![البنك الاهلي البنك الاهلي](/UserFiles/Ads/8372.jpg)
![أمريكا.. والهيمنة على غزة](/Userfiles/Writers/5351.jpg)
عصام أبو بكر
أمريكا.. والهيمنة على غزة
بعد الضجة التي أثارها تصريحات ترامب حول الهيمنة الأمريكية على القطاع ونقل سكانها وتحويل قطاع غزة إلي ريفيرا الشرق الأوسط. وجاء في المنشور: "ستسلم إسرائيل قطاع غزة إلى الولايات المتحدة في نهاية القتال. وسيتم بالفعل إعادة توطين الفلسطينيين، مثل تشاك شومر، في مجتمعات أكثر أمانًا وجمالاً، مع منازل جديدة وحديثة في المنطقة. وستكون لديهم في الواقع فرصة ليكونوا سعداء وآمنين وأحرار. ستبدأ الولايات المتحدة، التي تعمل مع فرق تطوير كبيرة من جميع أنحاء العالم، ببطء وبعناية في بناء ما سيصبح واحدًا من أكبر وأروع المشاريع من نوعها على هذا الكوكب. ولن تكون هناك حاجة لجنود أمريكيين. وسيسود الاستقرار في المنطقة!".
أمريكا تريد الهيمنة على قطاع غزة وما تقوم به اسرائيل الآن في غزة هو تنفيذ مخطط أمريكا لالتهام قطاع غزة وتفريغ القطاع من سكانه لتسليمه لأمريكا وإسرائيل ما هي إلا أداة لتنفيذ هذا المخطط، حيث ما تقوم به إسرائيل بترحيل الغزيين وتجميهم في مربعات سكنية محددة اي في خيام وليس مساكن هدفه الأساسي في غزة الآن هو منع الغزيين من القدرة على إعادة التوطين وبناء حياة في غزة من جديد، وستكون الخطوة القادمة بعد أخذ الرهائن الأحياء والأموات هو فتح المعابر لخروج الغزيين طوعا واعتقد انهم أصبحوا جاهزين لمغادرة غزة بعد تدمير القطاع بالكامل وإنهاء فرص الحياة فيه.
ولن يكون هناك عودة للفلسطينيين لقطاع غزه، فلن يخرج الغزيون من غزة كلاجئين وإنما المخطط أنه سيتم توطينهم في الدول الجاهزة لاستقبالهم مع جنسيات تمنح لهم مع فقدان حقهم في العودة إلى غزة كمواطنين فلسطينيين، أولى الدول التي ستستقبلهم هي الولايات المتحدة الأمريكية وبعض الدول الأوروبية وسيتم ط ذلك بصمت وهدوء ليفيق الفلسطينيون بعد سنوات في غزة خالية من الغزيين ، وتكون غزة أمريكية متعددة الجنسيات.
جميع التصريحات، بما فيها تصريح رئيس الوزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حول إعادة احتلال غزة، ليست سوى فرقعات إعلامية ذات أهداف سياسية. إسرائيل لن تسعى لاحتلال غزة بشكل مباشر، لكنها تهدف إلى تحقيق مكاسب اقتصادية واستراتيجية في القطاع، بما يتماشى مع رؤيتها لمشروع "غزة العالمية".
ولكن يأتي السؤال المهم لماذا تريد أمريكا الهيمنة علي قطاع غزة بل والتهامه كاملا بعد تفريغة من سكانه؟
تتمتع غزة بموقع استراتيجي مميز كونها حلقة وصل بين ثلاث قارات: آسيا، أفريقيا، وأوروبا، مما يجعلها مركزاً تجارياً وجغرافياً مهماً. ومع ذلك، يتم التعامل مع غزة على أنها "ليست لأحد"، نظراً لأن 80% من سكانها لاجئون، ما يُضعف حقوقهم السياسية ويُسهّل التلاعب بمستقبلهم. كما تعتبر إسرائيل أن التخلص من سكان غزة جزء من استراتيجيتها للقضاء على "توريث معاداة إسرائيل" من جيل إلى جيل، إذ ترى أن وجود اللاجئين يُشكل خطراً دائماً على أمنها واستقرارها.
في السياق ذاته، تحتاج الولايات المتحدة إلى مقر في الشرق الأوسط لا يخضع لسيادة أي دولة، وغزة بموقعها الجغرافي والبنية المخططة لها قد تلعب هذا الدور، ما يجعل تهجير الفلسطينيين الغزيين مطلباً إسرائيلياً وأمريكياً مشتركاً. كل ذلك يعزز من أهمية تحويل غزة إلى مركز اقتصادي عالمي، مع تهجير سكانها أو تقليل وجودهم بشكل كبير، لجعلها قابلة للاستثمار والتنمية وفق الرؤية الإسرائيلية والدولية.
كما يمتلك قطاع غزة كل المقومات الإيجابية للهيمنة الأمريكية عليها لناخذ الجوانب الاقتصادية والسياسية والجغرافية والأمنية مثلا، اقتصاديا قطاع غزة هي حلقة وصل بين القارات الثلاث اسيا وأفريقيا وأوروبا، حيث تقع غزة على البحر الأبيض المتوسط وبالتالي حركة تجارية، مع إمكانية ربط غزة بالبحر الاحمر وبالتالي حركة تجارية سياحية اقتصادية، وانشاء قناة بن غوريون والذي يحقق أهداف إسرائيل وأمريكا وأوروبا والسعودية خصوصا مع وجود مدينة نيوم السعودية الجديدة على البحر الاحمر وإقصاء دور قناة السويس لصالح قناة بن غوريون مع احتواء غزة على الغاز بكميات كبيرة.
وفق هذا المخطط، ستتحول غزة إلى مدينة ذكية حديثة تتميز بالسياحة والتكنولوجيا، مع إقامة شركات إسرائيلية ومشاريع استثمارية دولية. سيتم بيع الأراضي لشركات ومستثمرين من مختلف أنحاء العالم لتطوير المدينة، مع احتمالية شراء أجزاء من سيناء المصرية لتوسيع المشروع. كما أن مشروع قناة "بن غوريون"، التي تربط البحر الأحمر بالبحر الأبيض المتوسط، قد يكون بديلاً محتملاً عن قناة السويس المصرية، مما يساهم في تعزيز النشاط الاقتصادي في المنطقة.
سياسيا احتياج أمريكا لمقر لها في الشرق الأوسط وقريب من إسرائيل، وغزة تعتبر نموذجا جيدا، فامريكا تريد مقرا عسكريا لها في الشرق الأوسط بالاضافة إلى رغبة اسرائيل بالتخلص من غزة والتي منذ عام 1967 تعاني منها وتعتبرها كابوسا، إلى الحد الذي جعل رئيس وزراء إسرائيل السابق إسحق رابين يقول "أتمنى لو أستقيظ من النوم وأجد غزة قد أبتلعها البحر" والآن استطاعت وضع الخطوة الأولى للتخلص من الغزيين.
اقتصاديا احتياج العالم الغربي بإيجاد نموذج جديد لشكل العالم القادم نموذج ذكي يفوق دبي وسنغافورة وهونج كونج وغيرها وستكون غزة هي البوابة الأولى لهذه التجربة من وجهة نظر أمريكا فهى تريد غزة كقطاع استثماري عقاري مليئ بالشركات العالمية.
ولكن السؤال هل سيكون هناك حكم فلسطيني في قطاع غزة؟
بالتأكيد لن تقبل اسرائيل وأمريكا أي حكم فلسطيني لغزة بعد الحرب وإلا لماذا الحرب اساسا ، هذه الحرب هدفها أساسا إنهاء حماس والفصائل الفلسطينية والسلطة الفلسطينية والاستعاضة عنهم بإدارة خدماتية في الضفة الغربية،زأما قطاع غزة فالهدف من تدميره قطع فرصة الحياة في المدينة فلن تقبل إسرائيل أو أمريكا أن يقبل بوجود فلسطينيون في غزة يكبرون على العداء ضد إسرائيل وأمريكا ويكونون نواة لحركات مقاومه فيما بعد.
لذا تقوم إسرائيل بتهجير الفلسطينيين بشكل طوعي بعد القضاء على كل فرصة حياة في داخل القطاع وتفتيتهم في دول العالم وهذا سهل جدا، بعد أن يفقد سكان غزة الامل في الحياه في القطاع ولن يعيشو في خيام طيلة حياتهم وسيخرجون طوعا ولوحدهم على مدار سنوات، وحقيقة من كان يمتلك المال في القطاع خرج أساسا حيث دفعت ملايين الدولارات لشركات مصرية ساعدتهم على الخروج فترة الحرب ولو يفتح المعبر الآن لترى الآلاف يهربون من القصف والموت.
لذلك هي تصريحات إعلامية أو سياسية من أي جهة كانت حول أعمار غزة لصالح الفلسطينين ما هي إلا كذبة لا تصدقوها ،أتوقع بعد الإعلان عن وقف الحرب وهو ليس وقفا تاما ربما تضطر اسرائيل تنفيذ بعض العمليات أو الاغتيالات المحدودة إن لزم الأمر، وسيتواجد في قطاع غزة قوات متعددة الجنسيات بما فيها عربية وربما بعض الأجهزة الأمنية الفلسطينية من الضفة الغربية لمساعدة السكان.
كما سيكون هناك جيش أمريكي بزيه العسكري وبزي منظمات إنسانية وسنجد دولا كثيرة تطلب تقديم خدماتها للغزيين ،وستطفأ الاضواء عن غزة ما عدا وجود أشخاص مؤثرين ورجال أعمال وفنانيين وسياسيين وإعلاميين سيتواجدون فيها كنوع من الترند، ولكن بعد ذلك ستبدأ الهجرة الطوعية للسكان من خلال جهات وشركات مع وجود دول جاهزة لاستقبالهم وعلى رأسهم الولايات المتحدة الأمريكية.
أما غزة فالمخطط أنها ستكون أمريكية متعددة الجنسيات واجهة عالمية لمدينة ذكية سياحية تكنولوجية اقتصادية تجارية عسكرية ولكن بدون الفلسطينين وستحتاج إلى ما يقل عن 15 سنة لتظهر إلى النور وعقود طويلة سيساهم في شركات عالمية ورأس مال دولي.