عاجل
الإثنين 12 أغسطس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
البنك الاهلي

عاجل| حفيدة الزعيم أحمد عرابي تروي تفاصيل من حياته.. وسر "المانجو"

الزعيم أحمد عرابي
الزعيم أحمد عرابي

روت وفاء عرابي، حفيدة الزعيم الراحل أحمد عرابي، عن الجد واثق عرابي الذي كان أحد ضباط الجيش، أنه في التاسع من سبتمبر من كل عام كان يقوم بإحياء ذكري وقفة الزعيم الراحل أحمد عرابي من خلال تجسيد شخصيته ودوره أثناء وقوفه أمام الخديوي توفيق في ميدان عابدين يعتلي الحصان الأبيض الجامح رافضًا الظلم والإستبداد ومطالبًا بحقوق وحرية الشعب، بالتعاون مع أهالي القرية الذين كانوا ينتظرون هذا اليوم من كل عام ليشهدوا ما فعله عرابي، وبعد وفاته قام بإحياء الذكرى أحد أقاربه يدعى "عبد الفتاح عرابي" قبل رحيله هو الآخر.



 

 

وتابعت وفاء عرابي، أن الزعيم الراحل كان مشهودًا له بدماثة الخُلق والهدوء والحكمة والرزانة وطفلاً محبوبًا ومدللاً من والده الذي كان يفتخر به وبتفوقه وفصاحته وذكائه، وكان والده شيخ البلد ومن أعيانها ويمتلك83 فدانًا، لافته أن مسجد الغياثيه مبني من الطوب اللبن والذي تعلم فيه حفظ القرآن الكريم وتم هدمه وبناءه وتسميته بإسم الزعيم أحمد عرابي وتصميمه علي شكل طراز المسجد النبوي علي مساحة 1200 متر.

 

كان أهالي القرية والقرى المجاورة من محبي الزعيم الراحل أحمد عرابي يستقبلونه بمحطة القطار عند عودته حاملين أعودًا من الجريد كنوع من الزينه أو التشريفه آنذاك مرددين "ياصبايا الباشا جه يلا نروح طرح البلح"، طرح البلح كانت عبارة عن أرض كبيرة وبها شجرة مميزة تعطي رائحة جذابه كان يتكأ عرابي تحت ظلها.

 

وفي السياق ذاته، لفتت حفيدة الزعيم أحمد عرابي، إلى أنه أثناء تواجده بالمنفي بجزيرة سيلان تعرف علي فاكهة تسمي بالمانجا وكان يراها آنذاك للمرة الأولى ولا يوجد منها بمصر، فعندما تذوقها استلذ طعمها وأعجبته، فأرسل بذورها إلي مصر مع أحد أصدقائه من محافظة الغربية ليزرعها في أرض زراعية يمتلكها.

 

منذ مايقرب من أربعة عقود زار محافظة الشرقية سفير من دولة سريلانكا وطلب مقابلة أحد أفراد عائلة عرابي وتطرق خلال حديثه إلي اهتمام دولته بالإحتفاء بالزعيم الراحل لما قدمه من جهود لخدمة الدولة أثناء سنوات منفاه بسيلان والذي قام بتأسيس مدرسة أزهرية تعتبر صرحًا تعليميًا رائدًا تؤسس طلابها علي المناهج الدينية، مؤكدة علي وجود متحف له بسيلان يحوي مقتنيات وذكريات هامة.

 

وفي السياق تطرقت حفيدة الزعيم أحمد عرابي، إلي الحديث عن متحف الشرقية القومي بمسقط رأس الزعيم الراحل والذي أصبح وكرًا ومرتعًا لمتعاطي المخدرات ورمي القمامة والمخلفات دون رادع لهم، مطالبه بضرورة ترميمه لإحياء ذكري الزعيم الراحل وإعادة الشئ لأصله، مشيرة إلي منزله أيضًا المبني من الطوب اللبن أنه آيل للسقوط ويجب إعادة بناءه للحفاظ عليه شامخًا تخليدًا لذكري الزعيم الراحل. لفتت وفاء عرابي، أن متحف الشرقية القومي كان يضم 4 قاعات تحوي العديد من المقتنيات للتراث الشعبي والأواني الفخارية والتماثيل الأثرية واللوحات التاريخية، وصور للزعيم مع أقرانه والمتعلقات الخاصة بطلاب مدرسة بحر البقر جراء الهجوم الإسرائيلي منذ عقود وكان يأتي إليه الزوار من جميع أنحاء العالم وتم نقلهم إلي منطقة أثار تل بسطا.  

 

الجدير بالذكر أن محافظة الشرقية في التاسع من سبتمبر من كل عام تحتفل بعيدها القومي، لما يشهده هذا اليوم من تاريخ عظيم يدل علي قدرة الزعيم أحمد عرابي على الصمود ومواجهة الظلم والاستبداد وإعلاء كلمة الحق وإستعادة الحرية لشعبه، والذي يعد إحياء للذكري 140علي وقفة البطل الراحل الزعيم أحمد عرابي الأبن البار وقائد الثورة العرابية ابن قرية هرية رزنة مركز الزقازيق، عام 1881 ضد الخديوي توفيق أمام قصر عابدين بالقاهرة ، يعتلي حصانه الأبيض الجامح يلتف حوله جماهير الشعب عارضًا مطالب الأمة.

 

أما الخديوي توفيق رد عليه "كل هذه الطلبات لا حق لكم فيها وأنا ورثت ملك هذه البلاد عن أبائي وأجدادي وما أنتم إلا عبيد إحساناتنا"، وبكل شجاعة رد الزعيم أحمد عرابي عليه قائلاً :" لقد خلقنا الله أحرارًا ولم يخلقنا تراثًا أو عقارًا ،فوالله الذي لا إله إلا هو لا نُورث ولا نُستعبد بعد اليوم"، فوافق الخديوي توفيق علي مطالب عرابي وجيشه، وتم عزل رياض باشا من النظار وتعيين محمود سامي البارودي ناظرًا للجهادية، ليستعيد الشعب حريته.

 

ومنذ ذلك اليوم، اتخذت محافظة الشرقية منه عيدًا قوميًا لها دلالة علي القوة والشموخ، وهي ثالث أكبر محافظات الجمهورية من حيث المساحة وبها زمام زراعية كبيرة ومدينتي صناعيتين، وتشتهر بتربية الخيول العربية الأصيلة، وتتميز بزراعة وصناعة نبات البردي، وحرف مثل صناعة العرائس الخشبية والجديد والسجاد وصيد البط والطيور المهاجرة وغيرها. ولد الزعيم الراحل أحمد عرابي في يوم 31 مارس 1841 وتوفي 21 سبتمبر 1911 بقرية هرية رزنة التابعة لمركز الزقازيق، أرسله والده الذي كان عمدة القرية إلي تعلم الدين وحفظ القرآن الكريم وفي عهد سعيد باشا أمر بإلتحاق أبناء المشايخ إلي العسكرية.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز