عاجل
الخميس 15 أغسطس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
البنك الاهلي

عاجل.. الجيش الروسي يحتل قاعدة عسكرية أمريكية في النيجر

قاعدة عسكرية في النيجر
قاعدة عسكرية في النيجر

بحسب المعلومات التي قدمتها مصادر من "رويترز وسي إن إن"، فإن القوات الروسية بدأت في استخدام قاعدة جوية في النيجر، والتي تضم أيضا قوات أمريكية. واحتل الروس حظيرة منفصلة على أراضي القاعدة، مما أثار استياء السلطات الأمريكية التي أعربت عن قلقها بشأن مثل هذا الحي.



 

ويفيد الجانب الأمريكي بأن وجود وحدة عسكرية روسية في نفس القاعدة مع القوات الأمريكية يدعو إلى التشكيك في قضايا الأمن والتفاعل الاستراتيجي بين البلدين، اللذين ظلت العلاقات بينهما متوترة في السنوات الأخيرة.

 

وجاء هذا التنسيب بمثابة مفاجأة للعديد من المراقبين، بالنظر إلى المستوى الحالي للعلاقات السياسية بين روسيا والولايات المتحدة. 

 

ومع ذلك، في وقت سابق في النيجر طالبوا الولايات المتحدة بسحب قواتها من أراضي البلاد، ومن المحتمل أن يكون ظهور الجيش الروسي في هذه القاعدة العسكرية بمثابة محاولة لممارسة ضغط إضافي على واشنطن.

 

وبحسب صحيفة بوليتيكو، بعد 7 أشهر من مقتل "رئيس" شركة فاجنر العسكرية الروسية الخاصة، يفجيني بريجوزين، يمتثل الآلاف من أعضاء فاجنر السابقين لإدارة الحكومة الروسية.

 

وقال مسؤولان أمريكيان مجهولان، إنه في الوقت الحالي، تم تقسيم الآلاف من جنود فاجنر السابقين إلى أربع مجموعات على الأقل. 

 

ومن خلال التنسيق بين جنود فاجنر السابقين ومجموعات المرتزقة الأخرى الموالية لروسيا، تأمل موسكو في منع تكرار ما حدث العام الماضي، حيث "تمردت" مجموعة فاجنر فجأة ضد الرئيس فلاديمير بوتين ووزارة الدفاع الروسية.

 

وقال مسؤول أمريكي: "جزء من هدف إعادة الهيكلة هو ضمان وجود المزيد من السيطرة على العمليات بشكل عام".

 

ووفقًا لهذا المسؤول، فقد نشرت روسيا الآن مجموعات عسكرية خاصة جديدة في جميع أنحاء العالم للقيام بمهام خاصة، في كل من أوكرانيا وإفريقيا. 

 

وفي إفريقيا، أجبر ظهور الجماعات العسكرية المعروفة سابقًا باسم جنود فاجنر إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن على سحب قواتها من النيجر والمخاطرة بالاضطرار إلى الانسحاب من جمهورية تشاد. 

 

وأعلن مسؤولون أمريكيون، أن أكثر من 1000 جندي أمريكي سوف ينسحبون من النيجر خلال الأشهر القليلة المقبلة.

 

وجاءت هذه الخطوة في سياق إرسال روسيا قوات ومعدات عسكرية إلى الدولة الإفريقية لدعم مكافحة الإرهاب.

 

وبحسب وكالة أنباء ريا نوفوستي، فإن القوات الروسية المرسلة إلى النيجر هي أعضاء في الجيش الإفريقي، وهو هيكل شبه عسكري جديد تم إنشاؤه على أساس مرتزقة فاجنر السابقين.

 

وعلقت صحيفة بوليتيكو بأن هذا يعتبر أحد إخفاقات واشنطن الكبرى في أنشطة مكافحة الإرهاب، ويتحدى السياسات الأمريكية في جمهورية إفريقيا الوسطى ومالي وبوركينا فاسو وليبيا ودول إفريقية أخرى.

 

من الجدير بالذكر أن هذه التطورات تأتي في وقت مهم بالنسبة للمصالح الأمريكية في إفريقيا. 

 

وبالنسبة لواشنطن، تعد إفريقيا منطقة ذات أهمية استراتيجية، كونها نقطة الدخول والخروج الرئيسية لكل من البحر الأحمر وخليج عدن، وتحتوي على موانئ وطرق شحن رئيسية، فضلًا عن كونها موطنًا للعديد من القواعد العسكرية.

 

وقال مسؤولون أمريكيون إن إحدى المجموعات الأربع لجنود فاجنر السابقين تابعة للحرس الوطني الروسي، حيث تم إرسال هذه المجموعة إلى أوكرانيا وتكبدت خسائر بشرية كبيرة. 

 

وتعمل مجموعتان أخريان تحت إشراف وزارة الدفاع ووكالة استخبارات موسكو. 

 

كما تعمل مجموعة رابعة – أفريكا كوربس، التابعة لمجموعة أخرى تسمى ريدوت – على إعادة السيطرة على قوات فاجنر التي كانت تعمل سابقًا في العديد من البلدان الإفريقية.

 

فوائد جيوسياسية كبيرة لموسكو

لما توفي بريجوزين في أغسطس الماضي بعد انفجار الطائرة التي كانت تقله في الجو، ترك موته مصير فاجنر مجهولًا، وفي ذلك الوقت، كانت مجموعة فاجنر بصدد إقامة علاقات وثيقة مع قادة الدول الإفريقية، بهدف توفير الأمن لهم والانخراط في أنشطة التعدين المربحة. 

 

على سبيل المثال، في جمهورية إفريقيا الوسطى، سيطر فاجنر على منجم للذهب، قال مسؤولون أمريكيون إنه بعد وفاة بريجوزين، قام أعضاء فاجنر تحت قيادته بتوسيع نطاق هذا المنجم بشكل كبير، لكنهم لم يجدوا بعد طريقة لتسويق المعادن ونقلها بشكل فعال. 

 

ومن المتوقع أنه إذا سارت الأمور على ما يرام، فسوف يكسبون مئات الملايين من الدولارات من الأرباح في السوق العالمية. 

 

وتقدر صحيفة بوليتيكو أن القيادة الجديدة التي أنشأتها موسكو الآن على قوة المرتزقة هذه لها أهمية جيوسياسية كبيرة، ففي إفريقيا بشكل خاص، قد يؤدي هذا إلى تقويض جهود إدارة بايدن للسيطرة على الموارد الإفريقية.

 

لكن يمكن لروسيا أن تزود هذه الدول بما لا تستطيع الولايات المتحدة تقديمه على الفور"، قال مسؤول أمريكي، في إشارة إلى احتمال استخدام روسيا لقوات عسكرية خاصة مستخدمة لتزويد الأسلحة والذخيرة سرًا إلى الدول الجديدة، تأسيس حكومات عسكرية في إفريقيا. 

 

وأضاف هذا المسؤول: "في هذه الأثناء، سئم العديد من زعماء الدول الإفريقية من وعظ أمريكا عن الديمقراطية".

 

وبموجب القانون الأمريكي، لا تستطيع واشنطن تقديم المساعدة للحكومات التي تصل إلى السلطة عن طريق الانقلابات العسكرية، مما يسمح لروسيا بأن تكون "متقدمة بخطوة" في مثل هذه المواقف. 

 

وأضاف المسؤول الأمريكي أن سيطرة موسكو المباشرة على الجماعات شبه العسكرية يمكن أن تساعدها أيضا في إقناع بعض الدول الإفريقية التي تجنبت في السابق فاجنر لأن الغرب أدرجها كمجموعة إرهابية وفرض عقوبات على مستوى العالم.  

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز