عاجل.. الغرب "مصدوم" من القوة الهائلة للدولة المخيفة

بحسب مراقبين غربيين، فإن الوحدات الكورية الشمالية هي في معظمها قوات عمليات خاصة، وهي مدربة بشكل أفضل من الوحدات الأخرى. 

 

وكانت أساليبهم وتكتيكاتهم القتالية مختلفة أيضًا عن تلك التي يتبعها الجنود الروس.

 

وتحاول روسيا إنهاء سيطرة أوكرانيا على أجزاء من إقليم كورسك غربي البلاد في أعقاب الهجوم المفاجئ الذي شنته كييف في أواخر الصيف. 

وتقاتل موسكو من أجل استعادة السيطرة الكاملة على المنطقة منذ بعض الوقت، لكن كييف لا تزال تسيطر على أجزاء منها، بما في ذلك مدينة سودزا.

 

وفي خريف عام 2024، قالت أجهزة الاستخبارات الغربية إن الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون حشد نحو 12 ألف جندي إلى كورسك لدعم روسيا. 

ويتصرف الجنود الكوريون الشماليون بلا كلل أو خوف في مواجهة الموت، ويتمتعون بتصميم عالٍ وروح قتالية قوية حتى عندما يضطرون إلى المشاركة في حرب غير مألوفة. وهذا ما لاحظه الغرب عندما شاهد الجيش الكوري الشمالي يقاتل في ساحة المعركة.

 وبحسب مراقبين غربيين، فإن الوحدات الكورية الشمالية هي في معظمها قوات عمليات خاصة، وهي مدربة بشكل أفضل من الوحدات الأخرى.

ومن خلال خوض الحرب مع روسيا، تعلموا كيفية القتال في صراع حديث. 

وبحسب العديد من الجنود الأوكرانيين، فإن الجنود الكوريين الشماليين يتمتعون بالانضباط والقدرة العالية على استخدام الأسلحة.

كوريا الشمالية ترسل جنود النخبة إلى روسيا

 

وهذه هي المرة الأولى التي تقوم فيها كوريا الشمالية بأكبر انتشار عسكري لها للمشاركة في صراع أجنبي منذ ما يقرب من 80 عاما. 

وبحسب أجهزة الاستخبارات الأوكرانية والكورية الجنوبية، فإن العديد من القوات التي نشرتها كوريا الشمالية في روسيا هي من جنود بيونج يانج الأكثر نخبة، حيث تم تجنيدهم من الفيلق الحادي عشر، المعروف أيضًا باسم فيلق العاصفة. هذه الوحدة مدربة على التسلل وتخريب البنية التحتية واغتيال قوات العدو.

وأكد القائد العام للقوات المسلحة الأوكرانية الجنرال أوليكساندر سيرسكي أن الجيش الكوري الشمالي "ذو دافع قوي ومدرب جيدا وشجاع للغاية". 

 

وقالت وزارة الدفاع الأمريكية إن "هذه القوة تتمتع بقدرة قتالية عالية ومنضبطة نسبيا ومهارات قتالية عالية وقدرة كبيرة".

وقال بعض الجنود الأوكرانيين لوسائل إعلام غربية إن الوحدات الكورية الشمالية تحركت بسرعة، وكانت قادرة على التكيف مع المواقف الصعبة، وكانت جيدة في الرماية، وبدا أنها لا تعرف الخوف عندما دخلت المعركة، على الرغم من الخسارة. 

ويحمل الجنود الكوريون الشماليون دائمًا مذكرات تعبر عن مبادئهم وتفانيهم تجاه زعيمهم وبلدهم.

وقال جوزيف بيرموديز، الخبير في القوات المسلحة لكوريا الشمالية في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، "إن كل جندي كوري شمالي لديه مهارات قتالية أفضل وانضباط أكبر واستعداد أكبر".

 وأضاف: "الآن أصبحوا أكثر استعدادا للقتال مقارنة بالأيام الأولى عندما تم نشرهم لأول مرة". 

يخلعون معدات الحماية للقتال

ويعتقد أن روسيا نشرت قوات كورية شمالية للقتال على الخطوط الأمامية. كانت مهمتهم هي الدفاع عن مناطق محددة في كورسك، وإجراء عمليات هجومية ودفاعية. 

وقال العقيد أوليكساندر كيندراتنكو، المتحدث باسم قوات العمليات الخاصة الأوكرانية، إن الجيش الكوري الشمالي مرن للغاية. حتى أن العديد من الجنود خلعوا معدات الحماية التي قدمتها لهم روسيا ليتمكنوا من التحرك بسهولة أكبر.

"وفي بعض الحالات، قاتلوا بدون خوذات أو دروع باليستية لتسريع الهجمات على المواقع الأوكرانية.

 وقال أوليكساندر كيندراتنكو: "كانت حقائب الظهر المصادرة تحتوي فقط على كمية صغيرة من الطعام ولتر من الماء ولا تحتوي على أي معدات مقاومة للبرد مثل القفازات أو الملابس الحرارية".

وأفاد المسؤول أن معظم حقائب الظهر التي كان يحملها الجنود الكوريون الشماليون تحتوي على ذخيرة. 

ويملك الجيش الكوري الشمالي ذخيرة تعادل ثلاثة أضعاف ما يحمله الجندي الروسي المتوسط، بالإضافة إلى القنابل اليدوية والألغام. 

وكشف كيندراتنكو أن الجنود الكوريين الشماليين "غالبًا ما يكونون مجهزين بشكل أفضل" من القوات الروسية. وتظهر مقاطع فيديو متعددة تم الحصول عليها من طائرات استطلاع بدون طيار أن القوات الكورية الشمالية تطلق "عددًا كبيرًا من قاذفات القنابل المضادة للدبابات على مواقع أو مركبات أوكرانية محصنة.

وقال العقيد أوليكساندر كيندراتنكو: "يحمل جميع الجنود الكوريين الشماليين تقريبًا نسخًا حديثة من الأسلحة الروسية القياسية. 

على سبيل المثال، بدلاً من استخدام بنادق AK-47 التي مضى عليها عقود من الزمان، كان الجنود الكوريون الشماليون في السابق يستخدمون بنادق هجومية أكثر حداثة من طراز AK-12.

ويقول جنود أوكرانيون إن الجيش الكوري الشمالي على الخطوط الأمامية قوة قتالية قادرة على تعطيل الطائرات بدون طيار. 

وكان هؤلاء الجنود أقوياء للغاية وعازمين على المضي قدمًا باستمرار، ولم يستسلموا أبدًا واختاروا في كثير من الأحيان الانتحار بالرصاص بدلاً من الوقوع في قبضة العدو. 

وهذا هو العامل الحاسم في تدريب القوات الخاصة في كوريا الشمالية، إذ يتم تدريب الجنود على طاعة الأوامر بشكل مطلق.

دروس لكوريا الشمالية

وبحسب معلومات استخباراتية غربية، تكبدت القوات الكورية الشمالية خسائر فادحة أثناء القتال إلى جانب روسيا. ورغم تلقي الجيش الكوري الشمالي تدريبات على تكتيكات المشاة والطائرات بدون طيار والمدفعية وحرب الخنادق من قبل موسكو، فإنه لا يزال غير معتاد حقا على هذا النوع من الحرب.

"يشارك الجنود الكوريون الشماليون في عمليات مشاة خفيفة على غرار الحرب العالمية الثانية - حيث يوجه رجل نيران العدو "في هذه الحالة، طائرات بدون طيار" لتحديد الأهداف، بينما يحاول آخرون تحييد هذا الهدف"، كما أشار مايكل مادن، الخبير في معهد أبحاث الدفاع في جامعة هارفارد. 

ويبدو أنهم غير مستعدين للقتال في ساحة معركة آلية مثل أوكرانيا، حيث يوجد العديد من المركبات المدرعة والدبابات.

 

وفي الأمد القريب، قد يكلف هذا الجيش الكوري الشمالي غالياً، ولكن على المدى الطويل قد يتعلم ويكتسب معرفة مهمة قد تمنحه ميزة في الصراعات المحتملة. وهذا من شأنه أن يجعلهم قوة قتالية أكثر قوة في شرق آسيا.

 

ربما يتمكن الجيش الكوري الشمالي من اتخاذ قرارات أكثر عقلانية بشأن التعديلات التكتيكية من خلال مراقبة وضع الصراع في روسيا وأوكرانيا. وبالإضافة إلى ذلك، قد يتعلمون كيف تستخدم أوكرانيا أنظمة الأسلحة التي توفرها الولايات المتحدة والغرب، مثل نظام الصواريخ المدفعية عالية الحركة "HIMARS" ودبابة القتال الرئيسية أبرامز، وكذلك كيف تتعامل روسيا معها، كما يقول الخبير جوزيف بيرموديز.