عاجل
السبت 7 سبتمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
We
ثورة 30 يونيو
البنك الاهلي
إنسان المستقبل بين عدالة توزيع المواهب وظلم الإمكانيات

30 يونيو.. ثورة بناء الجمهورية الجديدة 21

إنسان المستقبل بين عدالة توزيع المواهب وظلم الإمكانيات

إنسان مغاير لما نعرف الآن، يتطلب المستقبل بناءه، إذا ما أردنا للوطن الريادة، بل أصدقكم القول البقاء الفاعل.



ذلك الإنسان المنتظر بناؤه، قوته الأساسية تكمن في قدرته على التكيف والتأقلم، مع طوفان المتغيرات العالمية وتحديات ومستجدات الثورات العلمية الرقمية والتكنولوجية، وما خفي كان أعظم.

 

 

 

تحتاج كل أمة لطلائع تقود المجتمع للتقدم والتطور، تعتمد على مواهبه وعقول أبنائه النابهين الموهوبين في مختلف المجالات، علماء يهضمون ما وصل إليه العلم ويضيفون إليه الجديد، الذي يحمل أوطانهم والبشرية إلى محطات جديدة في قطار المُستقبل.

 

 

 

 لكن السؤال الذي ولّد لدي تلك الخواطر التي أشارككم إياها اليوم هو: هل المواهب حكر على الأغنياء من البشر والدول المتقدمة أم موزعة بعدالة بين الفقراء والأغنياء، أبناء الوطن الواحد، والدول المتقدمة والنامية؟!

 

 

 

سؤال التقطه من بين ثنايا نقاشات الجلسة الافتتاحية للمنتدى العالمي للتعليم العالي والبحث العلمي بنسخته الثانية، المُنعقد بالعاصمة الإدارية الجديدة، بتنظيم لائق من وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، برعاية وتشريف الرئيس عبد الفتاح السيسي.

 

 

 

في تلك الجلسة العلمية الأولى، التي أدار فيها الدكتور خالد عبد الغفار، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، الحوار مع ستة من القامات العلمية العالمية مختلفي التخصصات والخبرات؛ قضية: "تحديات وظائف المُستقبل من منظور عالمي"، التي سعت لمحاولة استشراف فرص العمل في المستقبل ومستجداتها ودرجة الكفاية المطلوبة لشغلها، ودور الدول والجامعات والمنظمات الدولية، في اكتشاف المواهب وتأهيل الشباب لملاحقة طوفان ثورة العلم ومستجداته المتلاحقة.

 

 

 

حاشدًا طاقات تركيزي، شاهرًا الرادارات النقدية والتحليلية المختبئة داخل جمجمتي، ألتقط الرسائل الجوهرية، مخضعًا إياها لمعامل التحليل العقلية، من بين ثنايا حديث الدكتورة ستيفانيا جنيني، مساعدة المديرة العامة لشؤون التعليم في منظمة اليونسكو، وزيرة التعليم والجامعات والبحوث السابق في إيطاليا، التقطت عبارتها بالغة الدلالة: "إن المواهب موزعة بعدالة بين الفقراء والأغنياء وبين شعوب الدول المختلفة، هذا ما تأكد منه العلماء، بينما الفرص الضرورية لرعاية تلك المواهب وازدهارها غير عادلة ولا متساوية".

 

 

 

وهي عبارة تمثل في اعتقادي العمود الفقري، لبناء استراتيجيات النمو والتقدم في أي دولة تسعى لتعظيم قدراتها، فالعقول النابهة والمواهب المتميزة تنجبها كل طبقات المجتمعات والأمم، بينما التفاوت في استثمارها، وليد فجوة القدرات بين التنوعات الطبقية والمجتمعية، وقدرات الدول فكريًا وسياسيًا واقتصاديًا.

 

 

 

تتآكل وتتلاشى المواهب، حين لا تجد من يغرس بذورها في بيئة صالحة للنمو، وعندما تفتقر لإرادة سياسية لاكتشافها وريّها بمياه التنمية والتأهيل، وتزدهر عندما تتوافر لديها منظومة الحماية والرعاية، فتثمر مُبدعين قادرين على النهوض بالأمة، وقيادة مسيرة التقدم.

 

 

 

تلك المنظومة عناصرها إرادة سياسية، وإيمان مجتمعي مستعد لمجابهة التحديات، جاد في تحمل المسؤولية، مناهج تعليمية تخلق عقولًا نقدية وبيئة حاضنة، ومفكرين وتربويين مؤهلين، مدارس وجامعات مؤمنة بحتمية بناء قدرات للمستقبل، مجهزة بالإمكانات الضرورية اللازمة لصناعة عباقرة يقودون الوطن للازدهار.

 

 

 

تُرى ما هي الموهبة، التي علينا اكتشافها وضمان تنميتها، هي مشتقة من الفعل "وهب"، تقول المعاجم، أي العَطيّةُ بدون مقابل، فالموهبة: الاستعداد الفطري لدى المرءِ للبراعة في مجالات الفن والعلم والعمل المختلفة، وهذا الاستعداد فطري يوهب للأفراد من قبل الله- سبحانه وتعالى- من دون تمييز بين غني أو فقير، ولا بين شعوب دول نامية أو متقدمة، مجانًا من دون تكلفة اقتصادية ولا ثمن.

 

 

 

يبقى السؤال: لماذا تنمو المواهب في المجتمعات المتقدمة وتضمحل وتتلاشى غالبيتها في المُجتمعات الفقيرة؟ 

 

 

 

لعل الإجابة باختصار، تكمن في الاستراتيجية، التي تنطلق من توافر الإرادة السياسية والمجتمعية، مرورًا بالقدرة على تحمل الكلفة الاقتصادية، لاكتشاف المواهب ورعايتها، وتنميتها، في مؤسسات تعليمية وجامعية وبحثية، تلاحق أحدث مستجدات العلم، للوصول بتلك المواهب لمرحلة جني الأمة ثمارها.

 

 

 

تلك الثمار أكسير الحياة والتقدم محليًا وعالميًا، عندما يرتبط العلم باحتياجات المُجتمع، ليكون في خدمة الشعوب، وهو ما نادت به البروفيسور "ستيفانيا"، مستدلة بخدمة العلم للعالم في مواجهة جائحة فيروس كوفيد 19، بجهد بحثي أثمر اللقاحات التي أسهمت في محاصرة الفيروس، والحد من مخاطره وضحاياه.

 

 

 

ستختفي آلاف الوظائف، وتتوالد تخصصات جديدة، في المُستقبل القريب، بفعل الثورة الرقمية والتكنولوجية، متسارعة القفزات، وهو ما يتطلب يقظة الدول النامية، وثورة تطوير في جامعاتها ومؤسساتها العلمية، لتقف مواليد مجالات العمل ووفياتها في السوق العالمية، ومهارات وقدرات المُنتج التعليمي الصالح لشغلها.

 

 

 

فجّرت "كاثرين ثورنتون"، رئيس مجلس إدارة مؤسسة الفضاء، الخبير بوكالة ناسا العالمية، مفاجأة بتأكيدها أن النماذج الموهوبة التي حققت نجاحات عالمية في ريادة الأعمال في دوائر طلابها، "توفر لديها الإيمان بالقدرة على تحقيق أهدافها وأحلامها في مجالات حديثة ومبتكرة، وهذا الإيمان لم يكن وليد مناهج جامعية، قطعًا تقول، بل وليد تنشئة أسرية".

 

وهنا تضع أيدينا على دور الأسرة، ولتأدية الأسرة هذا الدور علينا أن نواجه التحدي الأكبر وهو المنظومة الفكرية والثقافية للمجتمع، ذلك الذي ما زال مؤمنًا بـ"إن فاتك الميري تمرغ في ترابه"، وهي ثقافة تحتكر الأمان الوظيفي والمعيشي في الالتحاق بوظيفة في القطاع الحكومي، يتقزم الطموح ويفنى الحلم ويُقتل الإبداع جنينًا قبل مخاضه.

 

 

 

بالعودة إلى البروفيسور كاثرين، التي نصحت بتشجيع الأبناء الطلاب على الحُلم والابتكار والتفكير في ريادة الأعمال، محذرة من الوقوع في خطأ دفع الأبناء لدراسة تخصصات جبرًا، ناصحة بأن يكون دورنا تعريفهم بما سيكون عليه في المُستقبل المتفوقون في دراسة كل تخصص، وتركهم لاختيار ما يخلصون إليهم بقناعاتهم ويرون فيه تحقيق أحلامهم.

 

 

 

تقول كاثرين: "اهتمامنا يجب أن يكون منصبًا على جميع الطلاب، وليس فقط الموهوبين، فهناك من نحتاجهم لاستخدام التكنولوجيا وتطبيقاتها، بينما الموهوبون يضيفون للبحث العلمي الإبداع والابتكار".

 

 

 

إذًا مستقبل مصر وتقدمها رهن قدرتها على بناء الإنسان، واكتشاف الموهوبين من أبنائنا ورعايتهم، ليقود العلماء المجتمع للتقدم، ويجيد جملة الشعب استثمار منتجات العلم، في التغلب على التحديات وتحقيق المنجزات.

 

 

 

تلك الرعاية بوجود الرئيس عبد الفتاح السيسي، تتحقق لها الإرادة السياسية، فقد أعلن وشرع في تحقيق استراتيجية بناء الإنسان المصري، صحيًا وعقليًا، وهب الله مئات الآلاف من الشعب العظيم مواهب لا تقل عن نظيراتها بالعالم المُتقدم، إن لم تكن تفوقها بكثير، ما ينقصنا بيئة حاضنة، وأسر واعية مؤمنة بالإبداع ومتطلبات العصر، وقدرة اقتصادية وجامعات بجودة عالمية، تقدم منتجًا تعليميًا مؤهلًا لسوق عمل عالمي، سلاح التنافس فيه امتلاك القدرة العلمية والتكنولوجية.

 

 

 

الدكتورة هالة السعيد وزيرة التخطيط، تجولت في بنود استراتيجية مصر 2030، مهرولة، تسابق الوقت، لاستعراض المحاور الخمسة لبناء الإنسان المصري، منطلقة من الإرادة السياسية التي تمتلكها الجمهورية الجديدة، بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، لتمر على المحور الأول، وهو تطوير التعليم ما قبل الجامعي، وصولًا إلى الاستعداد لمواكبة تحديات وتطورات التكنولوجيا المتسارعة، بتطوير الجامعات لتقدم مُنتجًا تعليميًا يمتلك مزيجًا من المهارات التي تتطلبها وظائف المستقبل، مثل "الذكاء الاصطناعي وعلوم الفضاء والتفكير النقدي، والبيك داتا".

 

 

 

تلك التحولات في مناهج التعليم وأقسام الجامعات تتطلب مضاعفة عدد الجامعات، مع الاهتمام بالجودة التعليمية، يتوازى مع ذلك النهوض بالتعليم الفني، وربط الدراسة به باحتياجات التنمية الاقتصادية في مصر، وسوق العمل للمساهمة في تلبية احتياجات التنمية.

 

 

 

ميزة ديموغرافية تمتلكها مصر، لا تتوافر للكثير من الدول، ترتكز وتستهدف خطط الدولة، وتعزيزها واستثمارها، تقول السعيد، ثروة مصر شبابها الذي يمثل 60% من شعبها، لذا تضاعفت قيمة الاستثمار في الجامعات، بنسبة 100%، لتحقيق متطلبات الاستثمار في الثروة البشرية، بتنمية علمية وسلوكية لبناء كوادر قادرة على الإدارة والقيادة.

 

 

 

على طريق طويل، يتطلب مزيدًا من طاقة العمل والحركة والإنجاز لقطع مسافات زمنية ليست بالقصيرة، وضعت مصر قدميها باستراتيجية بناء الإنسان، تتقدم في المسير بقدر النجاح في تحقيق تلك الاستراتيجية، التي تستهدف تطوير منظومة التعليم الجامعي وما قبله، لبناء عقليات تهجر الحفظ والاستذكار إلى الفهم والنقد والإبداع والابتكار.

 

 

 

وهنا استدعي عبارة استوقفتها قبل أن تمر مع غيرها من حديث الدكتور خالد عبد الغفار، أنسخها قبل أن أتركها تمر: "نعمل للمستقبل، فإذا لم نكن موجودين فيه، فإننا مسؤولون عنه".

 

 

 

نعم، دكتور خالد، لم تبالغ فيما قلته، وربما يؤكد ذلك ما تطرقت إليه الدكتورة هالة السعيد، من اهتمام الاستراتيجية الوطنية بمحور الإعداد المهاري السلوكي، من خلال الأكاديمية الوطنية للشباب، التي تعمل على تأهيل الشباب للقيادة، ومدينة المعرفة التي يجرى تشييدها بالعاصمة الإدارية الجديدة، لتأهيل روادها للدراسات الرقمية ورعاية المُبدعين في هذا المجال، للاستفادة من الثروة البشرية.

 

 

 

الثروة البشرية، عبارة ذكرتها الدكتورة هالة، بما يعكس فهمًا مغايرًا للحكومة، يُدرك أن المصريين ثروة بشرية، تتطلب خططًا للاستثمار الأمثل، وفي الجامعات ذات التخصصات الحديثة، أمل، لذا يؤكد الدكتور خالد عبد الغفار، اهتمام مصر بتأسيس جامعات أهلية جديدة متقدمة، وجامعات تكنولوجية ترقى للمستوى العالمي، وفروع لست جامعات دولية جديدة بالعاصمة الإدارية، بالتوازي مع جهود تطوير الجامعات الحكومية، التي تحتضن الكتلة الحرجة من طلاب التعليم الجامعي.

 

 

 

 

 

 

 

"جادين بإرادة لا تلين"

 

 

 

 

 

 

 

 

لكن هل مصر جادة في خلق بيئة كاشفة وحاضنة ومؤهلة للمواهب، هل مصر جادة في امتلاك قدرة بناء إنسان مصري مؤهل للقيادة والريادة وملاحقة تطورات مستجدات التكنولوجيا؟!

 

 

 

الرئيس عبد الفتاح السيسي، أجاب بحسم عن تلك الأسئلة، التي قد تدور في الأذهان دون أن يطرحها أحد عليه، مشددًا في تعقيبه على المتحدثين: "جادين بإرادة لا تلين، في مواجهة تحدياتنا والنهوض ببلدنا".

 

 

 

هذه الجدية، وتلك الإرادة التي تحدث عنها الرئيس، نابعة من تقدير موقف واقعي، ومصارحة للنفس بحقيقة وتحديات حاضرنا، وما نصبو إلى بلوغه في المستقبل.

 

 

 

تحدث العلماء عما ينبغي أن يكون، فتحدث الرئيس عما هو كائن، من موقع التنفيذي، يُدرك ويواجه تحديات تطبيق الاستراتيجيات، يُدرك أن المعرفة كنز، فطرح على العلماء بالمنصة سؤالًا مهمًا بهدف توليد الأفكار قبل أن يهديهم الإجابة، قال الرئيس: إذا كانت المعرفة وتنميتها الكنز الخفي، فما هي القدرات اللازمة للحصول على ذلك الكنز، وهل المطلوب إتاحة التعليم للجميع، أم الإتاحة والجودة؟

 

 

 

يُضيف الرئيس سؤالًا آخر: ما مدى توافر الإتاحة والجودة في دول العالم الإسلامي- بمناسبة مشاركة الدكتور سالم بن محمد المالك مدير منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة- يجيب الرئيس:  كمسؤول تنفيذي عن دولة أقول لحضراتكم: كان لدينا في مصر إتاحة تعليم للجميع، لكن بمنتهى التواضع والوضوح، لم يكن التعليم المُتاح بالجودة التي توجد في دول العالم المتقدم.

 

 

 

وبصراحة تعكس عمق الإدراك للتحديات قال الرئيس: عملنا على أن تكون لدينا جامعة لكل مليون مصري، أي مئة جامعة، وأن تكون تلك الجامعات ذات جودة عالمية، وهذا يتطلب قدرات اقتصادية كبيرة، لا تتوافر للكثير من الدول، بل وثقافة تعليم من نوع آخر، ليكون البحث العلمي ليس مجرد حصول على درجات علمية، بقدر ما يكون هدفه خدمة المجتمع.

 

 

 

وذهب الرئيس من جديد، للتأكيد على جرائم الفكر المتطرف، لكنه اصطحبنا إلى زاوية جديدة، مشيرًا إلى أن الفكر المُتطرف خلق عدم استقرار سياسي في العديد من بلدان العالم الإسلامي، فانشغلت الحكومات عن التنمية، والاهتمام بالتعليم، في ظل اهتمامها بمتطلبات استعادة الأمن والاستقرار.

 

 

 

لذا وجه الرئيس رسالته إلى دول العالم الإسلامي بوضوح: أقول لكم انتبهوا لخطورة الفكر المتطرف، وللعالم: على العالم أن يُدرك أن المتطرفين لا يمثلون الدين الإسلامي ولا تعاليمه.

 

 

 

وبلهجة حاسمة قال الرئيس السيسي: نحن جادون ونمتلك إرادة لا تلين في مواجهة تحدياتنا، وفي القلب منها تطوير التعليم، مذكرًا في الوقت ذاته بأن التعليم حق أصيل من حقوق الإنسان، ونحن مع منظمات حقوق الإنسان والغرب في الدفاع عن حقوق الإنسان، فلتعمل على مساعدة الدول الساعية للتقدم في تعزيز الحق في التعليم، فهو حق أصيل للإنسان.

 

 

 

يبدأ العلاج الناجع، برصد العرض، ودقة تشخيص المرض، ومهارة وصف العلاج، وقد رصدت مصر العرض، وشخصت المرض، ووضعت استراتيجيات العلاج، وهي بذلك قطعت الشوط المهم، ويبقى الأهم وهو القدرة على توفير نفقات العلاج، وإيمان المريض بجدواه، ومن ثم الالتزام بتناول جرعاته، إذا تمكنا بإذن الله، من خلق بيئة تكاملية، وإيمان مجتمعي بحتمية النهضة العليمة، نستعيد الريادة الحضارية، ففي هذا الوطن ملايين العقول الذكية، ومئات الآلاف من المواهب.

 

 

 

إلى جانب الرئيس كان يجلس نموذج، يؤكد تفرد المواهب المصرية، بطل عالمي هكذا وصفه البروفيسور مايك ماكيردي، رئيس الكلية الملكية للأطباء والجراحين في إسكتلندا قائلًا: البروفيسور مجدي يعقوب نراه في إسكتلندا وبريطانيا بطلًا، وأعتقد يراه المصريون كذلك".

 

 

 

"مايك"، تطرق للقائه الرئيس السيسي في مؤتمر المناخ العالمي، والنقاشات التي شهدها اللقاء، وهو يعكس استراتيجية الرئيس في زياراته الخارجية، تنوع اللقاءات وليد احتياجات الشراكات المصرية وتبادل الخبرات، يلتقي العلماء كما السياسيين والاقتصاديين.

 

 

 

في المُستقبل القريب يقول الدكتور مايك "قد يستطيع الدكتور مجدي يعقوب وهو في مصر إجراء جراحة دقيقة في القلب لمريض في غرفة عمليات بدولة أخرى، التكنولوجيا والروبوت سيمكّن أطباء من إرشاد أطباء آخرين عن بُعد، خلال إجراء الجراحات".

 

 

 

 

 

مع طوفان المعلومات المتدفق، وسهولة الحصول عليها، لن يكون الحفظ والاستذكار ممكنًا ولا ذا قيمة، بل ستكون القدرة على النقد والتحليل هي المهارة، المطلوب بناء كوادر قادرة على امتلاكها وتوظيفها، يؤكد البروفيسور مايك.

 

 

 

الخلاصة التي أصل بها إليك صديقي القارئ:

 

أن المُستقبل يتطلب إنسانًا من نوع آخر، يمتلك القدرة على التأقلم مع تطور عالمي غير مسبوق، ولا يمكن توقع سرعته، وما ينجبه من تحديات وتطبيقات، وما يتطلبه من مهارات وقدرات للتعايش والتفاعل.

 

 

 

لكن المؤكد، أن العلم بناء تراكمي، بلوغ قمته التي تقف عليها الدول المتقدمة، الآن، واضعةً تحت قدميها كل جديد لترتفع عليه، ومن ثم لا يمكن ملاحقة ارتفاعات القمم العلمية، إلا إذا بدأنا الآن- وبأقصى سرعة- اكتساب المهارات المطلوبة، للتأقلم مع تحديات ومتطلبات الواقع ومستجدات عصرنا، لنكون بمواصلة تنمية المواهب والقدرات، قادرين على ملاحقة الصعود إلى قمة المستقبل.

 

 

 

ولتحقيق ذلك التأقلم، جميعنا شركاء، حكومة، وشعب بداية من الأسرة المصرية والتربويين، مرورًا بالنخبة والمفكرين والأساتذة الجامعيين.

 

 

 

لتحيا مصر، قادرة واعية، تُدرك التحديات، تمتلك العلاجات، تؤمن بالمواهب، تُقدر الكفاءات، تُعظم قدراتها.

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز