عاجل
الأربعاء 1 يناير 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
البنك الاهلي

الفن المصري حائر بين عقدين.. والتكنولوجيا تحكم

الفن المصري حائر بين عقدين.. والتكنولوجيا تحكم
الفن المصري حائر بين عقدين.. والتكنولوجيا تحكم

كتب - محمد اسماعيل

شهد العقد المنقضي زخما فنيا، مع عودة نجوم الزمن الجميل للظهور من جديد في أدوار البطولة وتألق وجوه جديدة، كلها عناصر ساعدت في جعله عقدا فنيا ثريا، لا يعكره سوى الإنتاج لمنصات المشاهدة عبر الإنترنت مثل Netflix وآمازون وتطبيق آبل تي في وغيرهم، وتتلاحق الآن بالمزيد المحتمل مع الدخول إلى العقد المقبل.



ومع بداية عقد جديد، تتحدث بوابة روزاليوسف مع الخبراء وأصحاب الرأي والتخصص عما تغير في السينما والمسرح والتلفزيون والمشهد الفني وما تعصف به من متغيرات خلال العشر سنوات الفائتة والتحديات الضخمة التي يواجهها في العشر المقبلين.

ويبدو أن المسرح لا يحيا في خضم المعترك السياسي، فالمسرح المصري العريق الذي كان يوما من الأيام أحد أهم الفنون المتربعة على القمة لم يعد في السنوات العشر الماضية ذلك المسرح الرائد الذي عرفه الكثيرون، أشياء كثيرة تغيرت في مصر وفيه، وبدأ يعود إليه بريقه تدريجيا بعد استقرار الوضع الأمني وانتعاشة الاقتصاد القوية تحت قيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي.

موضوع يخوض في أسبابه الناقد الفني طارق الشناوي، الذي أكد انتظاره لمشاهدة عمل مسرحي جيد يضيف للتاريخ المسرحي المصري الكبير واستخدام تقنيات حديثة في العروض المسرحية ضمن فعاليات "كايرو شو" الذي يتضمن عدد من العروض المسرحية.

ورأى الناقد الفني أن عودة الفنان محمد هنيدي، إلى المسرح بعرض "3 أيام في الساحل"، يمثل إضافة كبيرة إلى انتعاش المسرح والفنون بشكل عام. علما بأن "3 أيام في الساحل" تم عرضها ضمن فعاليات "كايرو شو" للعروض المسرحية التي انطلقت مع بداية عام 2019، وهى مسرحية كوميدية يقوم ببطولتها بجانب هنيدي كل من بيومي فؤاد وأحمد فتحي ومن تأليف حاتم حسين وإخراج مجدي الهواري.

ويتوقع الشناوي، أن يعود الجمهور المسرحي إلى شهيته في العقد المقبل بعد أن فقد ذائقته في العقد المنصرم خاصة مع عودة عدد من النجوم الكبار أمثال محمد هنيدي ويحيي الفخراني الذي قدم مؤخرا مسرحية الملك لير.

وبشأن منصات المشاهدة عبر الإنترنت التي اجتاحت مؤخرا، اعتبر الشناوي أن تلك التطبيقات تعد اتجاه هام في اتجاهات الإعلام المصري، مشددا على ضرورة دعم ذلك المسار من أجل إنجاحه، مؤكدا أنها "خطوة هامة للصناعة ككل"، ويرى الشناوي أن تلك الخطوة هي هامة جدا من الدولة في التوجه نحو التكنولوجيا والإنترنت ومنصاته للحفاظ على الحقوق الإبداعية لأصحابها.

أما السينما، فشعر الجمهور المصري ببدء عودة قوتها تدريجيا خاصة بعد ثورة ٣٠ يونيو والتي أسقط فيها المصريون نظام الرجعية والإرهاب مختارا الرئيس السيسي لقيادة البلاد، واستطاع الجمهور التفريق بين الغث والثمين، وتجاوب مع الأفلام التي تعبر عنه وعن حياته تعبيرا حقيقيا.

وما لفت نظر الناقدة الفنية ماجدة موريس في هذا الصدد هو فيلم الممر ورأت أنه لابد مم أن يكون هناك فيلم حربي كل عام، وأرجع ذلك إلى كثرة البطولات الحربية لدينا ولكن ينقصها جهات الإنتاج، ورأيت أيضا أنه لابد من فتح مساحات لأفكار مختلفة للشباب والمبدعين ممن قدموا أفكارا مختلفة مثل فيلم (122) وهو فيلم رعب نفسي من إخراج ياسر الياسري وتأليف صلاح الجهيني، ومن بطولة الفنان طارق لطفي، وهو أول فيلم عربي يصور بتقنية 4DX. وكذلك تحدثت عن فيلمي (لما بنتولد) و(الضيف)، مبررة ذلك بقولها "عشان نشوف أفكار مغايرة للسائد".

كما أبدت رغبتها في أن تنشئ وزارة الثقافة دار عرض سينمائي في كل محافظة، لتطبيق العدالة الثقافية في حق كل مواطن في مشاهدة الأفلام، دون أن يكون فعل مشاهدة الفيلم بالسينما مرتبط بزيارتهم للقاهرة أو الإسكندرية، أو انتظار عرض الأفلام في التليفزيون.

وبينما تصارع السينما والمسرح في السنوات الأخيرة من أجل عودتهما، بدأ التلفزيون يأخذ حيزا أكبر وعاد إلى أذهان الجمهور المصري بعدما غاب عنه لسنوات بسبب العروض الدرامية التي اختزلت المشاهد في مسلسلات البلطجة بأشكال متنوعة بداعي الحقيقة في المعارك مع قضايا الواقع التي نعيش فيها وتدهورت الدراما بعد الثورة بسبب النصوص الهزيلة وظهور منتجين لا يفقهون شيئا عن الإنتاج، بغية الربح فقط. فلم ير الجمهور نفسه أمام شاشات التلفزيون في المنزل لأنه لم يجد فيما يعرض امتدادا مساويا في الجودة للمسلسلات البيئة المصري التي حظيت بشعبية كبيرة من المصراوية إلى ليالي الحلمية التي كرست رؤية مغايرة للحارة المصرية. إلى أن جاءت في السنوات الأخيرة مسلسلات تولد شعورا بالفخر بالدراما المصري.

ومن المعروف أن الأعمال التليفيونية تنتعش في شهر رمضان الكريم باعتباره موسم يضمن المنتجين فيه مشاهدة أكبر عدد من الجمهور لأعمالهم ولكن في الفترة الأخيرة تعمد البعض عرض مسلسلاتهم خارج الزحام الرمضاني مثل حواديت الشانزيليه ونصيبي وقسمتك وغيرها من الأعمال التي حققت نجاحا.

وهنا يرى الناقد الفني محمود قاسم أن الأزمة تتمثل في النص والمؤلف، ويتطلع خلال العشر سنوات المقبلة إلى أن يرى اختفاء ظاهرة اعتماد الفنان على السيناريست نفسه في كل عمل فني، معتبرا أن ذلك من شأنه أن ينتج تكرارا للفكرة مع تغييرات طفيفة.

وتحدث المحلل السينمائي علاء كركوتي الشريك المؤسس في مركز السينما العربية، عن التحديات التي تواجهها صناعة السينما العربية، وقال إنه بالرغم من أن صناعة الأفلام العربية تتطور، إلا أن جعل الجمهور العربي يشاهد هذه الأفلام في السينما يعد تحديا كبيرا، كما أن صناعة فيلم يتفاعل معه كل الجمهور  معتبرا أن الإنتاج المشترك له العديد من الإيجابيات من بينها تطوير جودة الأفلام والعائد المتوقع منها في شباك التذاكر، ورأى أن المنطقة العربية في حاجة إلى نظام تمويل وتوزيع سينمائي مستدام يدعمه مجتمع من المستثمرين يدركون أن العالم العربي أحد أكثر المناطق المليئة بالإمكانيات الواعدة في صناعة السينما.

وأضاف كركوتي أن "الاضطرابات وعدم الاستقرار الذي شهده العالم العربي في السنوات الأولى من العقد المنصرم جعل الجمهور في كل أنحاء العالم لديه فضول لمعرفة قصص وحكايات عما يحدث في المنطقة، وهناك منصات مثل نتفليكس وآمازون تعتبر جديدة في هذا المجال، ولديها الإمكانيات وفرص إضافية للترويج للأفلام العربية، هذه الأيام الجمهور يبحث عن أفلام من مختلف أنحاء العالم العربي، وهذا مثير جدا، في الماضي كانت مشاهدة الأفلام العربية خارج العالم العربي أمرا استثنائيا، ولكن هذا تغير الآن".

 
 
 
 
 

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز