![البنك الاهلي البنك الاهلي](/UserFiles/Ads/8372.jpg)
السياحة في إفريقيا ستحقق نموا ملحوظا خلال 2025 بإيرادات قد تتجاوز 90 مليار دولار
![](/UserFiles/News/2025/01/05/1259533.jpg?250105144545)
أ.ش.أ
يتهيأ قطاع السياحة في أفريقيا مع بدء عام 2025؛ لتحقيق نمو ملحوظ بعد فترة من التحديات الصعبة.
ويتوقع آخر تقرير لمؤشر السياحة العالمي الصادر عن منظمة السياحة العالمية؛ تعافي السياحة عالميًا بالكامل خلال هذا العام، على الرغم من التحديات الاقتصادية والجيوسياسية والمناخية التي تواجه دول العالم.
وتعد هذه المرحلة الراهنة حاسمة بالنسبة للقارة الأفريقية، التي تمتلك موارد سياحية هائلة غير مستغلة. ومع ارتفاع عائدات السياحة بنسب كبيرة مقارنة بمستويات ما قبل جائحة كورونا، تمكنت دول مثل تنزانيا من تجاوز أعداد الوافدين لعام 2019، طبقا لمؤشر السياحة العالمى، وكذلك تمكنت دول اخرى من الرجوع الى مستويات جيدة من استقبال السائحين خلال عام 2024.
ويمثل هذا العام فرصة ذهبية لاستثمار هذا الزخم وجعل السياحة محركًا رئيسيًا للنمو الاقتصادي في أفريقيا .ويعتبر سوق سياحة الاجتماعات والحوافز والمؤتمرات والمعارض (MICE) فرصة كبيرة لدعم النمو السياحي في أفريقيا. فهذا السوق يستقطب رجال الأعمال من ذوي الإنفاق المرتفع ويعزز فرص التعاون والاستثمار الدولي.
ولتحقيق النجاح في هذا المجال؛ تحتاج الدول الأفريقية إلى تطوير بنية تحتية متقدمة للمؤتمرات، وتحسين استراتيجيات التسويق، وتعزيز التعاون بين الحكومات والقطاع الخاص.
فالعديد من المدن الأفريقية مثل كيجالي، وكيب تاون و مراكش، ويندهوك، وأكرا؛ أظهرت - بالفعل - قدرتها على استضافة فعاليات عالمية المستوى؛ فمن خلال التكاتف الإقليمي للترويج لسياحة الأعمال؛ يمكن لأفريقيا أن تصبح وجهة رئيسية لاستضافة الأحداث التجارية الدولية.
وبالاضافة إلى ذلك، تتميز أفريقيا - أيضا - بتراث ثقافي وفني غني يوفر إمكانات كبيرة لجذب السياح. ويتنوع هذا التراث بين تجارب الطبخ الفريدة ومشاهد الفن الحديث في لاجوس إلى الحرف التقليدية في مراكش، ويمتلك القطاع الإبداعي في القارة فرصة فريدة للانطلاق؛ لذلك يجب أن يتم دمج الفنون بشكل استراتيجي في التجربة السياحية من خلال التعاون بين الفنانين وهيئات السياحة وشركات تنظيم الرحلات، كما يمكن إقامة مهرجانات ومعارض تسلط الضوء على الإبداع الأفريقي وتجذب اهتمامًا عالميًا؛ فيمكن لهذه الجهود أن تعزز من تنوع المنتجات السياحية وتدعم المجتمعات والفنانين المحليين.
ووفقاً لتقرير منظمة السياحة العالمية وتقرير اتجاهات أسبوع السفر الأفريقي (ATW) 2024؛ تشير التوقعات إلى نمو بنسبة 8% في أعداد السياح الوافدين و6% في الإنفاق السياحي سنوياً في الفترة بين 2024 و2027. وفي عام 2027، من المتوقع أن تزيد رحلات الوافدين لتتجاوز 95 مليون رحلة؛ مما يولد أكثر من 90 مليار دولار من إيرادات سياحية وافدة.
ولا يضع هذا النمو المتوقع، أفريقيا فقط كنجم صاعد في مشهد السياحة العالمي، لكنه أيضًا يعزز مكانتها كوجهة نابضة بالحياة من الثقافات والمناظر الطبيعية والتجارب الفريدة.
وتتبوأ بعض الدول - مع نمو الموارد وازدياد الإقبال على القارة - مكانة متقدمة كوجهات سياحية بارزة لعام 2025، وتشمل هذه الوجهات: جنوب أفريقيا وموريشيوس وبوتسوانا وتنزانيا وناميبيا.
وقد استقبلت جنوب أفريقيا 8.48 مليون زائر دولي خلال عام 2023، بزيادة ملحوظة عن 5.70 مليون خلال عام 2022. ورغم أن هذه الأرقام لم تصل بعد إلى ذروة ما قبل الجائحة خلال عام 2019 عندما بلغت 10.23 مليون، لا تزال جنوب أفريقيا واحدة من أكثر الوجهات طلبًا في القارة، فيما استقبلت موريشيوس، الدولة الجزرية الساحرة، 1.30 مليون زائر خلال عام 2023، منتعشة من 1.00 مليون في عام 2022.
ومع وقوف أفريقيا على أعتاب نمو مستدام واستكشاف متزايد، تمثل هذه الدول مجرد لمحة عن الرحلة التي تنتظر المسافرين الفضوليين؛ بمزيج من الحياة البرية الخلابة، والجمال الطبيعي، والتراث الثقافي الغني، يبدو أن عام 2025 سيكون عامًا مميزًا لكل من يسعى لاكتشاف عجائب هذه القارة المتنوعة.
ويمثل ضعف الاتصال الجوي داخل القارة واللوائح الصارمة المتعلقة بالتأشيرات تحديات تعوق السفر داخل أفريقيا. ويشير تقرير أسبوع السفر الافريقى إلى أنه لإطلاق الإمكانات السياحية بشكل كامل؛ ينبغي العمل على تنفيذ مبادرات مثل سوق النقل الجوي الأفريقي الموحد (SAATM) واعتماد أنظمة التأشيرات الإلكترونية.
وتيسير إجراءات التأشيرات وزيادة الرحلات الجوية المباشرة بين الدول الأفريقية؛ سيسهم في تعزيز السياحة الإقليمية، وتحفيز التكامل الاقتصادي، والحد من الاعتماد على السياح الدوليين.
ومع الاستعداد لعام 2025، تقف السياحة الأفريقية على أعتاب مرحلة جديدة من التطور. ويسلط التعافي السريع في عام 2024 الضوء على مرونة القطاع وإمكاناته الكبيرة.
ومن خلال التركيز على سياحة الأعمال، الفنون، فن الطهو، التكنولوجيا، وتحسين السياسات، يمكن لأفريقيا أن تجعل من قطاع السياحة أحد الأعمدة الأساسية لنمو اقتصاداتها.. فعام 2025 قد يمثل البداية لعصر جديد من الفرص السياحية والتنمية المستدامة في القارة الأفريقية.