
الفنان حسام صقر: ملتقى الأقصر للتصوير تجربة إنسانية وفنية ثرية

سوزى شكرى
من بين الفنانين المشاركين بالدورة الـ14 بملتقى الأقصر الدولى للتصوير الفنان ا. د. حسام صقر أستاذ التصوير بكلية التربية الفنية – جامعة حلوان .
من الأقصر من داخل قاعة عرض أعمال الملتقى، وأمام لوحتين للفنان حسام صقر منحهما عنوان "حراس الحضارة"، لوحاته تدعونا للتأمل والتساؤلات وليس للمشاهدة العابرة، بالاشتباك المباشر مع المسطح التصويرى يبوح بمخزونه ليطرح تساؤلات حياتية، فقد تنتهى رحلتنا من هذه الارض دون أن نصل الى إجابات محدودة، هكذا رحلة الحياة رحلة تساؤلات فقط، ومخطئ من يظن أنه يعرف نفسه تمامًا.
من نحن، هو واحد من التساؤلات التشكيلية البصرية التي يطرحها "صقر" بلوحاته، بحسب إجاباته التشكيلية نحن تسكنا شخصيات أخرى، منها شخصيات برئية أو صادمة، كائنات وديعة أو متوحشة، نحن حكايات نعرف ظاهرها ولا نعرف باطنها، لذا الصراع مستمر مع سكان العقل إلا أن يعلن أحدهما الانتصار والبقاء حيًا، أما سكان الوجدان فهم سكان دائمون متوافقون مع الروح يتغذون من ثمار أعمارنا وقد لا يتركوننا إلا بنهاية الرحلة.
ومن المضمون السابق تفرد "صقر" بكشف عورات النفس البشرية وأخرجها فى معادل بصرى تشكيلى، الإنسان شخصية مركبة معقدة، البعض متعايش ومتوحد مع متناقضاته، مشروعة الفنى ارتكز فكريًا على علم الانسان "الأنثروبولوجيا"، وأعماله أقرب الى مسمى "اللوحة النفسية"، فنجد تتداخل الوجوه مع عناصر حياتيه ومفردات لها دلالاتها، تلك العناصر نتعامل معها وتترك "آثر" فتصبح الوجوه محملة بتعبيرات مغايرة، لا يعنى هذا التداخل إنها ازدواجية الشخصية بل هى حقيقة نخجل من كشفها أحيانا.
بعض الفنانين يرسم بقصدية متعمد الاختيار، ولم يعط لوجدانه فرصة للتعبير الحر ولم يشتبك مع مسطح اللوحة الابيض، "صقر" استكمالا لفلسفته الإنسانية جاء الفعل الفنى بدون أعداد مسبق أو رسم اسكتش يبسط سيطرتة الوجدانية، مباشرة على المسطح بحسب طاقته الانفعالية والتفاعلية، ومنصدفة الفراغ وصدفة اللون يبنى عليها ويضيف ويحذف ومن التداخلات تتوالد الافكار وتتخلق فى عالم جديد مستخدمًا مجموعة لونية سيكلوجية، ومن ثراء السطح تخرج شخوصه وعناصره واحدة تلو الأخرى فى طاعة وتتابع وتتوهج وتلقائية.
الجانب الاكثر تأثيرًا فى لوحاته هو المؤثر البشرى، وجوه إنسانية متشابكة مع رموز إرثية، مثل الاسماك ومتضامنة مع سمات المكان، والكل مصبوغ بصريًا بخلطة سيكولوجية، تلك النظرية الفنية التي يتبعها " صقر " ImageDouble"، لذلك مسطح لوحاته مسكونًا بسكان العقل والوجدان معا وأعاد لهم الحياة، وبعثوا من جديد طبقًا لفسلفة البعث وعودة الروح فى المصري القديم.

وبعد انتهاء المعرض بالأقصر كان لـ"بوابة روز اليوسف " حوار معه حول مدى تأثره، وحول تجربته بالملتقى، وعن مقترحاتة للملتقى:
عن الملتقى ذكر "صقر": فى البداية أقدم الشكر لكل القائمين على الحدث بقطاع صندوق التنمية الثقافية اللجنة العليا، وفريق العمل على اهتمامهم بكل تفاصيلة، برنامج الملتقى متكامل بدءًا من ترشيحيات الفنانين، الزيارات الميدانية فى الايام الاولى لها أهميتها ودورها، حتى لو نعرف الحضارة من قبل بالدراسة أو بزيارات مسبقة، إلا أن مع كل زيارة تأثير جديد، وبالتأكيد تركت أثرًا على الفنان بصرف النظر عن حدود التأثير، وخروج التأثير فى منتج فنى أمر يرجع للفنان.
وعن مدى تأثره قال: "تجربة الملتقى تجربة إنسانية إيجابية وثرية، فى الأول ارتبكت وانزعجت أنى سوف أرسم وفى حد متابع خطواتى، لكن مع الوقت اقتنعت، ليس الامر متوقف على معطيات الحضارة فقط، بل فى محيط التعاملات اليومية الانسانية البشرية كلها مثيرات، المعايشة اليومية الدفء اللغوى وطبيعة اللهجات الشوارع والاسواق والازياء وألوانها عالم ملىء بالحكايات الإنسانية".
وأضاف: "حتى مكان إقامتنا بالفندق، تلك المكان المطل على النيل العظيم، ومساحات البراح "لاند سكيب" والطبيعة، وفضاء السماء وغروب الشمس، سماء الأقصر ولونها الهادى مقارنة بدرجة سماء القاهرة الضبابية الدخانية والرمادية، وكنت بطلب من الشباب وزملائى الفنانين أن ينظروا معى الى هذا الجمال جمال الجنوب الذي اختاره المصري القديم ليصنع فيه حضارته. وأيضا الاشتباكات الثقافات، وهذا ما يحتاجه الفنان شحن ثقافي ونفسى".
وعن ما جذبه بالملتقى: "جذبتنى عمل وفكر الفنان ميجل بومر "كولومبيا" والفنان القدير ماهر جرجس فنان مثقف وشاعر وصاحب تجربة عميقة، أثناء الجلسات النقاشية تحدثت عنه، وأشكر القائمين على الملتقى لوجوده، وجوده إضافة، والشباب أقصد الأصغر سنًا مبهرين جدًا حالة أسعدتنى ومنحتنى طاقة إيجابية، والطلبة المساعدون شباب فنون الجميلة الاقصر تحدثت معهم عن تجربتى وتقنياتى الشباب لديهم برنامج ومطلوب منهم عمل بحث عن الفنان وهذا جانب يضاف لمميزات الملتقى، دارت بينى وبينهم حوارات عن تذوق الفن ومصطلحات نقدية وعن أسلوب عملى".
وعن مقترحاته للملتقى قال: "مقترحاتى تخص تطوير الجانب الدعائى التوثيقي، أن يكون فى شخص مقيم محترف يسجل "فيلم ميكر" فيلم قصيراحترافى، وليكن لمدة ثلاث دقائق مثلا يوثق مراحل العمل الفنى، لان فى المراحل والتنويعات التي تتم من قبل الفنان من إضافة وحذف تكمن أهمية العمل، ليس التوثيق تصويرًا فوتوغرافيًا للوحة".