عاجل
الثلاثاء 28 يناير 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
مختارات من الاصدارات
البنك الاهلي
كل يغنى  على «شيريناه»!!

كل يغنى على «شيريناه»!!

مثل الصيد الثمين، الكل وجدها فرصة للشعبطة على أكتافها، لديكم مثلا طليقها، وهو أسوأ من ارتبط بها، قرر أن يتحول فى لحظة  إلى «بودى جارد» مدافعًا عنها، رغم أنه أكثر إنسان فى الوجود شهَّر بها ودفع بها إلى طريق مسدود، استطاعت مؤخرًا أن تتلمس طوق النجاة، من خلال طبيبها المتخصص فى علاج  الإدمان، والذي صارت تصطحبه فى كل حفلاتها داخل وخارج البلاد، حتى تضمن أن تظل قابعة على شاطئ الأمان.



   أتحدث طبعًا عن شيرين، وزلة اللسان التي لا يمكن لأحد سوى أن يعتبرها غلطة غليظة، اعتذرت عنها فى حينها، وطلبت السماح من أهل السماح، هناك من يريد خنقها، وعلى الجانب الآخر، هناك من يسعى لكى يمتلكها مجددًا فهى (الفرخة التي كانت تمنحه فى كل مرة بيضة ذهب)، وهو على استعداد فى أى لحظة أن يقتل الفرخة حتى يستحوذ على كل عنقود الذهب فى صفقة واحدة.

  أخشى حقيقة من طليقها الذي لا تخفى مآربه على أحد، دخل أيضًا على الخط شقيق الملحن الراحل محمد رحيم، الذي زغللت عيونه الكاميرات والبرامج ومع رحيل شقيقه الأصغر، وجد فجأة أن الفضائيات تبحث عنه، فى البداية قرر التشكيك فى حالة الوفاة، مؤكدًا أنها ليست طبيعية؛ بل نتاج جريمة، يذكرنى بورثة سعاد حسنى الذين لا يزالون حتى الآن بعد مرور ربع قرن على رحيلها، يشهرون نفس الورقة من أجل مزيد من الأضواء، والتي أحيانًا تجلب معها أيضا أموالًا، ولهذا يكررون الطلب بضرورة تشريح الجثمان، رغم رفض النائب العام أكثر من مرة.

   حرص شقيق الملحن على تحريض نقيب الموسيقيين مصطفى كامل للتدخل، ولا أدرى لماذا وكيف؟ زلة لسان أعقبها اعتذار، لا يمكن لأى إنسان السخرية من الموت، بعيدًا حتى على وجود مشاعر امتنان وصداقة معروفة للجميع تجمع شيرين مع محمد رحيم.

   انفلت عبدالحليم حافظ عام 1976 ضد الجمهور، فى آخر حفل قدمه وهو يغنى  قصيدة (قارئة الفنجان)، ولا أتذكر أن النقابة وقتها حققت معه، الصحافة أعلنت موقفها، وعبدالحليم لم يعتذر عن انفلاته لا أثناء الحفل ولا بعده وحتى رحيله.

  المؤكد أنه خطأ ارتكبته شيرين، حتى كبار القيادات فى العالم أجمع تنفلت منهم أحيانًا الكلمات، لديكم مثلا مؤخرًا بايدن وترامب، ما الذي دفع نقيب الموسيقيين الهمام بكل ما أوتى من قوة أدبية، للتحرك بسبب زلة لسان؟ كان من الممكن ببساطة أن يصدر مع شيرين بيانًا يؤكد فيه للرأى العام اعتذارها عن تلك الزلة، ونقطة ومن أول السطر.

  لدينا مثل شهير، لا أدرك حقيقة مغزاه «الفاضى يعمل قاضى»، لا أتصوره بالمناسبة صحيحًا أو منطقيًا، المنطقى أكثر هذه الأيام أن نقول «الفاضى يعمل نقيب موسيقيين»، النقابة هى الأكثر عددًا بين كل النقابات الفنية، وهى أيضًا الأكثر فى تحقيق نسبة كبيرة لتفشى البطالة بين أعضائها، أغلبهم لا يشاركون فى الحفلات، لا نتحدث فقط عن مطربين عددهم مثلا يقدر بالعشرات أو على أكثر تقدير بضع مئات، لدينا عازفون وكورال يقدرون بالآلاف، هؤلاء ينتظرون توفر مناخ صحي يستوعب طاقاتهم المعطلة، بينما النقيب مشغول بـ(زلة لسان).

   تخيل مثلا أن بيتًا مهددًا بالسقوط، وصاحب البيت مشغول يقدح زناد فكره لمطاردة فأر تسلل خيفة إلى المنزل.

  لا أحد من الممكن أن يدافع عن خطأ مهما تضاءل حجمه، ولكن علينا جميعًا أن نخوض معركتنا الرئيسية  وهى قطعًا مواجهة البطالة، إنها  قضية حياة أو موت، وبعد أن نضمن الحفاظ على الحياة ،  ننطلق بكل قوة وعزم إلى مطاردة الفأر الضال!!  

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز