عاجل
الخميس 11 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

اللي مالوش كبير

"اللي مالوش كبير" .. استشاري أسري: من يمارس العنف ليس له كبير

تتر مسلسل اللي مالوش كبير
تتر مسلسل اللي مالوش كبير

شهد مسلسل "اللي مالوش كبير"، بطولة ياسمين عبد العزيز، وأحمد العوضي، والذي يشارك في سباق الدراما الرمضانية 2021، جرعة زائدة من العنف ضد المرأة، وخاصة العنف الأسري الذي وصل إلى ذروته.



 

 وتناول مسلسل "اللي مالوش كبير" قضية من أخطر القضايا التي تقع فيها الفتيات والنساء بسب قسوة الأهل، وهي اللجوء للزواج غير متكافيء دون أدنى تفكير هربًا من عنف أهلها، معتقدة أنه المخرج والملجأ الوحيد للهروب من ضغط  وجبروت الأهل والوصول إلى بر الأمان، ولكنها للأسف تنتقل إلى حياة أشد قسوة وشراسة وزواج فاشل.

 

من جانبها تقول دكتورة إيمان عبدالله، أستشاري الإرشاد الأسري والصحة النفسية، أن اسم المسلسل "اللي مالوش كبير" متوظف بشكل صحيح، لأن أصحاب العنف أو من يخوضوا فيه ليس لديهم كبير، فقصة المسلسل تنبذ العنف وتحاربه بشكل يليق بالدراما، والقصة من البداية هي التنشئة الاجتماعية الخاطئة للأسر، التي تعزز من التربية الذكورية وتمحو شخصية الفتيات اللاتي يعتبرونهم نوع من أنواع الحمل المادي عليهم خصوصا في الأسر الفقيرة، حتي الأسر غير الفقيرة منهم من يتمني زواج بنتهم من الثري مهما كان سنه وهنا يبدأ عدم التكافؤ وعدم التوافق الزواجي، لأن الفتاة تتزوج من شخص لا تتقبله لأن الزواج قبول، والزوج يأخذها من بيئة فقيرة فيتعظم عليها بهذه النقود ويفرض سلطته عليها وعلي أسرتها، وفرض السلطة والسيطرة نوع من أنواع العنف.

 

وأوضحت د.إيمان أن الضرب والإهانة والسب والتعذيب والضرب الجسدي والجنسي والعنف المعنوي كلها من أنواع العنف التي تتعرض لها شخصية "غزل" في المسلسل، فتعيش في بئر عميق مظلم من العنف وهي ليس لديها كبير، ويقول المثل أن من ليس له كبير يشتري له كبير وهي تحاول تشتري كبير ولكن في الإطار النفسي العميق اللاواعي تشعر بالكبت وأنها مقهورة ويمارس عليها العنف منذ الطفولة وحتي الزواج وهذا يجعلها تحاول أن تشتري كبير،  من خلال شقيقها فوجدته ضعيف وأهلها كلهم تحت قبضة زوجها، فحاولت تشتري حياتها من خلال جريمة بشعة بالاتفاق مع بلطجي وهو شخصية الخديدوي وتتفق معه على قتل زوجها لأنها تريد الخلاص من هذه المقبرة، وهذا الجحيم  يتمثل في صورة قصر وصورة تابوت وهي سيارتها المطعمة بالذهب.

ونصحت الاستشاري الأسري أنه لابد من البداية أن نختار صح ولكن "غزل" كانت مجبرة، والكلام هنا موجه للفتيات اللاتي يريدن النجاة من فقر الأب كي تعيش حياة الثراء، فالحياة ليست مادية فقط، لكنها حياة اعتدالية منظمة مخططة لها أضلاع ثلاثة هي ضلع اجتماعي وضلع بيولوجي وضلع نفسي، والمادة هي جزء من الحياة الاجتماعية وهي تزوجت جزء من ضلع وبالتالي من المنطقي أن تعيش حياة غير متزنة وحياة لديها العديد من الآثار النفسية من الضغوط العديدة التي تمارس علي هذه الفتاة وعلي المرأة بشكل عام، فالمرأة عندما تتزوج ويفشل هذا الزواج يا إما تطلق وترجع لبيت أسرتها بأبنائها ويصرف أهلها عليها وعلي الأبناء لأن ليس لديها شهادة أو لا تعمل، يا إما تأخد علي دماغها لأن ليس لديها  أهل ولا كبير وقد آن الأوان لرفض تلك المصطلحات والأقاويل والأمثال الشعبية التي تبرز دور الذكورة وتبخس دور الرجولة وتبرز دور العنف وتبخس الرحمة والمودة.

 

 

العقل اللاواعي

 

 وأضافت أن هناك مشاكل عديدة تحدث للزوجة التي تتعرض للعنف من قبل الزوج ووالتي لا تعرف كيف تخرج من هذه الدائرة أما عاشت في أسرة معنفة منذ الصغر أو أسرتها ضعيفة لا نستطيع الدفاع عنها فتعيش تلك الأحداث وتستعيد في العقل اللاواعي عندما كانت تعنف وتأخذ نفس رد الفعل الذي كانت تنتهجه وهي صغيرة ولهذا السبب نجد زوجات كثيرات مستمرات في العنف ونسأل أنفسنا لماذا زادت معدلات العنف زاد، وذلك لأنها عندما كانت طفلة ويضربها الدها تبكي وتتألم ثم تعتذر فأصبح لديها في اللاواعي رد فعل غير مرئي يظهر في مواقف معينة تشبه تماماً نفس أسلوبها وهي صغيرة،  فتستعيد الشعور المؤلم والشعور بالخوف وترضي تعيش بدون كرامة بحجة أن الزوج عصبي أو فعل ذلك دون قصد، ومؤخرا بدأ الزواج يمارس العنف على زوجته بآلات حادة وذلك بسبب أن الزوج قد يكون تربي علي هذا العنف وكان يرى أمه وهي تضرب وتعنف من والده.

 

  لغة الأرقام

 

وبلغة الأرقام نجد أن نسبة كبيرة من الفتيات والنساء تعرضن للعنف من سن ١٥ سنة وحتي ٤٩ سنة، و٢ مليون فتاة حول العالم عند بلوغ الخامسة تعرضن للعنف من خلال الختان، ٣٠٪ من العنف الممارس ضد المرأة يكون بواسطة الزوج و٧٠ ٪ من قضايا الإتجار بالبشر فتيات ونساء، وواحدة من ثلاث نساء في العالم تتعرض لعنف جسدي وعنف جنسي على الأقل ولو مرة في حياتها من قبل الشريك.

 

أمثال شعبية في ورطة

 

واستطردت د.إيمان قائلة: مخاطر كتير تواجهها المرأة التي تتعرض للعنف، لأن الرباط المقدس مشاركة وحوار واحتواء، لكن الموروثات الثقافية عندنا تعزز هذا العنف مثل أذبح لها القطة، فتكون الفتاة داخلة في الزواج وهي خائفة لأنها ستتألم من فض البكارة وعذريتها ، وهنا مثل "اكسر للبنت ضلع يطلع لها ٢٤" فهل هناك شيء يكسر وينبت ويرعرع؟، فأين المنطق والعقل في الحياة التي نعيشها، فعندما انحدر الضمير وتجنبنا التفكير المنطقي والشعور بالآخر كلما سطي وزادت ظاهرة العنف وزادت الجرائم الأسرية، لافتة إلى أن الزوج الذي يضرب يتمتع بشخصية ضعيفة ليس لديه اي استراتيجيات لحل المشاكل، وتربي في تنشئة اجتماعية غير سوية وقد تم ممارسة التسلط والقهر عليه وبالتالي يمارس هذا في زوجته وربما تكون أمه كانت ضحية فيأخذ لها حقها أو أمه متسلطة عليه فيتخذ الأسلوب المضاد.

 

 

ضرب الحبيب

 

 

 "ضرب الحبيب زي أكل الزبيب" .. تري د.إيمان أن هذا المثل فاشل فلا وجود للحب مع الضرب، فالزوج الذي يضرب زوجته لن يعيشا معاً علاقة حميمية سليمة ويجب علي الزوجة أن لا تسكت علي قضية العنف في الحياة علي الإطلاق ولا نشجع علي الأسلوب الذي لجأت له غزل في المسلسل وإن لم يساندها الأهل يجب انغ تتعامل بشكل مختلف وتعزل نفسها وتأخد موقف من هذا الرجل لأنها تتعرض لضربات نفسية شديدة.

 

 

دور الأسرة

 

وأشارت د.إيمان إلى دور الأسرة مؤكدة أنه يجب وجود وقفة من الأسرة ونعلم أولادنا الاختيار الصحيح ومعني الزواج وتأهيل الفتاة للزواج ولابد أن يكون هناك توافق وتكافؤ ويكون هناك شروط وأركان للزواج ومتطلبات، وكل طرف له دور لكن لو الزوج تحول دوره لضارب وسجان ودور الأب عندما يتحول لبائع جسد وعندما يتحول دور الاخ في النسق الأسري لدور استغلالي بحت فهذا النسق يكون ضعيف وعندما تدخل الفتاة نسق الزواج وتهان وتعنف فتعيش في ضعف علي ضعف في حياة بدون هوية ولا شخصية ويجب أن يكون للفتاة كلمة وشخصية قوية وأن تصاحب الأم أولادها لأن الأب عندما يضرب فهو يعطي صورة للبنت أن كل الرجال بهذه الصورة وأن الضرب سيد الموقف فتصرخ وتتحول الفتاة لكتلة من النار تقذفها علي من يعاديها.

 

دور الدولة

 

 

وناشدت د.إيمان الدولة بأن تأخذ قرارات حاسمة ضد العنف بالوعي والتثقيف أولا وتعليم البنت وتوظيفها والاهتمام بصحتها وتغذيتها وتنشئتها تنشئة قوية من خلال قوة أنوثتها وقوة الشخصية فالأنوثة ليست ضعف. 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز