عاجل
السبت 8 فبراير 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
مختارات من الاصدارات
البنك الاهلي
مصر الكبيرة

مصر الكبيرة

نعم هى كبيرة بتاريخها وحضارتها وثقافتها وقادتها وجيشها وعلمائها ومفكريها، وستظل كبيرة وأبِيَّة وعصيَّة على الانهزام أو الانكسار، وفيّة لأشقائها صغيرهم قبل كبيرهم، داعمة لكل ما هو قومى أو عروبى أو إنسانى، على الرغم من تَقَلُّب ظروفها وأحوالها الاقتصادية، ولكنها دائمًا وأبدًا ستظل معطاءة ومضيافة، تلك هى مصر التي لم ولن ينال منها وعيد أو تهديد أو قطع معونة أو فرض عقوبات من هنا أو هناك، ولذلك يعد موقف مصر تجاه أشقائنا فى فلسطين حقيقة مُسَلم بها، ولهذا تحديدًا ترفض حكومة وشعبًا مقترح الرئيس الأمريكى دونالد ترامب الذي أطلقه علينا من على مَتن طائرته الرئاسية مطالبًا فيه: (أود أن تستقبل مصر أشخاصًا. أود أن يستقبل الأردن أشخاصًا»، موضحًا «نتحدث على الأرجح عن مليون ونصف المليون شخص. ونحن بكل بساطة ننظف المنطقة بالكامل، كما تعلمون، على مَرّ القرون، شهدت هذه المنطقة نزاعات عديدة. ولا أعرف ولكن يجب أن يحصل أمر ما». وأشار إلى أنه يفضل «التواصل مع عدد من الدول العربية وبناء مساكن فى مكان مختلف؛ حيث قد يكون بإمكانهم العيش بسلام»، مشيرًا إلى أن نقل سكان غزة قد يكون «موقتًا أو طويل الأجل» بعد أن انتهى الأمر.. مقترح مرفوض شكلاً وموضوعًا؛ لأنه يعنى فى النهاية تصفية القضية الفلسطينية، (متحديًا إرادة شعب ناضل وصمد ودفع من دماء أبنائه آلاف الشهداء)، عن طريق استكمال دعوة التطهير العرقى التي تردد صداها منذ بداية الحرب، ونالت الدعم الكامل من الإدارة الأمريكية السابقة أو حتى الحالية، سواء بالدعم المالى أو السلاح، التي تغافلت عن قصد وتعمد لجميع جرائم الإبادة وحصد رؤوس الأطفال والتجويع التي ارتكبتها العصابة الحالية التي تدير شؤون دولة الكيان،(جرائم جميعها لا تخضع لمواد القانون الدولى الإنسانى) طبقًا لوجهة النظر الأمريكية ومصالحها، وهذا ما جعل إدارة ترامب تلوح بالعصا والجزرة، حتى توافق الكبيرة مصر على هذا المقترح، وتناسَى أن مصر لن تقبل يومًا أن يَذكرها التاريخ بأنها أسهمت فى تصفية القضية الفلسطينية، بالطبع المقترح الذي ليس له من معنى يقف خلفه بصورة رئيسية مجرم الحرب بنيامين نتنياهو وباقى أعضاء اليمين المتطرف فى حكومته ومن خلفهم اللوبى اليهودى داخل الولايات المتحدة، مخطط صهيونى يحظى برعاية إدارة أمريكية جديدة تسدد من خلاله فواتير انتخابية، يحكمه منطق لا يخلو من البلطجة والتعنت والغرور، من قِبَل رئيس ارتضى أن يكون أسيرًا أو لنَقُل أداة فى يد اليمين الصهيونى المتطرف، استهل حكمه بضرورة ضم كندا للولايات المتحدة، مشيرًا إلى أن ذلك (يعزز الأمن القومى والاقتصاد الأمريكى) الذي ينفق أموالاً كبيرة لحمايتها.. لم تتوقف دعوة ترامب عند ضم كندا؛ إذ أعلن أيضًا عدم استبعاده أى خيارات، بما فيها التحركات العسكرية، لضم كل من قناة بنما وجزيرة جرينلاند، حتى جاء تصريحه بأنه مستعد لزيارة الشقيقة السعودية حال تعهدت باستثمار التريليون دولار فى الاقتصاد الأمريكى، مشيرًا إلى أنه فعل ذلك خلال ولايته الأولى للبيت الأبيض، ثم مطالبته للسعودية أيضًا بضرورة العمل على خفض سعر النفط .. مطالبات وتصريحات عنترية فارغة تهدد بفرض عقوبات وحجب معونات، تنم عن شخصية نرجسية مسكونة بالرغبة فى الإنجاز ومحكومة بعقلية التاجر الجشع، الذي يسعى للكسب حتى ولو كان على حساب الغير، ومن ثم لا يهتم برضاء الآخرين أو غضبهم، ما دام يرى أن ما يفعله هو الصحيح، وهو ما دفعه سابقًا لاتخاذ قرار بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس، والاعتراف بالضم الإسرائيلى للجولان، ومحاولة فرض خطة (صفقة القرن) علينا وعلى الأردن.



 

 

ولأن بلدنا كبير وعظيم سوف يتصدى لهذا المقترح حتى لو كان الثمَن قطع المعونة أو حتى الجوع، كما يهدد مَن (يفتح صدره علينا عَمّال على بَطّال)، نقول له: مصر الكبيرة ترفض تهجير أشقائنا الفلسطينيين من أرضهم، لأننا وبصريح العبارة لن نقبل ما رفضناه وقت الحرب حتى نقبله وقت إيقاف النار.

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز