عاجل
الجمعة 3 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
البنك الاهلي

رئيس بنين: توقيع اتفاق شراكة استراتيجية مع فرنسا قريبا

قال رئيس بنين باتريس تالون، اليوم الأربعاء، إن بلاده ستوقع مع فرنسا قريبا اتفاق شراكة استراتيجية يغطي الفترة ما بين عامي 2022 و2026، ما سيقدم دعما إضافيا لبنين ويعمق الروابط بين البلدين.



وأضاف رئيس بنين -في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون نقلته قناة "فرانس 24" الناطقة بالإنجليزية- أن فرنسا وافقت على دعم بلاده في ثلاثة مجالات وتم توقيع اتفاقا بشأن اثنين منها هي التعليم والثقافة، مشيرا إلى أن بنين قررت التركيز على التدريب التقني والاحترافي لدعم الشباب في المنطقة ومعربا عن أمله أن يدعم الاتحاد الأوروبي وفرنسا ذلك حتى يمكن الاستفادة من خبراتهما واستقبال مدربين من هناك.

وتابع أنه فيما يخص المجال الثقافي والفني، فإن بلاده تستثمر فيه حاليا قرابة ملياري يورو لخلق بيئة فنية وثقافية في المنطقة، معربا عن اعتقاده أنه سيشابه البصمة الفنية الفرنسية في المنطقة وسيسمح لبلاده بخلق مجال فني وثقافي مع المعهد الفرنسي بشكل أفضل مما سبق. 

وأوضح أنه تم الاتفاق مع فرنسا أيضا على تقديم دعم إضافي لبلاده بمجال مكافحة الإرهاب، واصفا إياه بانه أحد أهم التحديات التي لم تنتصر فيها بنين بعد ولم تتمكن من إقناع سلطات الجيش الفرنسي بمنحها معدات عسكرية إضافية.

وقال "أود أن أشكر فرنسا على تعاونها في مجال الاستخبارات ودعم القدرات العسكرية ورغم أن رجالنا مدربون جيدا ولديهم قدرات استخباراتية عالية إلا أن بلادنا لا زالت بحاجة إلى المعدات العسكرية والأسلحة. نأمل في الحصول على دعم إضافي من فرنسا ولدينا القدرات المالية للحصول على هذه المعدات إلا أنه نظرا للظروف العالمية الحالية فإن الحصول عليها يعد مشكلة ولهذا نأمل في الحصول على دعم فرنسا لأننا نعلم أن ليها القدرة على توفيرها"، ووصف التعاون بين البلدين في هذا المجال بأنه لم يصل بعد لأفضل ما يمكن أن يصبح عليه إلا أنه يظل جيدا وأنه تم وضع عددا من التعهدات بين البلدين بهذا الشأن.

وأضاف رئيس بنين أن التعاون بين بلاده وفرنسا شهد تطورا اقتصاديا غير مسبوقا على مدار الأعوام الخمس الماضية، موضحا أن الدعم المالي المقدم من فرنسا إلى بنين خلال تلك الفترة قارب ملياري يورو وقد غطى معظم أولويات البلاد وأن البنوك الفرنسية الخاصة قدمت مساعدات مالية للاستثمار العام بحوالي 800 مليون يورو.

وأكد أن تحفيز الموارد والدعم المقدم من قبل فرنسا مكن بلاده من تمويل الاستثمارات بمستوى غير مسبوق وصل لحوالي 1.5 مليار يورو، وأن خلال الفترة ذاتها حصلت الأعمال التجارية الفرنسية في البلاد على أوامر توريد عامة وشاركت في مناقصات بقيمة تقارب مليار يورو. كما أكد أنه على الصعيد السياسي لم تتأثر أو تتعرقل العلاقات بما حدث في الماضي مشيرا إلى إعادة فرنسا الأعمال الفنية لبنين ومعربا عن شكره لذلك.

ولفت تالون إلى أنه ناقش مع الرئيس ماكرون ووفديهما التحديات الأساسية التي يواجهها العالم اليوم وخاصة الحرب في أوكرانيا والوضع في مالي وبوركينا فاسو والأمن في المنطقة ومشكلة ارتفاع تكلفة المعيشة والتي تفاقمت بسبب فيروس "كورونا" والحروب. وأكد أن وجهات النظر كانت متقاربة وأنه يمكن أن ينعكس ذلك على مجال الاستثمارات الخاصة بين فرنسا وبنين. 

وقال "يمكننا القيام بالمزيد وأتوقع أن تقوم الحكومتان بما يتطلبه الأمر لمواجهة الوضع الحالي خاصة فيما يتعلق بالاستثمارات الفرنسية الخاصة في بنين فهي في مستوى منخفض جدا"، كما وجه التحية إلى فرنسا والشعب الفرنسي والسلطات الفرنسية، معربا عن سعادته بجودة العلاقات بين البلدين وامتنانه للدعم الفرنسي في كل المجالات تقريبا وأمله في نموها بشكل أكبر في إطار التعاون الحر لمصلحة الطرفين وأن يتسنى العمل قريبا على المزيد من المشاريع.

بدوره، أعرب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، عن سعادته لزيارة بنين خلال أول رحلة له إلى إفريقيا منذ إعادة انتخابه مجددًا رئيسًا لبلاده، وأوضح أنه التزم بعدة تعهدات من أجل دولة بنين قد تعهد بالقيام بها عند توليه رئاسة بلاده.

كما أعرب عن سعادته عندما شاهد الـ 26 عملًا فنيًا التي أعادتها فرنسا إلى معرض الكنوز التاريخية في بنين، وأنه أصبح بإمكان أكثر من 200 ألف شخص زيارة هذا المعرض ومشاهدتها، موضحًا أن إعادة بلاده للقطع الفنية كان بمثابة التزام قطعه ماكرون في عام 2017 في عاصمة بوركينا فاسو /واجادوجو/ وأنه ناجم من العديد من النقاشات التي أقيمت بشأن هذا الصدد.

وأشار إلى أنه بفضل التعاون بين البلدين بشأن المشروع، فإنه أصبح بالإمكان إظهار أن ما كان مستحيلا أو سابق لأوانه فهو يبدو واضحًا وظاهرًا تمامًا اليوم، موجهًا الشكر لكل من عمل من أجل هذا المشروع الذي يعد بمثابة مواصلة التاريخ وفتح صفحة جديدة منه، موضحًا أن القطع الأثرية تبدو أنها مقدسة ولكن بالتأكيد فهي تمثل المستقل.

ولفت إلى أنه التزم مع بنين بأن يكون لديهما شراكة بشأن التعاون الثقافي، موكدًا أن هذه المنطقة تعد قلب المجال الفني للقارة الإفريقية، معربًا عن فخره إذا كان من الممكن تنظيم معرضًا مماثلا في باريس، وأنه سيكون وسيلة ممتازة لمواصلة هذا الزخم في هذا الحوار والتبادل.

وأعرب ماكرون عن رغبته في تشييد أمر أعظم بين الدولتين، وأن ذلك ما يعمل فريقه بصدده، بحيث يكون الهدف منه التبادل بين المجتمعات المدنية، مضيفًا أنه في إمكانه تمهيد الطريق من أجل التحول للمؤسسات الفرنسية لجعلها عضو أفضل للشراكات. وأعلن عن رغبته في بناء ما وصفه بـ "مؤسسات فرنسية - بنينينة" خلال الشهور المقبلة والتي ستسمح لهم بإقامة تعاون وثيق مع الثقافة البنينية، كما أنه أعرب عن رغبته في بناء اتحاد النوايا الحسنة.

وأشار إلى أنه تبادل استراتيجية لصالح تطوير الشباب البنيني وتدريبهم على اكتساب القدرات والمهارات، وأن ذلك ما يرغب فعله من العديد من الدول في المنطقة فيما يتعلق بالجامعات والمجال الأكاديمي، وأن ذلك ما قاله للشباب الإفريقي أنه بإمكانهم المجئ إلى أوروبا من أجل الدراسة وتطوير قطاع التعليم في بلادهم.

وأعلن أنه سيتوجه إلى احدى الجامعات في البلاد في وقت لاحق اليوم لإبرام اتفاقية شراكة مع العديد من المدارس والجامعات، كما أنه سيتم الاستثمار في توفير التدريب المهني، وسيتم بناء 10 مدارس ثانوية للتعليم الزراعي في بنين وستكون مدعومة من الحكومة الفرنسية.

وأكد التزام فرنسا في مكافحة الإرهاب في إفريقيا ودعم الدول الإفريقية في مكافحةهذا الأمر، موجها التحية لأفراد القوات الفرنسية العسكرية الذين فقدوا حياتهم خلال المشاركة في تلك العملية، كما أكد أن فرنسا ستؤيد دائما الجهود البنينية من أجل مكافحة الإرهاب، كاشفًا أنه سيتم إرسال معدات عسكرية في القريب العاجل.  

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز