ميسي والمصباح السحري

بقلم : كابتن/ محمد الجزار

لا صوت يعلو فوق صوت ميسي داخل كتيبة راقصي التانجو خلال مونديال البرازيل ،فهو صانع الفرحة والنجم الأبرز الذي تعول عليه الجماهير الأرجنتينية الكثير خلال هذه البطولة من أجل الوصول بالفريق لأبعد مرحلة وتحقيق النجمة الثالثة الغائبة منذ مونديالي 1978 و1986 اللتين إعتلى فيها التانجو عرش الكرة العالمية .

 

وربما يرى البعض أن ميسي هو الوريث الشرعي للنجم الأسطوري دييجو أرماندو مارادونا ووحده القادر على أن يقود المنتخب للقب كأس العالم 2014 حتى وإن كان الفريق لم يقنع الكثيرين وبإستثناء زميله أنخيل دي ماريا لم يظهر أحد من راقصي التانجو بالشكل المطمأن حتى النجوم لافيتزي ودييجو اجويري وجونزالو هيجوايين .

 

ورغم أن كرة القدم أصبحت تعتمد على حسابات معقدة وأرقام وإحصائيات وجماعية أكثر من أي شئ آخر في ظل الخطط والتكتيك المعقد لدى المدربين والذي يجعل من تكرار تجربة مارادونا في مونديال 86 دربا من الخيال،إلا أن الوضع يختلف مع ميسي الساحر الصغير الذي يبدو أنه يملك المصباح السحري الذي يستطيع من خلاله أن يخرج المارد الذي بداخله فيحقق أحلام وطموحات الأرجنتيين وكل عشاق راقصي التانجو .

 

فهذا البرغوث الصغير كما يلقبوه يملك السحر الكافي للتغلب على كل اللوغاريتمات الدفاعية والحصون القوية سواء بتسديدة غير متوقعة أو تمريرة مفاجئة .

 

فميسي لايلعب الكرة بكلتا قدميه فقط وإنما بعقل أيضا فهو لاعب ذكي واصبح لديه من الخبرة مايكفي ليستطيع توظيف جهده وحسم نتيجة أي مباراة في اي وقت يريد ولعل مايؤكد ذلك ماقام به حتى الآن في مباريات البوسنة وإيران ونيجيريا بالإضافة أيضا لتألقه الملحوظ أمام سويسرا .

 

والنجم الأرجنتيني بعد مساهمته في تخطي عقبة الشياطين الحمر بلجيكا في الدور ربع النهائي سيكون على موعد مع تحدي جديد في الدور نصف النهائي من اجل قيادة الفريق لقطع خطوة كبيرة نحو اللعب على ستاد الماركانا الشهير ..فهل سينجح ويخرج المصباح السحري هذه المرة ..؟

 

الإجابة بالتأكيد سنتعرف عليها خلال الأيام القادمة لكن المؤكد أن نجم برشلونة على موعد مع التاريخ في البرازيل ليؤكد أنه أحد أساطير كرة القدم التي ستظل خالدة في السنوات القادمة ولأجيال عديدة .

 

 

*صحفي وناقد رياضي