عاجل إلى وزيرة الثقافة..
بالمستندات.. تخبط إداري بـ"ثقافة بني سويف".. ومدير الفرع حوّله لشكاوى بالنيابة
محمد خضير
في الوقت الذي سبق وأن شددت الدكتورة نيفين الكيلاني وزيرة الثقافة، على أن الهيئة العامة لقصور الثقافة هي ذراع الوزارة في المحافظات؛ بما تمتلكه من نحو 600 قصر وبيت ومكتبة على مستوى الجمهورية، وتعد الهيئة إحدى المؤسسات الثقافية ذات الدور البارز في تقديم الخدمات الثقافية والفنية، وتهدف إلى المشاركة في رفع المستوى الثقافي وتوجيه الوعي القومي للجماهير في المحافظات.
ومن مديريات وفروع وزارة الثقافة بالمحافظات التابع للإدارة المركزية لإقليم القاهرة الكبرى وشمال الصعيد الثقافي، فرع ثقافة بني سويف والذي يضم 15 موقعا ثقافيا بالمحافظة والمراكز التابعة لها، وتظل كارثة حريق قصر ثقافة بني سويف، التي راح ضحيتها العشرات من الفنانين والكتاب والأدباء "رحمهم الله"، في الخامس من سبتمبر عام 2005 شاهدة على عصر وتطور الأداء الإداري والثقافي بالفرع ومواقعة الثقافية.
لم يكن قصر ثقافة بني سويف هو الحادث الوحيد، فمنذ انشاء القصر عام 1967 تم ترميمه مرتين، الأولى عام 1988 وأثناء وجود وزير الثقافة حينذاك لافتتاحه سقط السقف الرخامي على وفد الصحفيين المرافق للوزير وأصيبت الصحفية الراحلة بثينة زكريا "رحمها الله" مراسلة الأخبار ببني سويف حينذاك، وتم تجديد القصر عام 1997، وتتوالى إلى وقتنا العديد من الإخفاقات والتجاوزات، التي تتمثل في ما يلي:
- تخبط الفرع
وتواصل "بوابة روزاليوسف" كشف الملفات المسكوت عنها بوزارة الثقافة من مخالفات إدارية تعيق أداء العمل الثقافي والفني وتعود على المتلقي بالسلب من قلة وضعف المنتج الثقافي المقدم للجمهور من دافعي الضرائب، والتي تضمن لهم الدولة تقديم خدمات ثقافية وفعاليات فنية ترتقي بثقافة ووعي المواطن في كل مكان بكافة ربوع مصر الثقافية.
ويعاني فرع ثقافة بني سويف من وقائع تشير إلى وجود تخبط إداري وثقافي انعكس بالسلب على الأداء العام بين العاملين بالفرع ومواقعه الثقافية على مدار السنوات الماضية ومعاناة العاملين، ووقوع الفرع تحت عنوان التخبط وضعف الأداء الإداري وتراجع النشاط الثقافي، والأدهى من ذلك هو تحول الأداء العام إلى شكاوى وخلافات ومشاحنات بين العاملين بالفرع.
- حقل تجارب
السنوات السبع الماضية كانت سبعا عجافا، لفرع ثقافة بني سويف الذي أصبح حقلا للتجارب بعد تولي المدير العام، ما يتطلب تدخلا عاجلا من وزيرة الثقافة، إذ ينتظر الفرع الفترة القادمة السبع السمان إن شاء الله، وأن تتغير الصورة الذهنية لثقافة بني سويف بنشاط وإنتاج ثقافي وفني حقيقي يساهم في بناء الإنسان وكسب ثقة المواطن السويفي.
- سوء الإدارة
وما زاد الأمر سوءًا، بعد دخول قصر ثقافة بنى سويف مرحلة الاحلال والتجديد، التي بدأت من شهر أغسطس 2023 ونقل العاملين بالفرع والقصر إلى وحدتين سكنيتين بعمارة سكنية خاضعة لمجلس المدينة بنى سويف، وظهور إخفاقات إدارية وتنظيمية تعيق وتؤثر على العمل والنشاط الثقافي، نذكر منها بالمستندات: تحويل مدير عام فرع ثقافة بني سويف- عقب توليه إدارة الفرع في فبراير 2022 حتى تاريخه- الفرع على يده إلى شكاوى ومذكرات للنيابة الإدارية والتي بدورها قامت بالتحقيق وإصدار قرارات بالجزاءات لثبوت المخالفات الموجه ضده،
- سوء المعاملة
وكذلك معاناة العاملين بالفرع من سوء معاملة المدير العام، وتهديد وتوعد بعض العاملين بالرفت، وقيامه بإحداث الوقائع والضغائن والسير بمبدأ "فرق تسد" بين العاملين بالفرع، منها التعامل بمنطق افتعال الأزمات بين العاملين بالإدارة الواحدة، ما يحدث خللا في سير العمل وينعكس بالسلب على الأداء الإداري للفرع.
كما سبق أن حصل على جزاء من النيابة الإدارية بسبب مذكرات تقدم بها بعض العاملين بالفرع صدر عنها جزاءات بالتنبيه واللوم، وجزاء ثالث بالتنبيه، وطلب بيان حالة وظيفية لمدير الفرع من قبل النيابة الإدارية، ورفع دعوى قضائية ضده إحدى العاملات بمكتبة أهناسيا الخضرة، بعد نقلها تعسفيا من أهناسيا المدينة إلى أهناسيا الخضراء، وتسبب في تأخير مستحقات الإثابة بالفرع والمواقع الثقافية التابعة له عن أشهر يوليو وأغسطس وسبتمبر من العام المالي الحالي لتقديمه مذكرة تحتوي أن الإثابة بها أخطاء جسيمة وغير مطابقة اللوائح المنظمة والصادرة عن الهيئة العامة لقصور الثقافة، والتي أفادت بها النيابة الإدارية نيابة بني سويف قسم ثانٍ بحفظ الموضوع لعدم وجود أي مخالفة،
ويتضح من ذلك محاولات المدير العام تصيد الأخطاء للعاملين بالفرع دون سند قانوني.
- قرارات النيابة
الغريب في الأمر أن قرارات الجزاء التي صدرت من النيابة الإدارية ولها تاريخ ورقم صادر، ان الهيئة العامة لقصور الثقافة تفيد بعدم ورود أي من القرارات المرفقة، وهو ما يشير إلى وجود نية للمداراة على المخالفات التي أثبتتها النيابة بهدف التجديد له مدير عام للفرع الأيام القادمة.
ومنعا صدور القرار رقم 2246+2 بتاريخ 16 أكتوبر 2023، بلفت النظر لمدير عام الفرع، بسبب التحدث مع مدير الشؤون المالية والإدارية بالفرع بأسلوب غير لائق، كما أنه خرج عن المقتدى الوظيفي والتحدث بطريقة غير لائقة مع مديرة بيت ثقافة أهناسيا المدينة، والتي قام المدير الفرع بنقلها إلى مديرة بيت ثقافة أهناسيا الخضرة بحجة أنها حصلت على جزاء، وهو الأمر الذي يزيد من حالة الاحتقان وتحرير المذكرات والقضايا ضده من قبل العاملين.
- شكاوى العاملين بالنيابة
ومما يطرح حول ذلك من تساؤلات: كيف يتم نقل مديرة موقع إلى إدارة موقع آخر حال ثبوت الجزاء عليها؟ ما أجبرها على تقديم شكاوى للنيابة الإدارية ورفع دعوى قضائية وتحديد جلسة فعلية، وطلب المحامي التابع له بتأجيل الجلسة للاطلاع، في حين أن هذا يطرح تساؤلات أيضا حول ما سر البقاء عليه حتى الآن في منصبه كمدير عام للفرع، في مقابلة انه سبق أن اتهم جميع العاملين بالفرع بوجود فساد في الفرع وأنه غير قادر على القضاء على هذا الفساد بالفرع!
كما أن الأداء الإداري تسبب بسبب أسلوب المدير العام وتعامله الفظ إلى فقد العديد من الكوادر الوظيفية بالفرع ومنها السيدة مسؤولة التخطيط، والتي انتقلت للعمل كموظفة عادية بمكتبة الحي الثاني شرف النيل ببني سويف، وكذلك مديرة مكتبة الحي الثاني والتي طلبت نقلها للمكتبات بالفرع بعدا عن المشكلات واختلاق الأزمات بينها وبين العاملين بالمكتبة التي يشار إلى قيامه بتحريض العاملين عليها، في حين أنه كمدير عام للفرع يستوجب عليه استيعاب الامور بين العاملين بالفرع والعمل على حل أدنى مشكلات يتعرضون لها.
- شكاوى بالأجهزة الرقابية والنيابة
كما أصبح من عناوين الفرع السلبية العديد من الشكاوى بالأجهزة الرقابية والنيابة، والتي لو طلبت وزارة الثقافة بعمل حصر بمجمل القضايا التي تم تحويلها للنيابة الإدارية منذ تولي إدارة الفرع حاليًا سوف تصل إلى نحو 20 قضية منها ما قدمها المدير ومنها ما قدمت ضده والتي تمثل العدد الأكبر بالنيابة، وان نم ذلك عن شيء فإنما ينم عن سوء إدارة الفرع وعدم القدرة على استيعاب الامور ومحاولات الإصلاح الإداري حتى يحدث
- تراجع النشاط
كل هذا وغيره جانب بسيط من حالة التردي الإداري التي تؤدي إلى تراجع الأداء الثقافي والفني لنشاط الفرع ومواقعه الثقافية وعدم القدرة على تحقيق تميز ملحوظ من الأنشطة الثقافية والفنية وتوقف نشاط أغلب الفرق الفنية منها فرقة الفنون الشعبية والموسيقى الشعبية وفرقة الطفل للفنون الشعبية بقصر ثقافة بني سويف وفرقة الآلات الشعبية بأبو صير، وذلك لعدم سعيه بشكل كبير لوضع خطط عمل ونشاط أو متابعة أو السعي لورود مستحقات الفرق والمتعاملين مع الأنشطة الثقافية نظرا للإجراءات المالية والإدارية الصعبة والتي تعيق بعض الأنشطة عن العمل بالشكل المطلوب.
ونطلب من وزارة الثقافة وقيادات الهيئة العامة لقصور الثقافة بتشكيل لجان تفتيش مالي وإداري والوقوف على طبيعة الأمور بالفرع والتوجيه نحو أخذ قرارات إدارية لتصحيح الأوضاع بفرع ثقافة بني سويف وإنقاذ ما يمكن إنقاذه من تدهور بعض الأوضاع في اغلب فروع الهيئة العامة لقصور الثقافة.
_2401140227101320.jpg "مذكرة بمجمل ملاحظات وتجاوزات مدبر الفرع ٣")
جوجل نيوز
