عاجل
الجمعة 21 مارس 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
البنك الاهلي
كوارث الألعاب النارية

كوارث الألعاب النارية

الألعاب النارية هى أبرز مظاهر الاحتفال فى العديد من المناسبات ، مثل الأعياد الوطنية والأفراح واستقبال شهر رمضان، ورغم حالة الفرح والبهجة التي تضيفها فإنها تحمل فى طياتها كوارث ضخمة، قد تتسبب فى تحويل لحظات الفرح إلى مآسى بسبب الاستخدام غير الآمن لهذه الألعاب، مما يؤدى إلى إصابات خطيرة وحرائق وأضرار بيئية نحن فى غنى عنها.



ففى الفترة الأخيرة، وبالتحديد مع بداية استقبال شهر رمضان الكريم، انتشرت الألعاب النارية فى شوارع مصر المحروسة كانتشار النار فى الهشيم، وتحولت إلى مرض منتشر فى كل شوارع مصر ، وهو مرض يشبه السرطان القاتل ولأننا لا نسأل أطفالنا أو نحاسبهم عما يفعلون فقد تركنا لهم الحبل على الغارب دون محاسبة أو متابعة فكانت الكارثة الكبرى التي تسببت فى عشرات الحوادث منها فقد شاب عينه اليمنى فى منطقة كرداسة بمحافظة الجيزة نتيجة إصابته مباشرة بصاروخ ناري أطلقه أحد الأطفال خلال لهوه فى الشارع مع آخرين وفى نفس اليوم استقبل مستشفى سوهاج العام ثلاثة أشخاص مصابين فى مقلة العين نتيجة انفجار الألعاب النارية فى وجوههم وكذلك احتراق سيارة فى أحد الأماكن بمنطقة قسم شرطة بنها بمحافظة القليوبية نتيجة قيام أحد أصحاب محلات الدواجن بإلقاء صاروخ من شرفة منزله إلى الشارع فسقط على سيارة كانت تقف أسفل العقار ما أدى إلى احتراقها بالكامل بل تدميرها والقضاء عليها نهائيًا.

وكذلك نشوب معارك بين عدد من الجيران فى أماكن كثيرة بسبب هذه الألعاب النارية ونشوب حرائق فى بعض المساكن نتيجة لهو الأطفال بالألعاب النارية.

وحسنًا فعلت أجهزة الأمن بعد أن قامت بحملة مكبرة أسفرت عن ضبط مروجى وبائعى هذه الألعاب الخطرة على الصحة أولًا وعلى البيئة ثانيًا وأكثر خطورة على دخل الأسرة المصرية التي تعانى من قلة مواردها ويقوم أبناؤها بشراء هذه الألعاب التي لا تجدى بأى شىء فى استهلاك أموال الأسرة فى غير ما يفيدها.

والحقيقة المؤكدة أن ما يحدث من هذه الخطورة على الأسرة وعلى المجتمع لا يمكن أن تكون أجهزة الأمن وحدها هى المسؤولة عنه بل المسؤول الأول والأخير هو رب الأسرة الذي يدفع لابنه الأموال لشراء هذه الألعاب التي لا تعود على الطفل أو على الأسرة بأى فائدة بل يمكن أن تعود عليه بكارثة هو فى غنى عنها لكن على ما يبدو أن أرباب الأسر هم أيضًا غير مسؤولين عن تصرفات أبنائهم ويحتاجون إلى إعادة ترتيب مسؤولياتهم بعد أن تركوا الحبل على الغارب لأبنائهم.

الغريب فى الأمر أن كميات الألعاب النارية التي ملأت الشوارع والطرقات يتم تهريبها من الخارج وتحديدًا من دولة الصين التي بها قانون حازم جدًا يمنع فيه أى شخص من استخدام هذه الألعاب النارية فى الشوارع مثلما يحدث عندنا ويقتصر استخدامها فى الاحتفالات الرسمية من قبل مدربين على استخدامها.

فيجب علينا أن نحافظ على بعضنا البعض ونمنع أولادنا من استخدام هذا العبث الذي لا يجدى بأى شىء بل هو إحراق متعمد لأموالنا ودخلنا وإزعاج متعمد للآخرين وأضرار هائلة للبيئة وليس لها أية إفادة غير حرق الأموال وحرق الدم.

حفظ الله مصر قيادة وشعبًا وجيشًا.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز