عاجل
الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

أقدم "منجد" في الإسماعيلية يروي تفاصيل اختفاء مهنته

عم صلاح أقدم منجد بالإسماعيلية
عم صلاح أقدم منجد بالإسماعيلية

قاربة مهنة "التنجيد"على الانقراض في عدد كبير من محافظات الجمهورية، عقب التطور والحداثة التي شهدتها وانتشار المراتب والوسائد الجاهزة، الأمر الذي أثر بدوره على مهنة التنجيد التي كانت إحدى أهم وأقوى مظاهر الاحتفال بالعرس وليلة زفاف العروسين.



 

وفي رحلة من البحث عن هذه المهنة داخل محافظة الإسماعيلية، التي لم يتبق منها إلا "الأطلال" داخل محل عتيق يعود عمره لأكثر من ٧٠ عاما في محافظة الإسماعيلية.

لقينا عم صلاح الذي يبلغ من العمر ٨٧ عاما أقدم منجد في محافظة الإسماعيلية، داخل المحل الخاص به عدة التنجيد القديمة واضحة بالمحل منها  "القوس"، الذي كان ينجد بواسطته المراتب والوسائد واللحاف القديم وخشبة التنجيد والمدق.

 

عم صلاح يروي ذكرياته مع مهنته المنقرضة قائلًا: كان ينتظرنا الجميع من أهالي العروسين للاحتفال بمراسم تنجيد العروس، حيث كان يدعو أهالي العروس الجميع لحضور حفل التنجيد، الذي غالبا ما يقام في بيت العروس، حتى يروا "شوار " العروس من التنجيد وألوان "اللحفة" الزاهية، ومنهم من كان يقوم بتأجير فرقة للعزف على آلة السمسمية بجانب المنجد كنوع من أنواع الاحتفال بالعرس، وكنت أنا ومن معي من الصنايعية نجمع "النقطة" من كل من يرانا من المعازيم.

 

رغم انحصار عدة التنجيد واقتصارها على "القوس".، الذي يقوم بتنجيد القطن عالي الجودة في هذا الوقت، إلا أنه كان الإقبال علينا كبيرًا مقارنة بهذا الوقت الذي يندر فيه من يرغب في التنجيد، فضلا عن أهمية مهنة التنجيد التي تعيد المراتب القديمة المصنوعة من القطن إلى حالتها الأولى، عكس ما يحدث مع المراتب المصنوعة من الأسفنج، التي تنتهي لمجرد هبوطها أو إحداث أي تلف بها.

ويختتم عم صلاح، أقدم منجد في الإسماعيلية حديثه قائلا: لم أتمن في أواخر أيامي إلا عودة تلك المهنة إلى سابق عهدها من الترويج والانتشار، فهذه المهنة صاحبة الفضل الكبير عليّ وأسرتي، فلم أنفق على أبنائي إلا من خلالها، ولم أستطع يوما سد احتياجات منزلي سوى منها، حتى وإن انتشرت المراتب والوسائد الجاهزة التي قامت بدورها وأصبحت الآن واحدة من المهن التي في طريقها للانقراض، وتبحث عن من يحيي فيها الأمل؛ لتكون مصدر الزرق لعشرات الصنيعية ومحبي المهنة. 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز