محمد الجزار
ترامب ولاية ثانية واستثنائية بأعلام منكسة لرحيل كارتر
الاثنين القادم هو عودة ترامب إلى البيت الأبيض، الرئيس 47 فى تجربة استثنائية لفترة رئاسية ثانية وصاحب 79 عاما والأب لخمسة أولاد وعضو قائمة فوربس للمليارديرات، فى ظروف صعبة للغاية داخل وخارج أمريكا حيث الأعلام منكسة بسبب إنزال الأعلام لمدة شهر لوفاة الرئيس الأمريكى الأسبق جيمى كارتر وهى المرة الثانية التي يتم تنصيب الرئيس الأمريكى والأعلام منكسة حيث تمت من قبل مع الرئيس نيكسون فى يناير 1973بسبب وفاة الرئيس هارى تورمان وأيضا فى ظل أحزان وفيات وجرحى الحرائق، وقد رتب حزب الجمهوريين لإقامة حفل تنصيب أسطورى، وجمعوا ملايين الدولارات من التبرعات كما تسابق المليارديرات من الأمريكيين الباحثين عن الشهرة والسلطة على دفع مليون دولار ليكون لهم حق حضور حفل العشاء مع الرئيس الجديد، ووسط مخاوف كبيرة لكل ما يحدث فى العالم ولدرجة أن ترامب نفسه فى موقف لا يحسد عليه من أن الاحتفالات ستتم فى ظل الأعلام المنكسة على المبانى الحكومية والحداد على رحيل الرئيس الأسبق «كارتر». كما يواجه ترامب مع قدومه توابع حرائق الغابات المدمرة التي حولت مدينة «لوس أنجلوس» الشهيرة لدمار شامل وتخيم بآثارها على الولايات المتحدة.
عملية انتقال السلطة تتم وسط ترقب كأنها لعبة «القط والفار» بين بايدن الديمقراطى وترامب الجمهورى الذي يراقب قرارات الساعات الأخيرة لبايدن، وانتظارا لقرارات ترامب التي يتم إعدادها لتصدر فور عودته للبيت الأبيض، ورغم السهولة التي تم بها الاعتماد الرسمي لنتائج الانتخابات، والسرعة التي اعتمدها ترامب فى اختيار المرشحين للمناصب الرئاسية، رغم المخاوف الكبرى من الأشخاص المطروحة للمناصب وهناك اعتراضات مهمة على بعض المرشحين داخل أوساط الجمهوريين كما فى حالة مذيع التليفزيون المرشح وزيرًا للدفاع، وهناك انتظار لباقى التعيينات التي تصل إلى عدة آلاف من المستشارين والمساعدين وكبار الموظفين الذين يحلون بدلًا من نظرائهم الديمقراطيين فى مختلف الوزارات والمؤسسات الاتحادية، وهو مشهد يتكرر مع كل انتخابات والجميع فى حالة من الترقب بسبب شخصية «ترامب» والصراعات السياسية والقضائية التي لازمته منذ ولايته الأولى وحتى الآن. ترامب يتهم المسؤولين فى الإدارة الديمقراطية بمطاردته باتهامات يراها ملفقة وغير صحيحة ويتوعد بمحاسبة مَن تجاوز القانون فى هذه القضايا، بينما «بايدن» يقول إنه سيستخدم سلطاته حتى اللحظة الأخيرة لحماية المسؤولين الديمقراطيين «انتقام» ترامب وإصدار قرارات رئاسية تمنع مساءلتهم أو الإضرار بهم.
وسيجد ترامب صعوبة أكبر فى سحب الولايات المتحدة من الصراعات المحتدمة فى العالم، لأن قواعد اللعبة قد تغيرت منذ عام 2017.
ومن المتوقع أن تكون هناك بعض الاختلافات المهمة فى سياسات ترامب الخارجية بين ولايتيه الأولى والثانية، أهمها أن ترامب سيتولى منصبه ومعه فريق أمن قومى أكثر تجانسًا مما كان عليه عام 2017، إضافة إلى أنه ستكون لدى الأطراف الإقليمية والدولية الفاعلة قراءة أفضل بكثير لطبيعة ترامب الذي سيدير سياسته الخارجية بثقة فى الولاية الجديدة، غير أن إخضاع العالم لشعاره «أمريكا أولًا» سيبقى محل شك كبير، خاصة أن هناك تصورا عاما دوليا بأن عصر الاستثناء الأمريكى قد انتهى وأننا أمام عالم متغير وقوى جديدة وتحالفات إقليمية واقتصادية ويجب احترام الجميع والعيش والتعاون معهم تجنبا لحرب عالمية ثالثة.