عاجل
الجمعة 3 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
البنك الاهلي

حلم الجنوب .. الدورة الـ14 ملتقى الأقصر الدولى للتصوير (5-5 )

 من جزيرة الملوك فى البر الشرقى بالاقصر وصلنا للحلقة الأخيرة من تغطية لفعاليات ملتقى الأقصر الدولى للتصوير الدورة الـ 14.



 

وقبل أن أترك الأقصر أوصانا أهالى طيبة بالأ ننسى أحلام الجنوب، وما كان منا إلا أن وعدنا بزيارة أخرى يومًا ما إن أطال الله فى أعمارنا.

 هذه الحلقة للحديث عن المشاركين من مصر الفنان د. محمد بنوى، والفنان فارس أحمد، والفنان ماهر جرجس . 

ومن الدول العربية  د. صبيح كلش - العراق، عوض أبو صلاح –السودان، كمال أبو حلاوة - الاردن.

ومن دول أجنبية ميلكـا فويوفيتش - صربيا ، فاسيليـس جالانيـس - اليونان ، ميجل بومر-  كولومبيا ) .

أما الفنانون فكل من ا.د محمد عرابى، ا.د. حسام صقرالفنان ا.د. عماد ابو زيد قوميسر عام الدورة، فقد أقمنا معهم حوارات خاطفة قبل تركنا الاقصر وسوف تنشر لاحقا.

 

الفنان د. محمد بنوى نفذ لوحتين أطلق عليهما عنوان "وداى الملوك"، عالم بنوى عالم مغاير لما اعتادنا عليه فى رؤية الأشياء والأماكن .

ذهب بنوى لرحلة قصيرة "بالمنطاد" وطاف فوق الاقصر وتأمل وتابع المشهد من أعلى رأى تكوينات لا يمكن إدراكها عند مستوى النظر مثل تقسميات الأرض الزراعية والشوارع والميادين ومعالم الطبيعية والنهر الخالد حاضن حضارة المصري القديم بمعطياتها المعابد والاعمدة والمنحوتات .

وتبعا لرؤيته اختار منظور "عين الطائر"Birds Eye  النظر للمشهد من مرتفع وكأنها عين طائر تحلق فوق الأماكن، تلك الرؤية مرجع التجريد الطائر، منحه العمق التصوير، واستكمل بنوى بتوظيف وتوليف خامات البيئة المرتبطة بالمكان، مثل رمال البر الغربى لكى تستوعبت الحلول الجمالية للمشهد .  

 

واستكمالا للحالة الفنية وإرضاء لعيون الطائر، أحضر بعض العناصر المجسمة السابقة التجهيز الصغيرة الحجم مثل الجعرانين، الكباش، الخرطوش، واشكال لمنحونات مصري قديم، وتم صبها بتقنياته التي تفرد بها، كما هو معروف عنه أنه يصنع خاماته بنفسه، ثم وزع العناصر فى أماكن متفرقة على مسطح لوحاته خلقت وحدة بصرية معبرة، وأيضا المجموعة اللونية خافتة الاضاءة متوافقة، ومن جانب آخر نفذ مع الفنانين الشباب ورشة عمل.

 

 

الفنان "فارس أحمد" مذاق بصرى معاصر، شارك بلوحتين معتمدا على "محاكاة الاثر" وهى محاكاة تعبيرية لمخزونه البصرى والثقافى المحمل بعشقه لتراث المصري بكل حضاراته بدون تميز، ففى إحدى لوحاته عبر عن قصة معبد الاقصر بيت عبادة لثلاث حضارات ليشير للعمق الثقافى بالمكان، وقام بتوظيف العناصر والايقونات التاريخية بشكل فنى حداثى أشبه بنقوش جدارية تقاوم التلاشى، ومجموعة لونية موحية لبعث الروح للمكان ولم يظهر الفواصل الزمنية بين تلك الحقب التاريخية.

 

ففى إحدى لوحاته ومن جهة اليمين، يتواجد ملامح من منحوتات الحضارة، منها "رمسيس الثانى" و"امتحونت الثالث" الذي شيد معبده من بقايا معبد قديم وهى مقصورة مقدسة لسيدة "تريزا" ذات الاصل الرومانى، ومن المزج المتواجد فى معبد الاقصر بين الفرعونى والرومانى واليونانى، نجد باللوحة من جهة الشمال يقف الامبراطور "دقلديانوس" تعبيرًا عن زمنة، وحولة طيور مسجد "ابو حجاج"، وخلفية كل هذه الرموز سماء الجنوب حاضنة الحضارات، خلق وقائع جمالية جديدة بأبعادها التعبيرية .

 

 

الفنان القدير "ماهر جرجس" حاور الحضارة بلغتها البصرية والفلسفية مثلما اتخد المصري القديم الرمز  للتعبير عن افكاره ومعتقداته، اتخذ أيضا الفنان من الرمزية والخيال مسار لتعبير عن معطيات الحضارة، بأسلوبه الخاص فى صياغة الرمز منحة لغة معاصرة بالتحوير والتبسيط دون أن يفقده هويته ودلالته، وذلك فى سياق فنى أسطورى، تتواجد بعض الاشكال الهندسية كالمثلث المستخدم كزخرفة ببيوت القرنة، ورموز منها زهرة اللوتس، مفتاح الحياة، والافعى ذات الارجل الآدمية إيهامًا أسطوريًا وفانتازيًا، ورمز النجمة الخماسية الكونية، قدمها تشكيليًا فى قراءة بصرية جديدة وضع مجموعة من النجوم تقف بشكل صف على صفاف النهر وكأنهم جنود حراس الأمان، ثم عادت النجوم الى سماء الجنوب يرافقها "الهلال" تعبيرًا عن تعانق الحضارات المصرية.

 

 بجانب وجود العنصر البشرى امرأة الجنوب السمراء ذات العيون المتسعة، تخفى ملامحها خجلًا، وتبعًا للرمزية الرموز، اتبع أيضا فلسفة الألوان كما اتبعها المصري القديم ، مجموعة لونية صريحة واضحة مشعة بالاضواء، منها مثلا الابيض تلك لون ملابس الكهة ورجال الدين ثم اتخدته المرأة لاظهار جمالها، والازرق الذي يمثل الطبيعة الابدية المقدسة وعلاقته البعث، والنيلى الذي الى يومنا هذا يحمل اسم النيل، الاحمر الذي يعتبر من الالوان الملكية الدال على النصر والمستخدم فى رسوم ورق البردى، الاصفر الرملى  المستوحى من أرض الجنوب .

 

 

ومن الدول العربية شارك الفنان د. صبيح كلش "العراق" بعملين هما تلاقى رموز للحضارة المصرية بالحضارة السومرية، أبو الهول فى مواجهة بصرية مع الأسد المجنح يربطهما الشكل الهرمى الهندسى، ويحيط بهما نصوص مستوحاة من الكتابات التصويرية الهيرورغليفية وأضاف إليها رمزًا حداثيًا هو "القلب".

 

 

ومن السودان شارك الفنان"عوض أبو صلاح"، سياق وصياغة تجريدية تعبيرية يسيطر عليها الرمادية، يظهر فى اللوحتين تكتلات بشرية فى كيان واحد بدون فواصل، حميمية متماسكة بالابنية والاماكن الممتدة ببراح المسطح التصويرى، تبدو البشر أقرب إلى حالة تلخيص لمنحوتات، رغم صمتها إلا أن المجموعة اللونية بعثية الحس، همسات لونية غنائية يصدر منها طبول الظلال والاضاءة .

 

 

 من الأردن الفنان "كمال أبو حلاوة" قدم لوحتين، معبرًا عما وراء الواقع بارهاصات ذاتية تاركًا لبصيرة المشاهد البحث عن المضمون، طرح جرىء فى التعامل مع السمطح التصويرى حالة تعبيرية محملة بالحكايات، ضربات لونية انفعالية وتفاعلية يغلب عليها الرمادى الضبابى ويقابلة الاصفر الرملى، عناصر بشرية متناثرة حائرة تجتهد بين الاختفاء والاحتماء، بين الوجود والفناء، بين السكون والصخب وكلاهما حالات شعورية نتجت من عفوية وجدانه.

 

 

ثلاثة فنانين من دول أجنبية الفنانة الصربية "ميلكـا فويوفيتش "جذبتها أحد المشاهد اليومية حيث مكان إقامة الملتقى استوحت منه فكرتها ونفذتها فى لوحتين، بناء التكوين اعتمد على وجود خط أفقى للارض وبراحها ولقائها بالنهر ويعلو اللوحتين "منطاد" الاقصر . اللوحةالاولى امرأة تجلس وخلفها النهر وجبال البر الغربى تبدو بعيدة، ملامح المرأة تقترب من ملامحها الشخصية اختيار رمزى لوجود ملكات المصري القديم تمسك بيدها طائر "الهدهد"، واللوحة الثانية رسمت "برجوولة" محملة بزهور ونباتات بأجواء رومانسية ساحرة.

 

 

ومن اليونان "فاسيليـس جالانيـس" جذبته االمناظر الطبيعية بأسلوب تعبيرى وتجريدى مختزل قام بتنفذ لوحتين معبرًا عن عالم من النباتات وأوراق النخيل منها ما هو لا يزال على قيد الحياة ومنها ما هو متهالك، والاوراق يتخللهما الضوء، كثافة وتعقيدات فى العلاقات المتشابكة بين أوراق النخيل والنباتات فى رمزية صعوبة فصل النخيل عن جذوره تماما مثلا نقول لا أحد يمكنه فصل الحضارة عن جذورها المصرية.

 

 

 ومن كولومبيا الفنان "ميجل بومر"، قدم عملًا تصويريًا واحدًا استلهم النجمة الخماسية المصرية التي تزين جدران ومعابد الأقصر، والتي تستخدم أيضا فى الكتابة التصويرية الهيروغليفية، قام باستخدام الرمل لتجسيدها "رمال أحضرها من قرية حسن فتحى" كنوع من التأكيد على الملمس، كما قدم عمله من خلال فيديو تم إذاعته يوم افتتاح المعرض.

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز