![البنك الاهلي البنك الاهلي](/UserFiles/Ads/8372.jpg)
![معرض القاهرة الدولي للكتاب.. إحياء دور مصر الثقافي نجاح باهر يبعث رسائل](/Userfiles/Writers/5152.jpg)
أيمن عبد المجيد
معرض القاهرة الدولي للكتاب.. إحياء دور مصر الثقافي نجاح باهر يبعث رسائل
تخطى حاجز الـ5 ملايين زائر بتحقيق رقم قياسي غير مسبوق في 55 عامًا
عدم تسجيل أي خروقات شهادة تنامي القدرة التنظيمية والأمنية
«في البدء كان الكلمة»، شعار معرض القاهرة الدولي للكتاب، الذي يعكس ريادة مصر الثقافية، ففي مصر أشرقت شمس الحضارة، لتضيء سماء الإنسانية.
وفي العام 1969، كانت القاهرة عاصمة مصر العامرة، بلغت من العمر ألف عام، عندما قرر الدكتور ثروت عكاشة، وزير الثقافة آنذاك، الاحتفال بعيد مولد القاهرة الألف ثقافيًا، ليعهد إلى الدكتورة سهير القلماوي الإشراف على النسخة الأولى من معرض القاهرة الدولي للكتاب.
وسرعان ما تحول المعرض إلى محفل للإبداع ومنصة للحوار الفكري، وساحة لعرض إبداعات الكتاب الشباب، وإتاحة كتب التراث ومختلف الإنتاج العلمي والأدبي محليًا وإقليمًا ودوليًا، ليحتل المعرض المركز الأول في الشرق الأوسط والثاني عالميًا.
وفي كل دورة يزداد المعرض بريقًا، ويزداد تأثيرًا في الحياة الثقافية محليًا وعربيًا ودوليًا بما يقدمه من عناوين، وما تشهده أروقته من حوارات ونقاشات ثقافية، ومواجهات فكرية، ونقاشات لإبداعات كبار الكتاب، والمؤسسات الإعلامية والثقافية ودور النشر المتنوعة.
ليصل معرض القاهرة الدولي في دورته الحالية الـ56 إلى قمة التألق، بتحقيق أرقام غير مسبوقة، حيث تخطى عدد زائريه في يومه الثاني عشر الخمسة ملايين زائر، إذ بلغ عدد الزوار اليوم الثلاثاء، اليوم الثاني عشر منذ افتتاح المعرض، 388.643 زائرًا، ليصل الإجمالي بختام اليوم 5 ملايين و159 ألفًا و327 زائرًا.
فعاليات الدورة الـ56 التي تحظى برعاية كريمة من الرئيس عبدالفتاح السيسي، بمركز المعارض بالتجمع الخامس، شارك فيها 1345 دار نشر من 80 دولة، و5150 عارضًا للإصدارات الأدبية والفكرية، وتنوعت الفعاليات ما بين التراثي والفنون والآداب، مرورًا بالتنمية المستدامة والتغيرات المناخية.
وهذه الأرقام تعكس قوة مصر الحضارية، وإقبال الجمهور المصري من مختلف الفئات العمرية على القراءة، وحالة الزخم الفكري والثقافي المصري، في أجواء آمنة مُبهجة.
فقد تشرفت بحضور مراسم افتتاح معرض القاهرة الدولي للكتاب بدعوة كريمة من الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، والدكتور أحمد بهي الدين، رئيس الهيئة العامة للكتاب، بحضور لفيف من الوزراء وسفراء الدول العربية بالقاهرة، وممثلي الوفود العربية المشاركة بالمعرض.
افتتاح غلبت عليه مظاهر البهجة، والتنوع، والزخم الثقافي والفكري، فقد احتفى عدد من وفود الدول العربية عبر فرق الموسيقى الشعبية الفلكلورية بالافتتاح في تناغم ثقافي دولي، بينما تفقد الوزراء والضيوف المشاركون عددًا من أجنحة المؤسسات والدول المختلفة.
ففي المعرض تجد أجنحة وزارات ومؤسسات الدولة المصرية من الدفاع إلى الداخلية إلى الرقابة الإدارية، الأزهر الشريف والكنيسة المصرية، إلى الهيئة العامة للكتاب، ودار الكتب والوثائق، والمؤسسات الصحفية، ودور النشر، مرورًا بأجنحة الدول العربية والأفريقية والدولية.
يوم واحد في معرض زاخر بالأجنحة وكنوز المعرفة، والحياة والثقافة والفنون لا يكفي، فكان أن زرته مرتين أخريين، الثانية كانت لحضور ندوات لمناقشة مؤلفات لأصدقاء أعزاء، وتفقد أجنحة المعرض، والثالثة للمشاركة في ندوة مؤسسة روزاليوسف للاحتفاء بمئوية روزاليوسف، في قاعة المؤسسات التي خصصها القائمون على المعرض للمؤسسات التي تحتفي بذكريات وإنجازات هذا العام.
ووسط الزخم تنبهر بتنوع المشاركات بين الأطفال القادمين في رحلات مدرسية ومع أسرهم، وبين الشباب وكبار السن، القادمين من الريف ومن الحضر، بما يعكس اهتمام الجيل بالقراءة.
ووسط الزخم الفكري، والندوات تجد الثقافة حاضرة، والترفيه والحفلات وورش التعليم والرسم، مصر بتنوعها الثقافي والفكري، ولا نغفل ضيف الشرف الشقيقة «سلطنة عُمان»، ولا شخصية المعرض العالم الأديب الدكتور أحمد مستجير، واسم الكاتبة المُبدعة فاطمة المعدول شخصية معرض كتاب الطفل.
ولكون المعرض الذي يختتم فعالياته اليوم، يستهدف البناء المعرفي والتحريض على القراءة والإبداع، فقد أطلقت مبادرة المليون كتاب، لإهداء مليون كتاب إلى مؤسسات مختلفة بالمجتمع المدني والمؤسسات العلمية لخدمة أبنائها، وإتاحة الكتاب على مدار العام للراغبين في القراءة والمطالعة.
تحية خالصة لكل فرد ذهب إلى معرض القاهرة للكتاب، وكل من حرص على إنتاج فكري، وكل من اصطحب أطفاله معه ليترك في أذهانهم ذكريات حب المعرفة، وأحلام انتظار دورة العام المقبل، وقراءة ما حصلوا عليه هذا العام.
والتحية للقائمين على التنظيم، والقائمين على التأمين والقائمين على تيسير الانتقالات، وفي المقدمة الهيئة المصرية العامة للكتاب برئاسة الدكتور أحمد بهي الدين، فنجاح المعرض يبعث بالعديد من الرسائل.
تنظيم مثل هذا المعرض وتأمين 5 ملايين زائر من مصر وضيوفها لو تعلمون عظيم، فلم يشهد وسط تلك الحشود أي خروقات أمنية، أو تحديات أو مشكلات، ما يعد شهادة جديدة على تنامي القدرة التنظيمية والثقافية، وتعزيز قدرات مصر الأمنية والفكرية.
عاشت مصر شمسًا تضيء ظلام العالم وتشع معرفة وتنعم بالأمن والاستقرار، وحفظ الله رجالها المخلصين القائمين على كل عمل ناجح.