عاجل
الإثنين 10 فبراير 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
مختارات من الاصدارات
البنك الاهلي
متى يعود الهدوء للشرق الأوسط؟!

متى يعود الهدوء للشرق الأوسط؟!

تصريحات الرئيس أمريكى المنتخب دونالد ترامب حول الشرق الأوسط وخاصة تهديداته الأخيرة بتحويل المنطقة إلى جحيم إذا لم يتم الإفراج عن الرهائن الإسرائيليين، هذه التصريحات التي تتخذ نهج تصعيد الأوضاع فى المنطقة بإثرها، علاوة على أنها تثير مخاوف من تأجيج النزاعات بدﻻً من تحقيق التهدئة، حيث إنه ﻻ يرى فى الصورة كلها إﻻ إسرائيل ومصالحها، هذا بالإضافة إلى عودة الهجمات الإرهابية على سوريا ودخولها بصورة غريبة وفى عشرة أيام فقط، وهروب الرئيس بشار الأسد ولجوؤه لروسيا، وهو ما يعد من أبرز مظاهر الصراع المستمر فى منطقة الشرق الأوسط، حيث إن هذه الهجمات لم تؤثر على استقرار سوريا فقط وإنما هزت استقرار المنطقة كلها وساهمت فى تعميق الأزمات السياسية والإنسانية، وهنا يطفو على سطح هذه الأحداث الملتهبة السؤال الأهم: هل سيعود الهدوء للشرق الأوسط، ومتى يعود؟! من المؤكد أن ما تشهده منطقتنا من نزاعات داخلية بين أنظمة الحكم وشعوبها هو أساس المشكلة، خاصة عندما تتم تغذية هذه النزاعات من أطراف خارجية تستغل الظروف الاقتصادية السيئة والفساد الإداري الداخلى لهذه الدول، ناهيك عن النزاعات الإقليمية الأخرى بين الدول المختلفة، مثل النزاع الفلسطينى - الإسرائيلى والتوترات التي ﻻ تنتهى بين إيران ودول الخليج، هذا بالإضافة إلى الصراعات الطائفية بين السنة والشيعة، والحركات المتطرفة التي تزيد من حدة العنف فى المنطقة، والتي تستخدمها القوى العالمية الكبرى والتي لها مصالح مهمة فى المنطقة سواء بسبب النفط أو لأسباب استراتيجية أخرى، كل هذا غالباً ما يؤدى إلى تعقيد الصراعات الداخلية، هذا بخلاف النزاعات حول توزيع الموارد من نفط ومياه، والتي تلعب دوراً كبيراً فى استمرار الصراع وتأجيجه، لذا وحتى يتم استعادة الهدوء لمنطقة الشرق الأوسط ﻻ بد من حل النزاعات السياسية الكبرى والأبدية، خاصة النزاع الفلسطينى - الإسرائيلى، وتعزيز الحوار بين الدول الإقليمية الكبرى المملكة العربية السعودية وإيران لتخفيف التوترات بينهما، بالإضافة للبحث عن طرق لتحسين الحالة الاقتصادية للشعوب من خلال تعزيز التنمية، ومكافحة البطالة، وتوفير الخدمات الأساسية للشعوب مثل التعليم والصحة، كما أن تخفيف تأثير القوى الخارجية على قرارات المنطقة وهو شبه مستحيل حالياً  سيمنح الشعوب فرصة لتحديد مصيرها دون ضغوط دولية، حيث إن وعى الشعوب المتزايد بحقوقها، ورغبتها فى التغيير، قد يكون المحرك الأساسى لتحقيق مستقبل أكثر استقراراً فى المنطقة، خاصة بعد أن ثبُت عدم فاعلية الحل العسكرى الذي دمر وﻻ يزال يدمر المنطقة ككل، ورغم قتامة الصورة فى الشرق الأوسط إﻻ أن هناك أملا ولو بسيطا بإمكانية عودة الهدوء للمنطقة، وذلك لن يتحقق إﻻ بوجود خطة شاملة لمعالجة جذور الأزمة، وإعادة بناء المجتمعات التي دمرتها الحروب.. وتحيا مصر.



 

نقلا عن مجلة روزاليوسف

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز