

جمال عبدالصمد
أيادٕ تبني المستقبل
يُعد مفهوم كلمة العمل أو الوظيفة عبارة عن القدرة على بذل مجهود وأداء مهمة نظير عائد مادي ثابت أو متغير، كما أنه وسيلة لتحقيق الذات، وتنمية القدرات والمساهمة الفعالة في عملية الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي للأسرة خاصة والمجتمع عامة.
يشهد اليوم الأول من شهر مايو كل عام مناسبة عالمية تتجاوز الاحتفالات الشكلية وتغوص في أعماق تقدير العمل والأيدي العاملة ودورها المحوري في بناء الحضارات وتقدم المجتمعات، حيث إن عيد العمال ليس مجرد عطلة رسمية، بل هو وقفة للتأمل في تاريخ طويل من النضال والتضحيات التي قدمها العمال في سبيل تحسين ظروف حياتهم وضمان حقوقهم الأساسية.
تحتفل مصر بعيد العمال باعتباره مناسبة وطنية مهمة، وتتنوع مظاهر الاحتفال لتشمل: اليوم الأول من شهر مايو عطلة رسمية في مصر، تقديرًا لدور العمال في التنمية، بالإضافة إلى إقامة احتفالات وفعاليات تكريم العمال المتميزين في مختلف القطاعات "الخاصة والحكومية، وذلك للتأكيد على أهمية دورهم في بناء الوطن، كما تولي وسائل الإعلام المصرية اهتمامًا خاصًا بعيد العمال، من خلال تسليط الضوء على قضايا العمال وإنجازاتهم وتطلعاتهم، كما تشمل مظاهر الاحتفال بعيد العمال فعاليات وأنشطة تنظمها النقابات العمالية لأعضائها، وتتضمن ندوات ومؤتمرات ولقاءات تهدف إلى تعزيز الوعي بحقوق العمال ومناقشة قضاياهم والوقوف على سبل حلها.
إدراكًا بقيمة الأيدي العاملة، وأهمية ودور العمال في بناء المجتمع، بذلت الدولة المصرية تحت قيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي جهودا كبيرة ومتنوعة من أجل تحسين البيئة المحيطة بالعامل، وذلك من خلال المبادرات والقرارات الخاصة بدعم الأيدي العاملة، منها استراتيجيات عملية تصب في صالح العمال بكافة القطاعات "الخاصة والحكومية" ومنها: إصدار التشريعات وتطبيق القوانين التي تكفل حقوق العامل وتنظم العلاقة بينه وبين جهة عمله، بالإضافة إلى زيادة الحد الأدنى للأجور، وذلك من أجل الحد من تأثير التداعيات الاقتصادية ومواكبة الارتفاع في معدلات التضخم العالمية وزيادة الأسعار.
وتستمر جهود القيادة السياسية من أجل توفير حياة كريمة لجميع فئات المجتمع وخاصة العمال، وذلك من خلال تعزيز الحوار الاجتماعي عبر الاستعانة بالعمال وإشراكهم في صنع القرارات المتعلقة بقضايا العمل والتنمية، وتطبيق قوانين العمل التي تحمي حقوق العمال وتوفر لهم بيئة عمل آمنة وصحية، بالإضافة إلى مشروع ربط الخريجين بسوق العمل، فضلا عن السعي الدائم من أجل تحسين أوضاع العمال المادية والاجتماعية.
ختامًا.. بعد أن تم استعراض لمحة استكشافية عن عيد العمال، ودور الأيدي العاملة في بناء المجتمع، ومكانتهم المهمة في دوران تروس الاقتصاد، أتمنى إعادة وتسهيل تراخيص البناء، وفتح مجال المعمار لعودة الطيور المهاجرة من أصحاب الحرف اليدوية التي اتجهت الى العمل على التكاتك، نظرا لتوقف أعمال المعمار، وذلك لأن استمرار مهنة المعمار سيحمي الأيدي العاملة الماهرة "الصنايعية" من الانقراض.
أخيرًا، كل عام وكل يد عاملة بخير وبصحة وسلامة، عيد عمال سعيد على كل عامل خرج من منزله ساعيًا على لقمة العيش من أجل تلبية احتياجات أفراد أسرته والتي تختلف من فرد لآخر، كل عام وكل الأيدي العاملة المُنجِزة والمعطاءة بخير وأمان واستقرار، ونحيطكم علمًا أنه بعطائكم نستمر ونبني المستقبل.