عاجل
السبت 20 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
التثقيف الصحي
البنك الاهلي

خبراء: توجيهات الرئيس السيسي عن الصحة الإنجابية تساعد على إنجاب طفلاً سليماً

الرئيس عبد الفتاح السيسي
الرئيس عبد الفتاح السيسي

- د. بسنت صالح: جهل الفتاة بما يؤهلها للحمل والإنجاب أحد أسباب "الطلاق"

 

- د. ناهد القاضي: نواة لصحة أفضل لبناتنا وأطفالنا مستقبلًا

 

- د. رحاب الدسوقي: فرص الإنجاب تتأثر سلبًا بالتغذية غير السليمة

 

 



كانت المبادرة التي أطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسي، الاثنين الماضي، للكشف على الراغبات في الإنجاب، مفاجئة، من حيث استهدافها شريحة مجتمعية تشكل نواة أساسية لأطفال المستقبل، وهي تضمن- مع مبادرات أخرى مثل "الكشف المبكر عن حديثي الولادة"- مستقبلًا يتمتع فيه أطفالنا بصحة أفضل، ما ينعكس ايجابيًا على جودة الحياة بشكل عام.

 

 

 

وطالب الرئيس السيسي الأسرة المصرية بتهيئة أنسب الظروف لإنجاب طفل، قائلًا: "إننا يجب أن نعترف بتقصيرنا جميعا إزاء الاهتمام بهذه الشريحة من دون حرج".. كما طالب الأهالي بأن يراقبوا وزن وصحة أطفالهم باستمرار، واتباع أنظمة غذائية صحية.

 

 

 

خبراء الصحة العامة والتغذية، والعلاج الطبيعي، وأساتذة أمراض النساء والتوليد، كشفوا لـ"بوابة روزاليوسف" عما يشبه عالما مستقلا بذاته تستهدفه هذه المبادرة الرئاسية الجديدة، وذلك من واقع معايشتهم اليومية للراغبات في الإنجاب، معبرين عن سعادتهم لإطلاقها كونها تحمل رسالة وهدفًا لإنجاب طفل بصحة جيدة.

 

 

د. بسنت صلاح
د. بسنت صلاح

 

تقول الدكتورة بسنت صالح، استشاري الصحة العامة والتغذية العلاجية: إن جزءًا كبيرًا من صحة الأسرة والصحة العامة يأتي من خلال التوعية، لأن الناس ليس لديها معلومات كافية بشأن الاهتمام بتغذية المرأة قبل وأثناء الحمل، ولهذا فإن المبادرة تساعد بشكل كبير في نشر التوعية بهذا الأمر، وتلقي الضوء على أهمية إنجاب طفل سليم، ويتمتع بصحة جيدة.

 

 

 

وحول ما يجب فعله لتوعية الفتيات عن الاهتمام بصحتهن وأجسادهن قبل وأثناء الحمل، قالت إنه يجب انتظام التغذية خلال فترة الحمل، وقبل الحمل يجب على الفتاة أن تحافظ على وزنها وعدم التفكير في زيادته تحت أي سبب لأن ذلك يؤثر عليها وعلى الجنين مستقبلًا، ولذلك يجب الاهتمام بطبيعة الأكل والإكثار من شرب المياه، لافتة إلى أن زيادة الوزن الطبيعية تتراوح بين 12 و15 كجم على مدار التسعة أشهر، ويجب أن يكون الطعام خلال تلك الفترة مشبعًا بالسعرات الحرارية العالية التي تساعد على تحمل مشقة الحمل، مثل عسل النحل والمربى، موضحة أن المبادرة الرئاسية ستتيح تلك المعلومات على أوسع نطاق، بما يعزز من قدرة الفتيات والمرأة المتزوجة على مواجهة الآثار السلبية لتلك الفترة الاستثنائية في حياتهن.

 

د. ناهد حسين القاضي
د. ناهد حسين القاضي

 

من جانبها قالت الدكتورة ناهد حسين القاضي، أستاذ أمراض النساء والتوليد بكلية طب الأزهر: "المبادرة مهمة جدًا، خاصة لصغيرات السن والمتزوجات حديثا، فهي تطرح مفاهيم صحية مهمة وضرورية، لكن عدم الالتفات إليها والتوعية بأهميتها قد يؤدي إلى كوارث صحية لدى الأم الحامل وطفلها على السواء، ومن هذه المفاهيم التغذية السليمة، والمعدلات الطبيعية لزيادة الوزن، والتغيرات التي تحصل للأم مع نمو الجنين، وماذا يجب إتباعه في كل مرحلة من مراحل الحمل.

 

 

 

وأضافت أن إنشاء مراكز تعليمية للتوعية يضمن الوصول إلى أكبر عدد من الفتيات المقبلات على الزواج، وأيضًا الراغبات في الإنجاب، ويمكن أن يتم ذلك أيضًا من خلال حملات مثل تطعيم الأطفال، وبالتالي فأنا أتوقع أن تكون هذه المبادرة نواة لمستقبل أفضل لصحة بناتنا وأطفالنا، مشيرة إلى أنه يمكن أيضًا نشر ندوات من خلال الإنترنت حتى تصل الرسالة بشكل أسرع وبكل الوسائل المتاحة إلى أكبر عدد من السيدات والفتيات والراغبات في الإنجاب، بحيث يحصلن على المعلومة الصحية الصحيحة، ويبتعدن عن محاولة الوصول إليها من مصادر وصفحات إلكترونية غير موثوق بها.

 

 

 

وأوضحت أن الاهتمام بصحة المرأة الجسدية والنفسية، يمكنها من إنجاب طفل سليم، وفي الوقت ذاته يجنبها التأثير السلبي للحمل، وعلى سبيل المثال فإن المبادرة تضمن علاج ومتابعة الراغبات في الإنجاب قبل الحمل، وبينهن مريضات بأمراض مزمنة مثل السكري، وأيضًا تتطلب الأمراض النفسية تعاطي أدوية قد تؤثر على الحمل، ولذلك يجب أن يحدث الحمل بالاتفاق مع الطبيب النفسي، كما يجب تأهيل المرأة لمشقة الحمل، فالأمر ليس نزهة، لكنه تعب ومشقة، وتصاب الكثيرات بسببه بالتوتر الشديد والقلق.

 

 

 

وأشارت إلى أن إجراء تحليل "إتش آر" لإثبات توافق دم الزوجة مع دم زوجها لإنتاج طفل سليم من الأمور المهمة قبل الإنجاب، بالإضافة إلى إجراء التحاليل الخاصة بالخصوبة والهرمونات المتعلقة بالغدة النخامية بالمخ وهرمونات المبيض، بحيث تتأكد من عدم وجود أي خلل في جهازها التناسلي، سواء العضوي أو الوظيفي، حتى تستطيع إنجاب أطفال بصحة جيدة، وليسوا عبئًا على ذويهم.

 

 

 

وأضافت أنه يجب على المقبلات على الزواج أن يكون لديهن غذاء متوازن، يحتوي على العناصر الغذائية الأساسية، مثل البروتين والكربوهيدرات والفيتامينات التي تتوافر في الفواكه والخضروات الطازجة، بالإضافة إلى معالجة نقص الحديد والأنيميا، لتجنب عدم حدوث أي نزيف أثناء الحمل، كما يجب معالجة نقص فيتامين "دال" لتجنب تأخر الحمل، إلى جانب أخذ المكمل الغذائي الذي يساعد على ارتفاع حمض الفوليك في الجسم أو أكل الأطعمة الغنية به، لأن نقص هذا الحمض يسبب تشوهًا للجنين، مشيرة إلى أنه يوجد برنامج صحي وغذائي معين تحتاجه الفتيات قبل إقدامهن على الحمل، يشمل العناصر الغذائية والمواد الدهنية والأملاح المعدنية والفيتامينات، إلى جانب الإكثار من شرب المياه قبل وأثناء الحمل، بحيث لا يقل خلال فصل الصيف عن ثلاثة لترات يوميا، وفي الشتاء من لترين إلى لترين ونصف اللتر يوميًا.

 

 

 

ولفتت إلى أن التوعية الأساسية تكون من خلال الأمهات وطبيب أمراض النساء والتوليد، بالإضافة إلى أن هناك ندوات متخصصة في إعداد وتأهيل الفتيات، لكنها ليست منتشرة في مصر، وهو ما أعتقد أن المبادرة الرئاسية الجديدة ستعالج هذا الأمر، كما لفتت إلى أن المرأة وزوجها يحتاجان للتوعية عن التغذية السليمة والضرورية لفترة ما قبل الحمل وبعدها، إلى جانب التوعية بكيفية التعامل مع الحمل وأعراضه الجانبية، وهناك أيضًا تمارين رياضية يجب أن تمارسها المرأة أثناء الحمل.

 

 

 

وعادت الدكتورة بسنت صالح، لتؤكد أن من أسباب الزواج المبكر والطلاق، هو عدم امتلاك الزوجة المعلومات الكافية حول صحتها الإنجابية قبل الزواج، وبالتالي لا تعلم أن تأسيس بيت وإنجاب أطفال مسؤولية كبيرة تتطلب المحافظة على صحتها والكشف المبكر قبل الزواج، وأيضًا في حال رغبت في الإنجاب بعد الزواج، ومن هنا تأتي أهمية هذه المبادرة، فعندما تقرر المرأة أنها ترغب في إنجاب طفل، فإن عليها أولا أن تهتم بصحتها وببنيتها الجسدية، لأن الطفل يحتاج إلى رعاية صحية وتربوية ونفسية ومادية، وكل ذلك لن تقدر عليه زوجة صحتها ليست على ما يرام، إلى جانب أن إنجاب أطفال مسؤولية كبيرة والتزام مدى الحياة يفرض الحفاظ على الصحة، والمتابعة الطبية في مراحل العمر المختلفة.

 

 

 

وأوضحت أن معظم الفتيات اللاتي تصل أعمارهن إلى سن الزواج تكون بنية أجسادهن ضعيفة، ويعانين من نقص شديد في الفيتامينات خاصة فيتامين "دال"، ولذلك يجب عليهن أن يأكلن الأطعمة الغنية بهذا الفيتامين، مثل الفواكه والخضروات، بالإضافة إلى الأطعمة الغنية بالحديد مثل الكبدة واللحوم الحمراء، كما يجب أن يتعرضن لأشعة الشمس لمدة تتراوح بين عشر دقائق وربع ساعة يوميا، خاصة عظام اليدين والقدمين التي تسمى بالعظام الطويلة، إلى جانب أخذ مكمل غذائي مكون من خمسة آلاف وحدة دولية يوميًا، لمدة 6 أشهر.

 

د. رحاب عطية الدسوقي
د. رحاب عطية الدسوقي

 

وتقول الدكتورة رحاب عطية الدسوقي، أخصائية العلاج الطبيعي بجامعة القاهرة، إن الكثيرات على سبيل المثال لا يعلمن أنه يجب الابتعاد عن تناول الوجبات السريعة لأنها مليئة بالكولسترول، وتؤثر بشكل سلبي على توازن الهرمونات، مثل البروجسترون.

 

 

 

وتضيف: العناصر الغذائية التي تحتاجها أجسام الفتيات قبل الإنجاب هي الفواكه والخضروات، ويجب عليهن تناول الأطعمة الغنية بالمعادن والفيتامينات، مثل الكالسيوم، والحديد، والصوديوم، والبوتاسيوم، والفسفور، لافتة إلى أهمية حمض الفوليك لتجنب مخاطر الولادة المبكرة، إلى جانب ضرورة الابتعاد عن الضغوط النفسية.

 

 

 

وأشارت إلى أنه يوجد برنامج صحي معين قبل الحمل، يتضمن تناول أطعمة متنوعة من المجموعات الغذائية الأساسية، من بينها الحليب ومشتقاته، والخضروات، والفواكه، والنشويات، واللحوم، والبقوليات، إلى جانب كميات قليلة من الدهون.

 

 

 

وقالت: "أنصح الفتيات بالمحافظة على وزنهن، لأن زيادته أو فقدانه يؤثر سلبًا على القدرة على الحمل"، مشيرة إلى أنه يجب الابتعاد عن التدخين، وتقليل استخدام الهاتف المحمول قبل النوم، لأن الضوء المنبعث منه يؤثر بشكل سلبي على دورة النوم.

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز