عاجل
الأحد 14 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
حرفوا الأمثال.. وتغيرت المعاني

حرفوا الأمثال.. وتغيرت المعاني

"على رأي المثل".. تلك الكلمات تسبق أي جملة تحمل مفهوما عميقا لتجارب حياتية مختلفة استمدت من أجيال مصرية متعاقبة، كما أنها تعد بوابة ثقافية شاهدة على تاريخ الشعب المصري العريق ويطلق عليها "الأمثال الشعبية"، وهي عبارة عن كلمات مُوجزة ذات معنى  تُستخدم للتعبير عن المواقف الحياتية المختلفة، وتُضفي سلاسة وبلاغة على أسلوب صياغة الكلام، الأمر الذي يجعلها عاملا مساعدا في إيصال الفكرة والمضمون بفعالية وسهولة ودون تعقيد.



رغم أهمية الأمثال الشعبية في حياتنا اليومية، فإن هناك من يرددونها دون معرفة أصلها أو حتى الموقف الذي قيلت فيه، وللأسف هناك من لا يُكلف نفسه عناء البحث أو الاستقصاء حول أصل أو معنى الأقوال والأمثال الشعبية، لذلك اسمحوا لي أن أستعرض بعض الأمثال الشعبية أو الأقوال الخاطئة الدارجة، والتي يرددها عامة الناس دون تفكير، ومنها : ابعد عن الشر وغنيله، والأصل في القول "أبعد عن الشر وقني له"، ومقولة كُتر السلام يقل المعرفة، والأصل في القول هو "كُتر السلام يُجل المعرفة"، ومقولة أسأل مجرب ولا تسأل طبيب، وأصل القول هو "أسأل مجرب ولا تنس الطبيب"، ومقولة من علمني حرفاً سرت له عبداً، فأصل القول هو "من علمني حرفاً صُنت له عهداً"، وغيرها من الأمثال التي نثق بمصداقيتها ونعتمد عليها بشكل كبير في حياتنا، دون أن نهتم بمعرفة القصة الحقيقية والهدف من ورائها. 

ونظرا لما تحتويه الأمثال الشعبية من مفردات كثيرة ومتنوعة، فهي تُعد كنزًا ثقافيًا غنيًا، ومرآة صادقة تعكس وتُجسّد قيم المجتمع المصري وعاداته وتقاليده، بالإضافة إلى تجارب متراكمة عبر التاريخ يتوارثها الأجيال، مما جعلها بمثابة أرث ثقافي مهم وعظيم. 

تلعب الأمثال الشعبية دوراً مهماً في الحفاظ على الثقافة المصرية ونقلها إلى الأجيال القادمة، بالإضافة إلى قيامها بتقديم النصائح والتوجيهات حول السلوك الصحيح والمرغوب فيه، فضلا عن أنها تُساعد على فهم العادات والتقاليد والقيم السائدة في المجتمع المصري، هذا ولم تتوقف أهمية الأقوال والأمثال الشعبية على ما سبق فقط بل إنها تُثري اللغة العربية بمصطلحاتها ومفرداتها، كما إنها تُضفي عليها جمالًا وبلاغة. 

 تتعدد  الأمثال الشعبية المصرية، الأمر الذي جعلها تنتشر في مواقف عديدة وبكل المجالات، حيث منها: "الأمثال الاجتماعية التي تُعبّر عن القيم والمعايير الاجتماعية السائدة في المجتمع المصري، والأمثال الأخلاقية التي تُقدم نصائح أخلاقية وتدور حول السلوك الصحيح والخطأ في كل أمور ونواحي الحياة، والأمثال الدينية التي تجسد وتُعبّر عن المعتقدات الدينية والثقافية للمصريين، والأمثال الحياتية التي تُقدم نصائح عملية حول كيفية التعامل مع المواقف الحياتية المختلفة، والأمثال الفكاهية التي يتميز بها الشعب المصري، والتي تُستخدم لإضفاء جو من المرح والفكاهة على المواقف المختلفة.

 تتميز الأمثال الشعبية بعدة خصائص مختلفة، حيث إنها تستطيع التعبير عن معنى عميق وموقف مهم من خلال إيجاز شديد لعدد الكلمات المستخدمة، كما تعتمد على استخدام الرمزية لتسهيل عملية فهم تلك الأمثال وتذكرها، بالإضافة إلى اعتمادها في تقديم النصائح والحكم  على خبرات حياتية سابقة، كما تتميز باستخدامها الكلمات والتراكيب اللغوية، مما يجعلها جذابة وفريدة وقوية التعبير.

ختاماً.. وبعد أن استعرضنا مفهوم وأهمية وأنواع الأمثال الشعبية، أعترف بأنه حقاً من ليس له ماضٍ ليس له حاضر أو مستقبل، ولكن علينا أن نتفهم ونتأكد من صحة ما يناسب تاريخنا وتقاليدنا المتوارثة، وألا  نردد أي شيء دون وعي أو فهم، فيجب علينا أن نحذر من أهل الشر الذين يريدون تشويه الماضي والمستقبل.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز