"ماجد" صاحب الـ 40 عامًا.. لم يَعُد صغيرًا

كتب - عبد الحليم حفينة

 شهد يوم الأربعاء الموافق 28 فبراير 1979 ميلاد شخصية الطفل ماجد المتخيلة، ولو افترضنا جدلًا أن "ماجد" تقدم به العمر مع أصدقائِه الذينصحبهم في طفولتهم، لرأيناه رجلًا على مشارف العقد الخامس من عمره، ولكن ماجد الذي كان يأتي صباح كل أربعاء وكأن معه "صندوق الدنيا" يداعب به خيال قرائه الصغار، قرر ألا يكبر أبدًا، ليصبح رفيقًا لأبناء قُرائه وربما أحفادهم في المستقبل القريب، وباختلاف العصر وتقنياته وآفاته أيضا، أصبح ماجد يطل على أصدقائِه من التلفزيون، وشاشات الحواسيب والهواتف الذكية، ولأن الحنين يأخذنا دومًا إلى البدايات الزاهية؛ دعونا ندخل عالم مجلة "ماجد" من نافذة الماضي، لنسترجع ذاكرة الحكّي الأول، ونرتحل في عالمها الذهبي؛ حيث الصور الملونة والحكايات المثيرة.

العدد الأول من مجلة ماجد

التحرير

صادف إطلاق مجلة ماجد عن "مؤسسة أبو ظبي للإعلام" إعلان الأمم المتحدة العام 1979 "السنة الدولية للطفل"، وقد صدر العدد الأول بشخصيات مميزة كان بطلها الأول بالطبع "الطفل ماجد"، وضم فريق تحرير المجلة عددا كبيرا من الكتاب المتخصصين في أدب الطفل، إضافة إلى الرسامين المتميزين، وكان أحمد عمر أول رئيس تحرير للمجلة لمدة تزيد على خمسة وعشرين عامًا وكان يظهر فيها بشخصية "ماجد"، وقد تولت فاطمة سيف رئاسة التحرير فيما بعد، وأخذت على عاتقها تطوير المجلة واستكمال مسيرة النجاح، ومن أشهر الأسماء التي شاركت المجلة؛ آمنة الحمادي ومحمد بيرم وأحمد إبراهيم حجازى ومصطفى رحمة، فقد أسهموا في ابتكار شخصيات المجلة المحبوبة مثل كسلان جدا وفضولي وأبو الظرفاء وزكية الذكية.

أحدث إصدار لمجلة ماجد – الأربعاء 28 فبراير 2018

ماجد يا أَحلى الأَسماء

اسمكُ يَعلو كُلَّ سماء

حين ينادي البائع: "ماجد"

نأتي من كلَّ الأنحاء

كم نَفرح دومًا يا "ماجد"

اسمكَ كالقمرِ الوضَّاء

شعر: صفاء البيلي من أصدقاء المجلة – منشور بعدد اليوم 28 فبرارير 2018

تقول المجلة عبر موقعها الإلكتروني إنها تستهدف الأطفال من سن سبعة أعوام إلى أربعة عشر عاما، إلا أن الاستبيان الذي أجرته المجلة يقول إن هناك 20% من القراء تجاوزت أعمارهم الـ 18 عاما، وقد سجَّل توزيع المجلة أرقاما قياسية ؛ حيث وزعت 176500 نسخة في الأسبوع، وذلك وفقًا لمؤسسة التحقق من الانتشار الدولية.

شخصيات

تميزت المجلة بالشخصيات المحبوبة التي تصحب القراء عبر حكاياتها، وقد عرفت المجلة خلال عمرها شخصيات عديدة منها من استمر في الحكي، وبعضها انقطع، ومن أبرز الشخصيات الرئيسية التي لم تنقطع، ماجد بالطبع الذي لم يغب من أول عدد، وكسلان جدًا، وفريق البحث الجنائي الذي ينقطع لبعض الوقت ثم سرعان ما يعود، ويضم النقيب خلفان وهو قائد الفريق وهو العقل المفكر، المساعد فهمان الذي يحلم بأن يترقى في وظيفته وأن تزين كتفيه بالنجوم، بالرغم من أنه قليل الذكاء إلا أنه ينفذ مهامه على أكمل وجه، لاحقًا انضمت إليهما الملازم مريم، والتي تتميز بالذكاء والقدرة التحليلية على حل القضايا، وقد ظهرت شخصية فضولي ابتداءً من العام الثاني؛ حيث ظهر بشكل مسابقة من المسابقات الأسبوعية بحيث يتم إخفاؤه في إحدى الصفحات ويتم الكشف عنه وإرسال الإجابة في نموذج الإجابات.

شخصيات منقطعة

شهدت المجلة انقطاع شخصيات قديمة، كان أبرزها، شمسة ودانة، وهما فتاتان تعيشان في جزيرة بعيدًا عن صخب المدينة، وتسكنان في خيمة تعيش معهما مجموعة من الحيوانات الأليفة (العنز حبوبة والسلحفاة سلمى والصقر)، بالإضافة إلى الجمل صابر الذي انقطع هو الآخر، وعفاريتو، وهو شبح صغير قادم من أحد العصور الماضية ويتميز بأنه يملك 3 أعين، ويتميز بالظرف والمشاكسة، ودائمًا ما يحكي مواقف حصلت له في حياته ويحب صديقه جسور كثيرًا، والمثير في قصة عفاريتو أنه لأحد يستطيع رؤيته إلا صديقه جسور وقارئو مجلة ماجد فقط، وهناك شخصيات محبوبة أخرى انقطعت مثل: زنجبيل، فيجاروو، درهم، سفروت، سكر، زوبعة، شملول، عم عجب، ظريف، وغيرهم الكثير.

شخصيات جديدة

البطل "زِد" "Z"

تسعى المجلة دائمًا إلى تجديد دمائها بشخصيات جديدة وأبواب متنوعة، واستضافت المجلة البطل الإماراتي "زِد" "Z" الذي يقوم بمهام على قدر كبير من الأهمية، ويؤديها ببراعة مستخدمًا سيارته المتطورة (صقر) والتي تتحول إلى طائرة نفاثة فائقة السرعة.

الطفل فطين

 كما انضم فطين الطفل الصغير المثقف الذي يقضي معظم أوقات فراغه في القراءة والاطلاع على كل ما هو جديد، لأنه يدرك تمامًا أن طريق المستقبل مفتاحه العلم والمعرفة.

فرسان السايبر

أما "فرسان السايبر" فهم شخصيات جديدة تضم ستة أبطال من الآليين: راشد. منصور. شاهين. سيف. وفاء. حصة، ويخوضون لعبة حافلة بالتحديات، ويواجهون عدوًا خطيرًا في العالم الافتراضي؛ حيث يصبح لكل منهم اللقب الذي يناسبه.

أمونة المزيونة

تشارك أيضا الطفلة الخيالية شخصيات المجلة، فهي طفلة حساسة جدًا تحلق دائمًا في عالم الخيال، ويظهر لها طيفها الذي يشبهها تمامًا؛ ليلازمها ويصحِّح لها كثيرًا من المفاهيم، وكأنه صوت ضميرها.

الشيخ زايد يطالع لوحة لشخصيات مجلة ماجد

وتستمر مجلة ماجد التي وجه الشيخ زايد بن سلطان بتأسيسها؛ لتكون مجلة الطفل العربي من الخليج إلى المحيط؛ فتصبح موسوعة معرفية ترفيهية هادفة، عرفت طريقها إلى قلوب الجميع كبارًا وصغارًا، فقد ساهمت في تعزيز ثقافة الطفل العربي وإثراء لغته واعتزازه بهويته، وتوسعة آفاقه عبر الأربعة عقود التي أسهمت فيها في قضية التنوير.