عاجل
السبت 15 يونيو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
سلاح الاخوان وثورة صديقي !

سلاح الاخوان وثورة صديقي !

بقلم : عاطف حلمي
  منذ أيام باغتني صديق عزيز جداً على قلبي بثورة غضب لم أعهدها فيه، فهو مثال للشخص الخلوق شديد الخجل إلى حد قلما نجده كثيراً في ظروفنا الحالية البائسة... ثورة غضب صديقي الخلوق السياسي المثقف المدافع عن حقوق الإنسان، كانت بسبب جرائم تنظيم الإخوان في مصر، وكيف أن مشاهد القتل والارهاب أصبحت مقرراً يومياً في الشارع المصري، فلا يمر يوم من دون أن يرتكب تنظيم الإخوان ومن يسيرون في الركب من أهلهم وعشيرتهم جريمة اغتيال هنا أو تفجير هناك يستهدف مواطنين مدنيين وضباطاً وجنوداً في الجيش والشرطة، بينما الحكومة لاتتخذ موقفاً حازماً في حين أن بعض النشطاء يقيمون الدنيا ولايقعدونها إذا تصدت الأجهزة الأمنية لعمليات إخوانية تخريبية بزعم الحق في التظاهر والتعبير عن الرأي.
 
سلاح الإخوان
ما أفزعني من ثورة صديقي ليس غضبه الشديد من الحكومة المرتعشة والمتخاذلة فكلنا غاضبون أشد الغضب منها، لكن أفزعني تأكيده على ضرورة أن تلجأ الحكومة إلى نفس سلاح الإخوان وتقوم بتصفية بعض رموزهم بنفس آليتهم من قنص وتفجير وتفخيخ، والأكثر اثارة في الأمر أن صديقي لم أعهده منذ أن توطدت العلاقة بيننا بهذا الغضب والعنف، فهو كان أحد المشاركين والعاملين في منظمة حقوقية مصرية بارزة، وكان دائما يدافع عن حقوق الإنسان بكل ما لديه من سبل، كما أنه تربى فترة في بداية حياته داخل جماعة الإخوان نفسها، وإن كان سرعان ما تركها بعدما أكتشف زيف ادعاءاتهم، بل بات مقتنعاً بحكم أنه عاش لفترة بين أحضان هذا التنظيم أنه لاحل معه سوى لغة القوة والحسم لأنهم لايعرفون لغة غيرها تردعهم، بينما اللجوء إلى المهادنة وقصص وروايات المصالحة إنما يفهم من جانب هذا التنظيم على أنه ضعف وليس إعلاء لقيم القانون والحوار والإحتواء والمشاركة.
 
طاقة الغضب
ما وجدته في ثورة صديقي جعلني على يقين بأن تنظيم الإخوان بتصرفاته الحمقاء شديدة الغباء استطاع أن يخرج أسوأ ما في الشعب المصري من طاقة غضب غير محدودة لطالما ظلت كامنة بفعل التركيبة الإنسانية المصرية المسالمة التي لاتميل أبداً إلى لغة العنف، وفي نفس الوقت يكشف عن حالة الشيخوخة والتراخي التي تعشش في جنبات حكومة الدكتور حازم الببلاوي، التي لم يصل إلى مسامعها حتى الآن أن ما آتى بها إلى موقع المسؤولية ثورة شعبية جارفة اطاحت بحكم التنظيم الدولي للإخوان.
 
انصاف الحلول
ولعل أزمة حكومة الدكتور الببلاوي أنها لا تدرك أن الثورات لا تقبل أنصاف الحلول أوالبحث عن أسهل الطرق من خلال محاولات يائسة وبائسة ومخزية تحت شعارات المصالحة والمشاركة في حين أن الطرف الآخر يمسك بسلاح في يد وقنبلة في اليد الآخرى، فأما أن تقدم حلولاً جذرية وثورية وتتعامل بحزم مع الإنفلات الإخواني ومحاولات التنظيم المستمرة ارهاب وترويع الشارع المصري واقتحام مؤسساته واستخدام لغة العنف، أو فلترحل غير مأسوف عليها.
 
نموذج يوليو
وبما أن حكومة الدكتور الببلاوي لاتواكب حالة المد الثوري في الشارع المصري فأنها ارتكبت العديد من الأخطاء القاتلة، ولو أرادت فكان الأجدر بها الاستفادة من تجربة ثورة 23 يوليو 1952، فقمة انجازات العهد الناصري أن الثورة استطاعت دخول كل بيت مصري خصوصاً الطبقة المطحونة والمعدمة التي كانت تشكل في ذاك الوقت نحو 90 في المئة من الشعب المصر، حتى أن حكومات ما قبل ثورة يوليو كان أبرز مشروعاتها القومية "حملة مكافحة الحفاء" بعدما وصل الفقر بالعباد إلى الحد الذي تعذر معه شراء الحذاء.
 
الأفعال والشعارات
لقد دخلت ثورة يوليو إلى البيت المصري بالأفعال وليس الشعارات فانحازت للطبقات الفقيرة، وبدلاً من حملات مكافحة الحفاء، انشئت المصانع والجامعات والمدارس والمستشفيات والوحدات الصحية الريفية وانارت القرى والنجوع وخلقت من شعب معدم في غالبيته طبقة وسطى مثقفة، لذلك فأن الحكومة الحالية ليس أمامها خياراً سوى الوصول بمكتسبات الثورة إلى الفقراء والمعدمين وإلا ستواجه ثورة الجوع واليأس والغضب والتي ستأتي على الخضر واليابس، وساعتها لن يجدي البكاء على اللبن المسكوب.
 



تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز