عاجل
الثلاثاء 21 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

الإحتفاء بالجنوب ... الدورة الـ 14 ملتقى الاقصر الدولى للتصوير( 2-5)

استكمل معكم رحلتى الى الاقصر ..  نحن فى جزيرة الملوك بالبر الشرقى حيث إقامة فناني الملتقى والاستعدادات النهائية لمعرض الدورة ال14 لمتلقى الاقصر الدولى لتصوير، رأيت شبابًا وفتيات الجنوب يحملون لوحات فناني الملتقى، جذبنى ملامح جميلات الملامح سمراوات يحق لهن التباهى هن سيدات الجمال يسيرن بخطوة هادئة وحركة منتظمة يشبهن فتيات جداريات الضفة الشرقية، حيث قصور الملوك ومعابد الاقصر هم شباب كلية الفنون الجميلة جامعة الاقصر .



على مقربة من قاعة العرض، تجد الفنان الخزاف "هيثم هداية " دينامو الملتقى ومقرر اللجنة المسؤول عن أعداد كل ما يلزم الفنانين من تجهيزات، ومتابع لهم طوال فترة الملتقى، يجتهد لانهاء اى عقبات يتعرض لها الفنانون .

وحان موعد افتتاح المعرض بحضور كل من د. فتحي عبد الوهاب رئيس قطاع صندوق التنمية الثقافية ، بحضور ا.د محمد عبد القادر خيري نائبا عن محافظ الأقصر، أ . د محمد محجوب عزوز رئيس جامعة الأقصر، أ. وأعضاء اللجنة العليا للملتقي ومنهم أ. د خالد سرور رئيس قطاع الفنون التشكيلية ، أ.د أمل نصر الأستاذ بكلية الفنون الجميلة جامعة الإسكندرية، أ .د جيهان فايز الأستاذ بكلية الفنون الجميلة جامعة المنيا، أ. د صالح محمد عبد المعطي الأستاذ بكلية الفنون الجميلة جامعة الأقصر، ود. أحمد محيى حمزة عميدًا كلية الفنون الجميلة الاقصر. وعدد من الصحفيين والاعلامين .

بعد أن استعراض الحضور أعمال الفنانين، بدات الحفلة بعرض الفنان الكولومبي "ميجل بومر" فيلما توثيقيا عن الملتقي ، والقت الفنانة "ريهام قاسم" كلمة شباب الفنانين المشاركين.

وتوالت إلقاء الكلمات والتحيات من كل من نائب المحافظ، ود. فتحى عبد الوهاب، والفنان د. عماد ابو زيد قوميسر، وتم تكريم الفنان د عبد السلام عيد استاذ التصوير الجداري بكلية الفنون الجميلة جامعة الإسكندرية، توزيع شهادات المشاركة على الفنانين المشاركين بالدورة، وتخلل برنامج الحفل عرض راقص من فرقة الفنون الشعبية بقصر ثقافة الاقصر.  

وبداخل قاعة العرض عرضت لوحات 24 فناناً وفنانة، ثلاثة من الفنانين الاجانب هما (ميلكـا فويوفيتش "صربيا "، فاسيليـس جالانيـس" اليونان، ميجل بومر " كلومبيا"، وثلاثة فنانين من الدولة العربية ( د. صبيح كلش "العراق"، عوض أبو صلاح "السودان"، كمال ابو حلاوة "الأردن")، وعشرة فنانين مصريين (أحمد سنبل، حسام صقر، دعاء حاتم، رانيا فؤاد، فارس احمد، كريم حلمي، ماهر جرجس، محمد بنوي، محمد عرابي )، وشباب الورشة المصاحبة للملتقى (أحمد يحي البدوي، آية عبد المنعم، بلال قاسم، خالد العجيزي، ريهام قاسم، سلمي العشري، محمود عاشور، هدير زردق.  

ومن انطباعى الأول للأعمال، استرجعت معلوماتى عن أن الأيام الأولى بالملتقى والتقليد المتعارف عليه والمتبع وهو زيارة ميدانية للاماكن الاثرية بالاقصر البر الشرقى مدينة الحياة والبرالغربى مدينة الموت كما عرفوها بسطور التاريخ، وأيضا اللقاءات وتبادل الخبرات والندوات الثقافية التي أدارها الناقد" سيد محمود" لتسهيل التعارف وتعريف كل فنان بمسيرته الفنية ومشروعة الفنى والتقنى والفكرى والفلسفى، وإحداث اشتباكات فكرية من شأنها اثراء الرؤية الفنية.

لذا وقفت بقاعة العرض بعيدا نسبيا عن زحام الافتتاح، طرحت على نفسى تساؤلات مشروعة، أننا فى رحاب حضارة العطاء الفنى والفكرى والفلسفى، حضارة خالدة لأينفذ رصيدها، فيضان من الإبداع الفنى، بالتأكيد فنانو الملتقى وقعوا مثلما وقع ما قبلهم فى نفس الاشكالية التي سوف يقع فيها كل من يأتى بعدهم وهى: "كيف يمكن التحاور البصرى التشكيلى مع ثراء صياغات ومعالجات الحضارة المصرية من منحوتات وعمارة وتصوير ورسوم وجداريات ورموز وعناصر لا حصر لها ، وعظمة جماليات عنصرى الشمس والنيل الذي اسس فكرة الخلود، وصولا بمفردات مجتمع الجنوب من مشاهد حياتية بشرية ومكانية شكلتها الطبيعية .

وهل اتبع الفنانون الجمالية كما عرفها "ريد ": الجمال يسكن فى وحدة العلاقات الشكلية بين الاشياء"، أم كما عرفها لانجران: "إن العمل الفنى كلما كان معبرًا كان جميلا"، بالمحاكاة والسرد البصرى واستحضار الواقع أم بالتعبير الحر الحداثى والمعاصر.

المكان يفوح منه عطر الابداع هل أمر سهل على الفنان أن يستنشق هذا العطر ويجعله يحاور "فن بالفن"، وهل من الانصاف أن نبحث عن تأثير الفنان بالمكان فترة الملتقى، ربما فى ذلك يحدث قصدية المنجز الفنى وتعمد الفعل الفنى، فليس المقصود استنساخ مشاهد بعينة فالكاميرا والفوتوغرافيا يمكنها أن تقوم بهذا الدور،. لذا علينا الاخذ فى الاعتبار أن الفنان يملك حرية اختياره وغير ملزم بالتأثر لهذه الدرجة، التأثير والتأثر ليس له فترة زمنية محددة أو مقياس ومعاير ثابت،  ويتوقف على مدى استجابة الفنان للمثير المكان بحسب نظريات علم النفس .

والتساؤل الموضوعى والمنطقى هل يكفى أسبوعين لإحداث متغير واضح فى أسلوب الفنان سواء فى الأداء أو التقنية أو مستويات الفكر والمعالجة والصياغات .

أم نترك كل ماسبق ذكره لطرح أكثر اتساعًا أن المكان بالفعل مثيرًا بصريًا، ويمكن أن ينبت طرحًا فنيًا آخر بعيدًا عن مقارنتة بكونة فنان أقيم بلاد طيبة لفترة بسيطة، أنها جدلية الفن والتعبير والتأثر التي تشغل الفنان بصفة عامة.

وبعد تلك المحاذثة الذاتية تأملت اللوحات عن قرب وتقابلت مع الفنانين والفنانات، رغم أنى كنت أخشى أن أسئلتى تقيد رؤيتى لانها ظلت عالقة فى ذهنى وتتحكمت فى مسارى البصرى بحثًا عن إجابات، احتفاء فنى تشكيلى بالجنوب وعظمتة ما أعظم أن تكون الاجابات ملموسة ومحسوسة فى صورة لوحات صنعها فنانو المتلقى بأدواتهم الوجدانية والفنية والتقنيات كلا بخصوصية وبصمته، سوف تكمل تفاصيل فى الحلقة القادمة.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز