عاجل
الجمعة 24 يناير 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
حتى لا ننسى
البنك الاهلي

خبراء: التنظيم «مفرخة» الإرهاب فى المنطقة العربية

اتهم خبراء فى شؤون الحركات الإسلامية والإرهابية، جماعة الإخوان بأنها “مفرخة” الإرهاب فى العالم العربي، حيث عملت منذ تأسيسها على تبنى الأفكار المتطرفة التي تدعو إلى القتل والعنف وشق الصف الوطني، مضيفين أن الدولة المصرية حققت نجاحًا باهرًا فى مواجهة التنظيمات التكفيرية وتجفيف منابعها، ما جعلها نموذجًا يحتذى به فى مكافحة الإرهاب على المستويين الإقليمى والدولي، خاصة بعدما تمكنت من التصدى لمحاولات الجماعة وحلفائها لتحويل البلاد إلى منصة للتطرف والعنف، واعتمدت على استراتيجية شاملة تضمنت المواجهة العسكرية، ومعالجة الآثار الاقتصادية والاجتماعية للإرهاب، ومواجهة الشائعات والحروب الرقمية.



من جانبه، قال طارق أبو السعد، الخبير فى شؤون الحركات الإسلامية والإرهابية، إن الدولة نجحت فى تحقيق إنجاز تاريخى بتجفيف منابع التنظيمات الإرهابية، التي شكلت تهديدًا وجوديًا للأمن والاستقرار الوطني خلال الفترة من 2012 وحتى 2018 ، إذ شهدت الدولة خلال تلك الفترة موجة عنيفة من إرهاب جماعة الإخوان، التي تولت الحكم فى 2012،  وسعت إلى تمكين حلفائها من التنظيمات الإرهابية المسلحة لتأسيس إمارة صغيرة على حدود مصر، تكون منطلقًا لحكمهم وتصدير نموذجهم إلى المنطقة وكانت تصريحات الرئيس الإخوانى آنذاك، محمد مرسي، التي دعت إلى “الحفاظ على حياة الخاطفين قبل المخطوفين” خلال حادثة اختطاف الجنود المصريين، أكدت بما لا يدع مجالًا للشك تواطؤ الجماعة مع هذه الجماعات المتطرفة.

وأضاف أبو السعد لـ«روز اليوسف»، أن الشعب المصري بالتعاون مع قواته المسلحة ومؤسسات الدولة، أدرك خطورة هذا المشروع، فثار فى 30 يونيو 2013 حفاظًا على سلامة الوطن وهويته وتحملت القوات المسلحة العبء الأكبر فى مواجهة الإرهاب، وتمكنت من القضاء على البؤر الإرهابية فى سيناء، وعلى الحدود الغربية مع ليبيا، وفى الجنوب مع السودان، وعلى الحدود الشرقية مع غزة، حيث تم القضاء على شبكات الأنفاق التي كانت تُستخدم لتهريب العناصر الإرهابية والأسلحة، وحافظت مصر على سيناء وتصدت لمحاولات اقتطاعها من الوطن.

وأكد “أبو السعد”، أن الدولة المصرية لم تكتفِ بالانتصار العسكري، بل عملت على التصدى للتبعات الاقتصادية والاجتماعية التي خلفها الإرهاب والإخوان واستطاعت القيادة المصرية بحكمة وحنكة فك الحصار الدولى المفروض على مصر آنذاك، رغم التواطؤ الإقليمى والدولي، لا سيما الأمريكي، الذي كان يهدف إلى إضعاف مصر وإخضاعها، مشيرًا إلى أن التنظيمات الإرهابية لم تستسلم، وبدأت تتجه إلى الحرب الرقمية عبر نشر الشائعات على مواقع التواصل الاجتماعي، مستغلة الحالة الاقتصادية وما يسمى “ثورة الإخوان الرقمية” التي تؤكد أنه ليس لهم وجود حقيقى على الأرض، حيث فقدت الجماعة ثقة الشارع المصري بشكل كامل، ولم يعد لها أى تأثير يذكر.

وأكد أن الدولة المصرية أصبحت نموذجًا فى مكافحة الإرهاب بفضل وعى الشعب وتلاحمه مع القيادة السياسية، واستطاعت تحويل التحديات إلى فرص لإعادة بناء الوطن على أسس قوية، لتظل مصر قادرة على فرض سياساتها وحماية مصالحها الإقليمية والدولية.

قال عمرو فاروق، الباحث فى شؤون الإسلام السياسي، إن مصر أثبتت أنها “مقبرة الإرهاب”، بفضل تجربتها التاريخية الرائدة فى مواجهة الجماعات الأصولية والتنظيمات المتطرفة، حيث تمتلك خبرة طويلة فى قراءة عقلية تلك الكيانات وتحجيم تمددها، خاصة خلال فترات السيولة السياسية والأمنية التي شهدتها المنطقة عقب أحداث ما يسمى “الربيع العربي”.

وأوضح فاروق لـ«روز اليوسف»، أن الأجهزة الأمنية نجحت فى التصدى لمحاولات جماعات الإسلام السياسي، وعلى رأسها “الإخوان”، لاختطاف المجتمع فكريًا، وتطويع مؤسسات الدولة لخدمة أهدافها، كما أنها واجهت أيضًا جماعات أخرى، مثل التيارات السلفية والجهادية والتنظيمات المسلحة المتطرفة، مشيرًا إلى أن مصر أثبتت أنها صخرة صلبة أمام مشاريع الإسلام السياسي، حيث فشلت تلك الجماعات فى انتزاع هوية المجتمع المصري، رغم تغلغلها فى بعض مؤسساته وبنياته الاجتماعية على مدار أكثر من 90 عامًا.

وتابع:” خاضت الدولة المصرية حربًا شرسة ضد التنظيمات المسلحة، مثل “أنصار بيت المقدس”، و”حسم”، و”لواء الثورة”، وغيرها من التنظيمات التي حاولت زعزعة استقرار البلاد وأسفرت العمليات الأمنية عن تفكيك أكثر من 20 تنظيمًا مسلحًا وتدمير أوكارهم، وتجفيف منابع تمويلهم، بالإضافة إلى تنفيذ ضربات استباقية أضعفت قدرتهم على التحرك وتنفيذ عمليات داخل البلاد.

وأضاف: «العمليات العسكرية الكبرى، مثل “العملية الشاملة سيناء 2018” و”حق الشهيد”، ساهمت فى القضاء على أكثر من 1000 عنصر إرهابي، وضبط آلاف المتورطين، بينهم عناصر أجنبية تسللت إلى البلاد بعد 2011، كما تم تدمير آلاف الأنفاق، ومصادرة كميات ضخمة من الأسلحة والمواد المتفجرة”، مشيرا إلى أن مصر لم تكتفِ بالتصدى للإرهاب داخليا، بل امتدت جهودها إلى المستوى الإقليمي، من خلال دعم الدول الأفريقية فى مكافحة الإرهاب، والمشاركة الفاعلة فى “التحالف الإسلامى العسكرى لمحاربة الإرهاب”، مشيدا بتقرير الأمم المتحدة فى فبراير 2022، الذي أثنى على نجاح مصر فى تفكيك التنظيمات المتطرفة وتراجع نشاط “داعش” و”القاعدة” فى المنطقة.

وشدد “فاروق”، على أن الاستراتيجية المصرية لمكافحة الإرهاب أكدت تفوقها، ليس فقط فى حماية الأمن القومي، ولكن أيضا فى ترسيخ دور مصر الإقليمى والدولى كحائط صد أمام التطرف والجماعات المسلحة.

قال هشام النجار، الباحث فى شؤون الحركات الإسلامية، إن ما حققته الدولة المصرية فى مواجهة التنظيمات الإرهابية وجماعة الإخوان، يعد إنجازًا وطنيًا واستراتيجيًا لا يقل أهمية عن انتصار حرب أكتوبر 1973، فكما واجهت مصر فى أكتوبر إسرائيل ومن خلفها حلفاؤها الأمريكيون، واجهت خلال الأعوام الماضية جيوشًا متعددة من التكفيريين والإخوان، مدعومين وممولين من قوى إقليمية ودولية معادية.

وأضاف النجار لـ«روز اليوسف»، أن مصر نجحت فى تصنيف جماعة الإخوان كتنظيم إرهابي، ومنعت أنشطته داخل البلاد، وقوضت بنيتها التنظيمية بشكل كامل ورغم ذلك، فإن وجود مشاريع إقليمية ودولية معادية وطامعة فى المنطقة، مثل مشروع “إسرائيل الكبرى”، ما زال يوظف الجماعة الإرهابية وينفخ فيها الروح، مشيرا إلى أن الجماعة تمتلك تنظيمًا دوليا وأفرعًا فى أماكن عديدة حول العالم، ما يجعلها أداة رئيسية فى تنفيذ مخططات القوى الغربية والإقليمية التي تسعى لزعزعة استقرار الشرق الأوسط.

وأوضح، أن ما حدث فى سوريا يمثل نموذجًا واضحًا لهذه المشاريع، حيث اعتمدت القوى المعادية على جماعة الإخوان وتنظيم القاعدة المتحول إلى شكله الجديد، الذي قدم نهجًا مغايرًا للجهادية السلفية التقليدية وهذا الشكل الجديد “الجهادية السياسية” يركز على إقامة حكم محلى أكثر من تحقيق فكرة الخلافة، وهو أكثر براجماتية ودهاء وتلونًا من النماذج السابقة، لافتا إلى أن مصر استطاعت مواجهة هذه التحديات بفضل التضحيات الجسيمة التي قدمها الجيش المصري والأجهزة الأمنية، تحت قيادة واعية ومدركة لحجم المخاطر وطبيعة المشاريع التي تحاك ضد الدولة، ولم تكن المواجهة عسكرية فقط، بل امتدت إلى تفكيك منظومة الشائعات والأكاذيب التي تبثها الجماعة من الخارج عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

وتابع:” الأمن والاستقرار الذي تعيشه مصر اليوم لم يكن ليتحقق لولا التضحيات الكبيرة والجهود المستمرة للدولة فى مواجهة الإرهاب، وهذه الإنجازات رسخت مكانة مصر كدولة قوية قادرة على حماية سيادتها وقيادة المنطقة فى مواجهة التحديات الإقليمية والدولية”.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز