وزير التنمية المحلية: التعاون مع كوريا الجنوبية نموذج للعلاقات الدولية القائمة على الاحترام المتبادل
ابراهيم جاب الله
أكد وزير التنمية المحلية هشام آمنة عمق الروابط التاريخية بين مصر وكوريا الجنوبية وأواصر الصداقة والتعاون بين الشعبين والحكومتين، والتي تعد نموذجا للعلاقات الدولية القائمة على الاحترام والتعاون.
وذكرت وزارة التنمية المحلية - في بيان، اليوم /الأربعاء/ - أن ذلك جاء خلال توقيع وزير التنمية المحلية على مذكرة تفاهم مع وزير الأمن والسلامة الداخلية بكوريا الجنوبية المعني بملف التنمية المحلية لى سانجمين، وذلك على هامش زيارته إلى كوريا الجنوبية للمشاركة في المؤتمر العالمي للمدن والحكومات العالمية.
وقال هشام آمنة "إن الرئيس عبدالفتاح السيسي، ورئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي يوليان اهتماما كبيرًا بتطوير وتعميق هذه العلاقات والاستفادة من التجربة الكورية الملهمة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية"، موضحا أن المذكرة تتضمن التعاون المشترك بين البلدين بمجالات التنمية المحلية والمجالات ذات الصلة، ومن بينها تأهيل الكوادر المحلية وبناء القدرات والتدريب وتبادل الخبرات والمعلومات بمجال التنمية المحلية والاستفادة من مؤسسة "صايمول أوندنج " المعنية بتطوير الريف الكوري، والتي تعد أحد نماذج التنمية الريفية العالمية، بما يساهم في تحقيق أقصى استفادة في تبادل الخبرات مع مبادرة (حياة كريمة)، فضلا عن إعداد مخطط تدريبي شامل للكوادر المحلية المصرية في مجال المخلفات البلدية الصلبة.
وأشار إلى أن مذكرة التفاهم تعد جزءا من العلاقات الاستراتيجية الخاصة التي تربط مصر بكوريا، كما أعلنت مصر شريكًا استراتيجيًا للأعوام (2021 - 2025)، متطلعًا لترجمة هذا التوجه الاستراتيجي المقدر لمشروعات ومجالات تعاون مشتركة يجني ثمارها الشعبين المصري والكوري خلال السنوات القادمة.
وأعرب عن تقديره للجهود التي بذلها مسؤولي وزارة التنمية المحلية المصرية ومسؤولي وزارة الداخلية والسلامة الكورية على مدار الشهور الماضية وصولا لصياغة مذكرة التفاهم، لافتا إلى أنه سيتم توجيه كافة إمكانيات وزارة التنمية المحلية لتنفيذ ما جاء في المذكرة وتعزيز أواصر التعاون والتنسيق بين الجانبين.
وأشار إلى أن مصر تشهد طفرة تنموية غير مسبوقة خلال السنوات الثماني الماضية بفضل جهود وتوجهات القيادة السياسية والحكومة، وفي القلب من هذه الطفرة التنموية الاهتمام بالإدارة المحلية وتنمية المجتمعات المحلية من خلال ضخ استثمارات كبيرة في المشاريع والمبادرات التي تستهدف تنمية المناطق التي كانت تعاني من تأخر معدلات التنمية بها.
كما نوه بأن مبادرة الرئيس السيسي لتطوير الريف المصري (حياة كريمة)، والتي تستهدف تحسين حياة 58 مليون مصري يعيشون في نحو 4500 قرية تعد أهم البرامج والتوجهات التي تولي لها الدولة بكافة أجهزتها اهتماما غير مسبوق، بوصفها مشروع القرن الذي سيساهم في تحقيق أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة.
وتابع: "ما تتضمنه مذكرة التفاهم تكتسب أهمية متزايدة في الوقت الراهن، حيث نتطلع لأن تساهم مذكرة التفاهم في تعزيز ودعم خطة الحكومة المصرية لتطوير آليات الإدارة المحلية ودعم اللامركزية وتنشيط الاقتصاد المحلي وصولا لتحقيق تنمية محلية شاملة ومتوازنة واحداث التكامل المنشود بين جوانب التنمية الريفية والحضرية".
وشدد على أن مصر تسابق الخطى لتحقيق التنمية الريفية الشاملة من خلال مبادرة الرئاسية لتطوير الريف المصري، وتتطلع للتعاون والاستفادة من تجربة مؤسسة "صايمول اوندونج" المعنية بتطوير الريف الكوري، والتي تعد بالنسبة للعالم أحد نماذج التنمية الريفية الملهمة، كما تتطلع للاستفادة من خبرة كوريا الجنوبية في مجال التحول الرقمي وتوظيف التكنولوجيا الحديثة وحوكمة سياسات وبرامج العمل المحلي، مؤكدا أن التحديات التي يواجهها العالم حالياً، خاصة فيما يتعلق بالتغير المناخي وتأثيرات جائحة كورونا والأزمات العالمية الأخرى تتطلب تعزيز التعاون بين الدول والحكومات والاستفادة من قصص النجاح والتجارب الجيدة حتى نصبح قادرين على مواجهة التحديات وتلبية تطلعات شعوبنا.
واستطرد: "التعاون مع الجانب الكوري يعد فرصة للاستفادة من الخبرات المتبادلة بين البلدين، لذا فإننا نتطلع للاستفادة من التجربة الكورية في التعامل مع المخلفات البلدية الصلبة وتعزيز القدرات المعرفية وتأهيل الكوادر العاملة في هذه المجالات بشكل كامل، بما يساهم في نجاح البرنامج المصري الطموح الذي بدأته الدولة عام 2019 في هذا المجال".
وأعرب عن تطلعه للاستفادة من مذكرة التفاهم في التعاون بمجال التسويق الإلكتروني للمنتجات اليدوية الذي يتم من خلاله إحدى المبادرات المهمة لوزارة التنمية المحلية، وهي مبادرة (أيادي مصر)، وهي إحدى مبادرات تحقيق التنمية المستدامة وتمكين المرأة والاستفادة من القدرات الرقمية في عملية التسويق الإلكتروني للمنتجات التراثية، لاسيما وأن كوريا لها خبرة طويلة في المجالات الثقافية والتراثية والتكنولوجية، والتي يمكن لنا الاستفادة منها في المرحلة القادمة.
ومن جهته، قال وزير الأمن والسلامة الداخلية بكوريا الجنوبية "إن مصر تتمتع بموقع جيوسياسي مميز لانتشار الموجة الكورية للإدارة العامة، وتمثل نقطة إلتقاء استراتيجية تربط بين الشرق الأوسط وإفريقيا وآسيا"، معربا عن تطلعاته إلى أن يتيح توقيع مذكرة التفاهم فرصة لتوسيع التعاون بين البلدين ليس فقط في مجال التنمية الإقليمية، ولكن في جميع مجالات الإدارة العامة.
ورحب بزيارة وزير التنمية المحلية لكوريا الجنوبية والاهتمام الكبير بالتعاون في مجال التنمية المحلية بين البلدين، مضيفا أن مصر تتمتع بحضارة وثقافة عريقة وعظيمة، وتلعب دوراً كدولة محورية في الشرق الأوسط وإفريقيا، وهى دولة رائدة في العالم العربي.
وأكد أن كوريا الجنوبية ستدعم قدرات الكوادر المحلية المصرية، وستقوم بنقل الخبرات الكورية في المجال ذاته، مشيدًا بمبادرة (حياة كريمة) ويتم تنفيذها في قرى الريف المصري لضمان العيش بالتساوي في جميع القرى المصرية، والتي تهدف لضمان البنية التحتية الأساسية وتوفير التعليم والخدمات الطبية وترقية مستوى الخدمات العامة.