ألفت سعد
فى دمشق الضائعة.. كانت لى أيام
فى عام 2005 وفرت وزارة البيئة فرصة سفر مندوبى الصحف والمجلات لديها إلى سوريا الشقيقة ضمن وفد يمثل مجموعة من أعضاء الاتحاد العربى للشباب والبيئة برئاسة الدكتور مجدى علام وأمينها العام ممدوح رشوان.. وترك الأمر لنا التجول فى دمشق واختيار العمل الصحفى كيفما نشاء، خاصة أن وفد الشباب كان يسافر بشكل مستمر إلى مناطق مختلفة حسب برنامج العمل الخاص بهم.. حرية تحركنا أنا وصديقتى الحبيبة سوزان زكى الكاتبة الصحفية بجريدة الجمهورية رحمها الله، أتاح لنا التعرف بكل ما فى دمشق، البشر والأماكن.. يكفى أنك تشم رائحة الفل والياسمين أثناء سيرك فى الشوارع الهادئة.. دعوة كريمة من الدكتور مجدى علام لتناول الغداء فى أحد المطاعم المشهورة بالطراز السورى العتيق.. أحد الخبراء السوريين وكان حاضرا الدعوة قال لى: انظرى لهذا المكان الذي نتناول به أشهر المأكولات السورية، كل شىء فيه من أصغر مسمار إلى المناضد والمفارش وأدوات الطعام وحتى الطعام، كل ما تتخيلينه صنع فى سوريا.. يستكمل الخبير حديثه بزهو «نحن لا نستورد أى منتجات زراعية أو صناعية أو طاقة، وخير بلدنا يكفى الشعب السورى ونصدر ما يفيض».. أما المواطن السورى فكان من أكثر الجنسيات تحضرا ورقة فى التعامل فى الأسواق الشعبية، عذوبة تجار سوق الحميدية وأدب سائقى الميكروباص.
تلك الصورة والذكرى الجميلة عن سوريا أصابها التشوش والاضطراب بعدما أطلق عليها الدول المتآمرة «ثورات الربيع العربى» خرج من سوريا داعش وجبهة النصرة وهيئة تحرير الشام والأكراد والدروز يحاولون إسقاط بشار الأسد الذي لم يتمتع طوال حكمه بأى تأييد أو دعم وشعبى وذلك ما لمسته أثناء زيارتى الوحيدة.
لعن الله الطائفية، هى التي مكنت الأعداء من تقليب طوائف الشعوب بعضها ضد البعض.. كنت أعلم أن صدام حسين ديكتاتور لكن كانت العراق فى أيامه دولة، فكيف حالها الآن؟! ميليشيات وقواعد أمريكية ومنظمات إيرانية.. نفس الحال فى سورية لم يلم بشار الأسد شمل شعبه ويؤلف بين طوائفه، بل استند على القوى الخارجية «روسيا وإيران» وتعانيان هما الأخريان من المتآمرة الكبرى التي انصاعتا لها، تخلتا عن حزب الله وعن الأسد فى صفقة كبرى لكى تنجوا بنفسيهما.. لقد سقطت سوريا كما سقط العراق وليبيا والسودان، ذهبت الديكتاتورية وحلت الهيمنة الأمريكية الصهيونية والاقتتال بين الطوائف، عادت سايكس بيكو أكثر وحشية، إلى أى حجم ستقسم الدول العربية أكثر من ذلك!.. عينى عليك يا دمشق، عينى عليك يا وطن.
شكر واجب:
أتوجه بالشكر والتقدير للقائمين على سنترال العبور «2» وعلى رأسهم المهندس وليد الزيات مدير السنترال لاستجابتهم السريعة إلى شكاوى المواطنين والتفانى فى العمل حتى إصلاح أى أعطال.. ما يجعله سنترالاً نموذجا يشيد به قاطنو مدينة العبور نتمنى أن يعم هذا الأداء فى كل المصالح الخدمية.
نقلا عن مجلة روزاليوسف