

د. عادل القليعي
عرس صاحبة الجلالة.. عنوانه المحبة
فإنه على الرغم من أنني لست صحفيا، لكن من خلال متابعتي لانتخابات نقابة الصحفيين لاختيار نقيب للصحفيين واختيار أعضاء مجلس إدارة النقابة، من خلال متابعتي على مدار شهرين عبر صفحات السادة المرشحين ومن خلال زيارتي للنقابة وما شاهدته من حملات دعاية انتخابية سواء من خلال لافتات وصور السادة المرشحين وممن التقيتهم من الصحفيين داخل النقابة.
فإنه على الرغم من بعض خروقات الدعاية والحملات الانتخابية والتلاسن والتنابز بالألقاب بين أنصار بعض المرشحين خصوصا على منصب النقيب، وأن المرشحين أنفسهم لم تصدر منهم كلمة سوء لبعضهم البعض بل وتبرأهم من مثل هذه الأفاعيل.
ومن واقع مشاهداتي اليوم أيضا عبر منصات فيس بوك والتواصل الاجتماعي، واكتمال الجمعية العمومية وهذا الزخم والزحام غير المسبوق، أكاد أجزم أن هذا عرس للديمقراطية في أبهى صورها، وقد يكون ذلك مؤشرا لإعادة الهيبة للصحافة المصرية التي نتمنى أن تعود إلى مجدها السابق.
وقد يكون للفترة التي سبقت الانتخابات، الفترة الطويلة التي تخللتها ليالي شهر رمضان المبارك، وتجول المرشحين تقريبا في كل صحف مصر، قد يكون له أثر بالغ في هذا الحشد من الصحافيين على اختلاف توجهاتهم الفكرية وأيديولوجياتهم وصحفهم التي يعملون بها.
الذين ذهبوا اليوم للإدلاء بأصواتهم لاختيار من يكون نقيبا لهم ومن يكون عضوا في مجلس إدارة النقابة متعشمين أن يلبي الجميع ولو قدرا يسيرا من حقوقهم المشروعة، وأهمها توفير حياة كريمة للصحافي وتوفير الحماية التامة التي تجعله يؤدي عمله في أريحية دون ضغوط من أحد.
وتوفير معاش مناسب لمن أحيلوا إلى سن التقاعد، وغيرها من الأمور التي يعلمونها هم أكثر مني فأهل مكة أدرى بشعابها.
وفى اعتقادي أن هذا عرس للديمقراطية أيا كان من سيكسب المعركة الانتخابية، فالكل كسبان ، من سيكسب ترفع له القبعة وينبغي على الجميع تهنئته لماذا لأنها فترة وستنقضى إن أحسن سيحسن الجميع إليه وإن أساء فلن ينتخبه أحد مرة أخرى وتلك هي الديمقراطية.
فالكاسب الحقيقي اليوم هو جمهور الصحفيين الذين قدموا صورة مشرفة للصحافة المصرية من خلال مشاهد حضارية ستبث عبر فضائيات العالم كله.
صورة مشرقة للانتخابات الحقيقية التي نتمنى أن تسود في كل انتخاباتنا النيابية القادمة بعيدا عن الرشاوى والمحسوبية وشراء الذمم بالمال السياسي العفن وهذا هو الخسران المبين.
فالخاسر هنا ليس المرشح وإنما الخاسر هو المواطن البسيط الذي لن يجد من يدافع عنه ويأتي له بحقوقه.
هنيئا لأسرة الصحافة المصرية بهذه الروح التي شاهدناها اليوم، عبرت عنها الصورة التذكارية جماعات أو فرادى بين جموع الصحافيين أمام النقابة وداخلها.
هنيئا لكم أحبتي بهذا العرس الراقي الجميل بعيدا عن التكلف ، عرسه عنوانه المحبة.
أستاذ الفلسفة بآداب حلوان