عاجل
الأحد 9 مارس 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
البنك الاهلي
كن عمليًا في الحب

كن عمليًا في الحب

بقلم : د. نهلة زيدان الحوراني

  (حبني عشان أحبك).. تلك هي الصفقة التي يروج لها عيد الحب في جانب كبير منه.. فالجميع يعدون للاحتفال مع أطراف أخرى.. يشترون الهدايا ويبذلون الغالي في إعداد حفلات مسائية رومانسية لطرفين ثالثهما (الحب) أو ربما مجموعة متواصلة كما يدعو الكثيرون لصورة عيد تتحاب فيه الأفراد والجماعات والأوطان بلا مقابل سوى الحب.. ولكن هل يتحاب الناس فعلًا بلا مقابل؟!



    (جبتلي ايه؟) سؤال نسمعه كثيرًا في عيد الحب.. وكثيرًا ما تكون الإجابة (مفاجأة) لأنه لم يحضر شيئًا وقرر أن يتفادى خطؤه سريعًا ويطلب هدية ديلفري.. فهذا الحب بلا شك مدفوع الأجر ومدفوع الوقت الجميل.. وفي كل الأحوال يصبح العشاء في مكان جميل خيارًا استراتيجيًا لأن الظاهرة المثيرة للشفقة حديثًا هي أن القدرة على اختيار هدايا مبتكرة بدأت في الخفوت تدريجيًا.. أصبحت الهدايا مكررة ولا تعبر عن شصية مميزة لكل شخص نهديها إليه.. حتى باقات الأزهار لم يعد أحد يبذل مجهودًا في اختيار أزهارها حتى أن أزهار القرنفل البنفسجية التي تعبر عن الفراق صارت دارجة في الباقات التي يشتريها المحب جاهزة وربما يطلبها بالتليفون.

    أنا لا أشكو هذا الزمان.. فهو عصر عملي بامتياز.. وهو أمر أحبه وأجده سهلًا كي تعرف ما تريد وتصل إليه.. لكن ألا تدعونا هذه العملية لاستخدامها بشكل أكثر إيجابية؟!.. لماذا لا تصبح هذه العملية آلية لابتكار هدية بمجهود أقل وسعر أقل ومعنى أكبر؟!.. استخدم أدوات البحث عن تلك الهدايا التي تناسب شخصيتها أو شخصيته وبادر بالتغيير.. ربما يتهمنى البعض بأنني قدم عيد الحب كسلعة يُخطط لاقتناصها مما يفقده رومانسيته.. لكننى أقيس الحب بمدى حرصك عليه وليس بعدد مرات تكرار الهدية.. فكم (دبدوب) أهديته لها مؤخرًا؟!.. ألا يبدو الرقم غريبًا قليلًا بالنسبة لك؟!

    أنا أحب العالم وأريد أن أهديه مقالي هذا العام وهي هدية سيقبلها لأنني حتى لو اشتريت أكبر هدية توصل لها البش فلن تصل للعالم كله.. لكن الكلمات الجميلة حين تصل تبقى.. وأنا أسعدني جدًّا أن أبدأ عامي الدراسي م تلاميذي هذا العام يوم 14 فبراير.. فمن ناحية هي بداية محبة للحياة.. ومن ناحية أخرى سأجد جمالًا في فن توزيع اللون الأمر في ثياب الطالبات والأزهار بين أيدي الطلاب والأهم في الطرقات من وإلى بيتي ذهابًا وإيابًا.. قولوا للجميع (نحبكم) لأننا مازلنا بحاجة لأن نكون معًا لو أردنا الاستمرار في الحياة على هذا الكوكب.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز