د. أماني ألبرت
فضح "المواجهات الخفية"
نشر المركز الإعلامي لمجلس الوزراء تقريرًا بالانفوجراف يوضح حجم الشائعات التي واجهتها الدولة وتصدت لها، ورغم أن جماعات الشر تسعى- عبر مواجهات خفية- لنشر شائعات كاذبة ومغرضة من شأنها تأجيج السلم والأمن المجتمعي، وزعزعة الاستقرار والثقة بين الشعب والحكومة، بهدف خبيث وهو محاولة إثارة السخط العام، الذي يؤدي تراكمه إلى نشر الفوضى كما حدث قبلًا، وبينما تسعى قوى الظلام لنشر الشائعات كإحدى حروب الجيل الرابع، مستخدمة التضليل والكذب، بهدف كسر وحدة الصف الداخلي، وكحروب نفسية تعتمد التضليل والخداع؛ جاء دور الدولة في التصدي لمثل هذه المواجهات الخفية، بل وفضحها علنًا بالأرقام والإحصائيات.
فطبقًا للتقرير يعد عام 2021 هو الأعلى في معدل انتشار الشائعات، ويشير التقرير لزيادة متتالية في كم الشائعات عبر السنوات، بداية من 2014 وحتى 2021 فبعد أن كانت عام 2014 بنسبة (1.7%) أضحت في عام 2021 (23.5%)، والزيادة لا تدعو للقلق، فقد زادت بسبب زيادة استخدام وسائل التواصل، كما أن ناشري الشائعات يستخدمون جميع الأدوات والآليات التي تزيد انتشارها، ومع تطور تقنيات الذكاء الاصطناعي يتم نشر المحتوى ليس عبر أشخاص بل عبر استخدام ’’البوت‘‘، أي حسابات آلية تنتج المحتوى أو تشاركه أو تعيد نشره بكم كبير وسرعة هائلة، فقد استغلوا الذكاء الاصطناعي كإحدى أدوات الحروب غير النمطية عبر الانترنت، خاصة مع وجود تقنية التخفي الاجتماعي لعدد كبير من الحسابات التي تدار بشكل إلكتروني، لتنشر محتوى مفبركًا، في ظل دورة حياة المعلومة السريعة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ولكن مع ارتفاع الوعي لدى المواطن عما سبق، وفي ظل سرعة الرد بالأدلة والأسانيد على الشائعة، تبقى مجرد كومة قش ربما لها مظهر أنها كبيرة لكنها تبقى بلا وزن، أي بلا تأثير على الرأي العام الذي أدرك خبث المحتوى الموازي لما هو في الواقع.
كما رصد التقرير أن أبرز الشهور نشرًا للشائعات مرتبط ببداية السنة ونهايتها، بما تحمله من آمال وتطلعات لدى الرأي العام فيما يخص أوضاعهم المعيشية، في محاولة للاستفادة من التوقيت في الحرب النفسية الموجهة لهم، فمثلًا كانت شائعات قطاع الاقتصاد في شهر يناير بنسبة 22.9%، وفبراير بـ35.7%، وأغسطس بـ38.1%، وسبتمبر بـ41.2%. وهو ما يشير إلى توجيه شائعات محددة في توقيتات محددة.
وبينما تتنوع الشائعات وتتكرر بأكثر من أسلوب يبقى دور المركز الإعلامي، ودور كل مواطن واعٍ، في التصدي لها ومواجهتها، فإتاحة المعلومات وسرعة نشرها كلهيب النار الذي يشعل كومة القش فلا تكون ولا تقوم، وهو دور كل مواطن واعٍ في فضح المواجهات الخفية.