت صداعا مزمن في رأس الركاب يوميًا، ومن الضروري تطبيق القوانين واللوائح المنظمة بشكل فعال على الجميع، خاصة على من يسعى إلى تحقيق مكاسب مالية إضافية بدون وجه حق، كما يجب أن يتم تغليظ العقوبة فى حالة تكرار هذه الممارسات التي تضرب بقانون المرور عرض الحائط. 

 

 

أخيرًا.. هل تعلم أيها السائق الجشع، أن المال الذي تجمعه من خلال استغلال ظروف الركاب، وجني الأموال بدون رضاهم، لا يبارك الله فيه، فعليك أن تراجع نفسك وتحاسبها، قبل أن تغوص وتغرق في بحر اللاإنسانية. وأود أن أوجه للسائقين العديد من التساؤلات التي تنتظر إجابة شافية وافية وهي:  هل سألت نفسك هذا المال حلال أم حرام؟ ماذا تفعل لو شخص استغل ظروفك وقام بظلمك؟ هل تعلم أنه من الوارد أن يكون أهل بيتك في نفس الموقف ويقوم آخر باستغلاهم؟ هل تعلم أن البركة تزول في هذه المواقف؟ هل أنت مقتنع بالمبررات غير المنطقية لمضاعفة الأجرة المحددة؟  هل أنت راض عما تقوم به من ممارسات خاطئة؟..  "اترك لك الأسئلة وانتظر منك الإجابة على أرض الواقع".

 

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز