تصنيف الإخوان جماعة إرهابية ليس كافياً !

بقلم : عاطف حلمي

 صدور قرار اعتبار جماعة الإخوان تنظيماً ارهابياً ليس كافياً أو هدفاً في حد ذاته، فمواد قانون العقوبات إذا تم تفعيلها بجدية حقيقية كفيلة بالزج بكل ارهابي خلف القضبان، ولكن أهمية القرار تكمن في أبعاده الخارجية، وهنا علينا التحرك بجدية من أجل كسب التأييد الدولي لهذا القرار لأنه سيجفف منابع تمويل ودعم الارهاب وسيكشف الكثير من الأطراف الدولية المتواطئة مع الجماعة، كما أنه سيحرج تماماً قوى دولية تحيك المؤامرات ضد مصر وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية التي يجب الضغط عليها من أجل أن توقف مخططاتها وترفع يدها عن مصر، كما سيحرج عواصم أوروبية أصبحت مأوى للإرهارب وفي مقدمتها لندن التي تعد أحد المراكز المهمة لجماعة الإخوان وتنظيمها الدولي.

 

اتفاقيات دولية

 وتكمن أهمية هذا القرار في ضوء الاتفاقيات الدولية الخاصة بمكافحة الإرهاب، في أنه يلزم الدول التي لا توجد بينها وبين مصر اتفاقيات تبادل تسليم المطلوبين، بتسليم المطلوبين في قضايا الإرهاب مما يسهل كثيراً في تجفيف المنابع واستعادة الارهابيين الهاربين.

 

مؤسسات إخوانية

ووفقاً للاتفاقية الدولية لمكافحة الارهاب سوف تتمكن مصر من مطاردة الجمعيات والمؤسسات الإخوانية في مختلف دول العالم وبشكل خاص في الدول العربية، وكلنا نعرف حجم الأموال التي تدفقت إلى البلاد من هذه الأموال لدعم وتمويل جماعة الإخوان وغيرها من جماعات الإسلام السياسي.

 

جدية مطلوبة

ولكن يبقى كل ذلك مرهوناً بمدى جدية الأجهزة المصرية وعلى رأسها وزارة الخارجية والأجهزة الأمنية السيادية في إعداد ملفات الجرائم الإرهابية التي ارتكبتها جماعة الإخوان ومن يسير في ركبها ويتمسح بأهدابها، من أجل اقناع المجتمع الدولي بالقرار المصري، خصوصاً أننا سنواجه مناورات أمريكية وأوروبية لإفشال تأثير القرار دولياً.

 

قرار جريء

وداخلياً فأنه مع كل الاحترام لمن يعتبرون أن قرار اعتبار جماعة الإخوان تنظيماً ارهابياً كان يجب صدوره من قبل القضاء، فأن صدور هذا القرار تحت أي مسمى كان واجباً وضرورياً، وعلى من يعترض اللجوء للقضاء، فإذا قضى ببطلانه فلا مناص من احترام أحكام القضاء، وإذا قضى بتحصينه كفانا الله شر القتال، ففي وقت الأزمات لابد من اتخاذ القرار الجريء، فلم يخلق البشر لمجرد تنفيذ القوانين بل سنت القوانين للحفاظ على حقوق وحياة البشر وتحقيق الأمن والأمان وترسيخ كيان الدول واحترام سيادتها وهذا ما يحققه القرار، ناهينا عن عشرات، بل مئات الجرائم التي ارتكبتها الجماعة ولعل أبسطها ما تم ضبطه من أسلحة في مقرها بالمقطم، وهذا الأمر وحده في أي دولة بالعالم كفيل بتصنيف مثل هذه الجماعات ضمن المنظمات الإرهابية.

 

علاقة عضوية

يضاف إلى ذلك تلك العلاقة العضوية الوثيقة بين تنظيم الإخوان وغيره من التنظيمات الإرهابية على غرار القاعدة وأنصار بيت المقدس وحماس وكلها جماعات مصنفة دولياً باعتبارها جماعات ارهابية، فجماعة الإخوان تقوم بعملياتها الإرهابية إما بشكل مباشر والذي رأيناها على أرض الواقع من قنص وقتل وسحل مسجل وموثق بالصوت والصورة، أو عبر وكلائها من التيارات الأخرى التي تلقى الدعم والتمويل من "الإخوان" للقيام بأعمال الارهاب نيابة عنها.