رئيس حزب القوات اللبنانية: حزب الله يجب أن يكف عن التدخل في شؤون الدول العربية
وكالات
دعا رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، حزب الله إلى الكف عن تدخلاته الخارجية السافرة وغير المبررة في شؤون أكثر من دولة عربية، وأن يتوقف عن لعب دور رأس الحربة للمشروع الإيراني المتمدد والمتوغل في المنطقة العربية.
جاء ذلك في كلمة ألقاها "جعجع" مساء اليوم عقب انتهاء قداس "شهداء المقاومة اللبنانية" السنوي الذي أقامه حزب القوات اللبنانية في مقره العام، بحضور قيادات الحزب ونوابه في البرلمان.
وشدد جعجع على أن حزب الله يتعين عليه أن يسلم قرار الحرب والسلم إلى الدولة اللبنانية. متوجها بالحديث إلى الحزب قائلا: "حزب الله.. آن الأوان لكي تبادر إلى القرار الصعب ولكن الصائب، بأن تضع نفسك في خدمة لبنان وشعبه وأمنه ومصالحه، بدل أن تبقى في خدمة إيران ومصالحها على حساب شعب لبنان وأمنه واستقراره ولقمة عيشه وحاضره ومستقبله".
وأضاف رئيس حزب القوات اللبنانية: "بكل وضوح ومسؤولية أقول لحزب الله.. إلى أين تريد أن يصل الوضع في لبنان؟ هل هناك أسوأ مما نعيشه حاليا؟ هل تنتظر مجاعة كاملة؟ هل تنتظر أن يموت اللبنانيون كبارا وصغارا، إما جوعا أو مرضا أو احتراقا وخنقا وسحلا في انفجارات غامضة؟".
وتابع جعجع: "حان الوقت لمراجعة السياسات والخيارات، ولا يمكن لحزب الله أن يستمر من دون أن يغير في توجهاته وسلوكه، ومن دون أن ينظم علاقاته مع الدولة اللبنانية كأي حزب سياسي آخر، وينخرط في مشروع إعادة بنائها".
وأكد أن لبنان يواجه أزمة وجودية كيانية لا تشبه أيا من الأزمات التي يشهدتها البلاد منذ عام 1975 حينما اندلعت الحرب الأهلية، مشيرا إلى أن جوهر الأزمة يعود إلى التعدي على الدولة اللبنانية ودستورها وسيادتها، ولافتا إلى أن لا إصلاحات أو انتخابات بإمكانها إصلاح الوضع الراهن، ما لم يصبح سلاح الدولة هو السلاح الوحيد، ويكون الجيش هو المدافع الوحيد عن لبنان.
واعتبر أن الفساد المستشري في الدولة والمجتمع اللبناني، نخر جسم الإدارات والمؤسسات العامة بصورة تفوق كل تصور في غضون السنوات الأربع الأخيرة، وذلك بسبب تفاهم مار مخايل (التحالف المبرم عام 2006 بين التيار الوطني الحر برئاسة العماد ميشال عون في ذلك الوقت وحزب الله بزعامة أمينه العام حسن نصر الله).. واصفا التفاهم بأنه صفقة بين حزبين لتأمين مصالحهما الحزبية الضيقة على حساب لبنان وشعبه.
ولفت إلى أن تفاهم مار مخايل جعل الدولة اللبنانية تدخل بصورة أكبر في كنف "حزب الله" بدلا من أن يدخل الحزب في كنف الدولة، وأنه دمر كل فرصة لقيام دولة فعلية في لبنان، وأدى إلى اضطراب في العلاقات بين المجموعات اللبنانية، وأدخل لبنان في عزلة عربية ودولية غير مسبوقة، وتسبب في انهيار النظام المالي وتعطل الاقتصاد بشكل شبه كلي.
وشدد على أن التغيير يجب أن يبدأ من خلال انتخابات مبكرة لمجلس النواب، لإعادة إنتاج سلطة جديدة واستحداث نخبة سياسية مختلفة، بحيث تتحول الانتخابات التشريعية المقبلة منصة للتغيير والمحاسبة والمساءلة، مؤكدا أن حزب القوات اللبنانية لن يقبل أن يكون الاستحقاق الرئاسي بعد سنتين، خاضعا لمساومات وصفقات ووسيلة لضرب الإرادة الشعبية.
وقال جعجع: "الدولة اللبنانية اليوم أسيرة التحالف القائم بين منظومة السلاح من جهة، ومنظومة الفساد من جهة ثانية. هذا التحالف استنزف مقدرات الدولة المالية والاقتصادية والبشرية واستباح سيادتها وشرّع حدودها. إن فك أسر الدولة اللبنانية يبدأ بكف يد هذه الزمرة عن سلطة القرار في لبنان، حتى تُستعاد تبعا لذلك الثقة العربية والدولية فيه وتستعيد الدورة الاقتصادية انتعاشها".
وأشار إلى أن مسألة حياد لبنان عن الصراعات الإقليمية بمنطقة الشرق الأوسط التي طرحها مؤخرا البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي، لا تعني حيادا تجاه القضايا العربية المحقة وفي مقدمها القضية الفلسطينية، وإنما تتعلق بعدم تدخل بعض الأطراف الداخلية عسكريا وأمنيا في حروب المنطقة وصراعاتها وصراعات شعوبها الداخلية.