عاجل
الإثنين 19 أغسطس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
البنك الاهلي
الأهداف السياسية للاستشراق

الأهداف السياسية للاستشراق

لا يزال حديثنا موصولًا حول الاستشراق وقضاياه. ومن هذه القضايا القضية الأم. الأهداف والدوافع، فهناك الأهداف الدينية وكذلك الأهداف العلمية، لكننا سنتحدث في هذا المقال عن الأهداف السياسية للاستشراق.



 

فإن الأهداف السياسية لم تكن ببعيدة عن الأهداف الدينية، من حيث إن الدوافع الدينية التي تراكمت في عقلية ووجدان الغرب وخلقت شعورا عدائيا ظل يتفاقم فلم يقف العداء عند حد مهاجمة الإسلام والكيد له والطعن على القرآن وسب وشتم النبي الكريم ﷺ، ومحاولة تحجيمه ومنع انتشاره ومقابلته بالحملات والإرساليات التبشيرية وإغداق الأموال واستغلال فقر الشعوب.

 

 بل تجاوز هذا الحد إلى حيث استقر في وجدان بعض الغرب أنه لن تقوم لهم قائمة طالما وأن هؤلاء المسلمين لهم القوة والغلبة، ومن ثم استقر في الضمير والوجدان ضرورة محاربة الإسلام بالقوة العسكرية في عقر داره ومثل ذلك توجها سياسيا.

وبدأت الحروب العسكرية من حملات تتارية ثم صليبية يشتد وطيسها ثم تخمد إلى أن خمدت في عهد صلاح الدين الأيوبي- رحمه الله- الذي أعاد للعرب والمسلمين والمسلمات هيبتهم، إلى أن عاد في صورة المشروع الصهيو-أمريكي في صورة بروتوكولات آل صهيون قبحهم الله وأصبح صراعا وجوديا بعد أن كان صراعا حدوديا.

 

 أنظروا أصدقائي الأعزاء إلى السياسة فليس الغرض التمكين لهؤلاء القردة حفدة الخنازير وإنما الغرض ضرب المعتقد في الصميم ضرب الدين الإسلامي لأنهم جميعا يعلمون أن هذا الدين سينهض من كبوته وسيعاود أمجاده رضي من رضي وأبي من أبي.  لكن المسألة مسألة وقت وتطهير وإعادة بناء وإصلاح ذات البين وإصلاح أنفسنا أولا.

 فالفشل الذريع الذي منيت به أوروبا في حروبها الصليبية ضد المسلمين في الشرق قد عمق لدى الأوروبيين الشعور بالعداء للإسلام والمسلمين لما يمثلانه من خطر على أوروبا سياسيا وعلى شعوبها دينيا وثقافيا وأثمر هذا الشعور إصرارا على أنه ضرورة العمل من أجل القضاء على المسلمين بالقوة العسكرية والذي يعد ذلك بمثابة هدفا سياسيا.

 

 ولكن هل سيفلحون، نقول ولا يفلح الساحر حيث أتى.. ونقول لكل جواد كبوة وكبوتنا أتمنى ألا تطول حتى ينجز لنا الله وعده، إن الله بالغ أمره. وهيهات هيهات لما توعدنا، افعلوا ما شئتم كيدوا.. امكروا.. دبروا.. اعقدوا صفقاتكم.. أنفقوا ملياراتكم.. فستنفقونها ثم تكون عليكم حسرة ثم تغلبون.

 

أستاذ ورئيس قسم الفلسفة بآداب حلوان  

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز