عاجل
الأحد 9 مارس 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
البنك الاهلي
عطاء بلا توقف

حكايات مصيرية

عطاء بلا توقف

تحتفل القوات المسلحة، في التاسع من مارس، كل عام بـ"يوم الشهيد"، الذي يعتبر اعتزازا بشهداء مصر الذين ضحوا بأنفسهم في سبيل الوطن.



ويأتي الاحتفال بيوم الشهيد لإحياء ذكرى الشهيد الفريق عبد المنعم رياض، رئيس أركان حرب القوات المسلحة الأسبق، والذي يعد أحد أشهر القادة العسكريين في النصف الثاني من القرن العشرين. والذي استشهد في يوم 9 مارس، حيث أعلنت مصر هذا اليوم يوما للشهيد، تخليدا لذكرى رحيل رئيس أركان حرب الجيش المصري عبد المنعم رياض. عام 1969، حينما توجه للجبهة في اليوم الثاني لحرب الاستنزاف ليتابع بنفسه نتائج قتال اليوم السابق، وليكون بين أبناء قواته المسلحة في فترة جديدة تتسم بطابع قتالي عنيف ومستمر لاستنزاف العدو، وأثناء مروره على القوات في الخطوط الأمامية شمال الإسماعيلية، أصيب إصابة قاتلة بنيران مدفعية العدو أثناء الاشتباك بالنيران وفارق الحياة خلال نقله إلى مستشفى الإسماعيلية، وخرج الشعب بجميع طوائفه في وداعه مشيعين جثمانه بإجلال واحترام ممزوجين بالحزن العميق.

وقد نال الشهيد الراحل العديد من التكريمات منها نعي الرئيس جمال عبد الناصر له ومنحه رتبة الفريق أول ونجمة الشرف العسكرية التي تعتبر أكبر وسام عسكري في مصر، وقامت بمصر وضع تمثالا له فى أحد أكبر ميادين القاهرة وأطلقت اسمه عليه، وهو الميدان المعروف الآن بمنطقة وسط البلد بالقرب من ميدان التحرير. ويوم الشهيد مناسبة للتأكيد على فكرة العطاء دون مقابل، والتضحية بالروح من أجل كرامة الوطن، فالمصريون لهم مع الشهادة والشهداء قدر وباع وتاريخ طويل‏، ويحتفلون بها وبهم كما يحتفلون بأفراحهم، ويحيون في هذه المناسبة الكثير من ألوان التكريم والتقدير في مناسبات عديدة تخليدًا للتضحية وسموا بقيمتها النبيلة. وهو ما يظهر جليا في الاحتفال بهذا اليوم في القطاعات المختلفة بالدولة وخاصة في قطاعين الثقافة والتعليم اللذان يحتفلان كل عام في مختلف المحافظات من خلال ندوات فنية وثقافية تستهدف التوعية بمكانة الشهداء ودورهم العظيم في حماية الوطن والدفاع عن أبنائه في مواجهة مؤامرات الأعداء في الداخل والخارج، وتعميق الانتماء فى نفوس المواطنين بمختلف فئاتهم العمرية، وضرورة ترسيخ روح التضحية لأجل حماية الوطن وتقدير وإعزاز الأبطال الذين ضحوا بأنفسهم فداء لتراب هذا الوطن.

ويأتي يوم الشهيد، ليؤكد أن معارك العطاء والبناء والتضحية ما زالت مستمرة ولم تنته ولن تنتهي وأن مصر تقدم كل يوم شهداء جددا في حربها على الإرهاب من رجال الوات المسلحة والشرطة.

وبجانب هذه التضحيات تخوض الدولة بكل مؤسساتها معارك في البناء والتنمية بعدما أطلق الرئيس عيد الفتاح السيسي توجيهات بتنفيذ عدد كبير من المشروعات القومية منذ أن تولي المسؤولية في عام 2014 وحتى الآن في كل القطاعات والمحافظات على مستوى الجمهورية ليضع بذلك سياسة جديدة أبرز معالمها هو الإنسان والاهتمام به من خلال هذه المشروعات التي تغير شكل الحياة وتيسر على الناس سبل العيش الكريم.  ولعل أبرز هذه المشروعات هو مشروع حياة كريمة الذي يهدف لتطوير قرى مصر والذي بدأ العمل به قبل ما يقرب من أربع سنوات تقريبا.  ويهدف إلى تغيير شامل ومتكامل وبالتناغم بين كل الأجهزة الحكومية المعنية لتطوير 1500 قرية وتوابعها كمرحلة أولى، ويستهدف المشروع تطوير كل في 26 محافظة بعد استبعاد القاهرة لخلوها من القرى، ويستفيد منها نحو 18مليون مواطن.

ويبلع عدد القرى المصرية المستهدف تطويرها "4741 قرية" وتوابعها "30888"عزبة وكفرا ونجعا، في إطار التغيير الجذري لحال وواقع قرى الريف وتوابعها من عزب وكفور ونجوع من كل جوانب البنية الأساسية والخدمات، والنواحي المعيشية والاجتماعية والصحية. وقد بدأ  تنفيذ هذا المشروع على ثلاث مراحل، الأولى شملت القرى ذات نسب الفقر من 70% فيما أكثر، والثانية تشمل القرى ذات نسب الفقر من 50% إلى 70%، والثالثة تضم القرى ذات نسب الفقر أقل من 50%. ويتم تحديد القرى الأكثر احتياجًا وفقًا لمعايير: ضعف الخدمات الأساسية من شبكات الصرف الصحي وشبكات المياه، وانخفاض نسبة التعليم، وارتفاع كثافة فصول المدارس، والاحتياج إلى خدمات صحية مكثفة لسد احتياجات الرعاية الصحية، وسوء أحوال شبكات الطرق، وارتفاع نسبة فقر الأسر القاطنة في تلك القرى.

ويأخذ هذا المشروع طابعا متكاملا فلا يقتصر على بُعد أو قطاع معين لكنه يسعى لتحقيق تنمية شاملة لقرى الصعيد، بما يشمله ذلك من تحسين مستوى خدمات البنية الأساسية كمياه الشرب والصرف الصحي والطرق والاتصالات والمواصلات والكهرباء والنظافة والبيئة والإسكان، وتحسين مستوى الخدمات العامة كالتعليم والصحة والشباب والمرأة والطفل وذوي الاحتياجات الخاصة، علاوة على تحسين مستوى الدخول عن طريق زيادة الإنتاج وفرص العمل وتنويع مصادر الدخل، وغيرها. وكذلك تدعيم مؤسسات المشاركة الشعبية عبر تدريب وتأهيل المواطنين على المشاركة الشعبية في كل مراحل تخطيط وإدارة وتشغيل المشروعات والخدمات.والحقيقة ان هذا المشروع هو واحد من مئات المشروعات القومية التي تشمل اضافة اكثر من 7000 الاف كيلومتر من الطرق والجديدة وزراعة مليون ونصف فدان  وانشاء  16 مدينة جديدة وخلق الاف فرص العمل وانشاء عشرات المجتمعات الصناعية الجديدة.  وهو ما يؤكد أن معارك التنمية التي بدأت  في كل القطاعات والمجالات في وقت واحد لن تتوقف إلا ومصر "أد الدنيا" كما وعد الرئيس السيسي.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز